هاني فرحات: الخسائر تلاحق منتجي الكاسيت

16 أكتوبر 2014
هاني فرحات: الفنانون من أكثر الناس معاناة من الأزمات(خاص)
+ الخط -

قال المايسترو المصري (الموسيقي)، هاني فرحات، إن بعض شركات إنتاج الكاسيت لم تصمد أمام الأزمات التي عرفتها مصر خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن "أبناء المجال الموسيقي والغناء من أكثر الناس معاناة من الأزمات، لأن مجالهم مرتبط بالحالة النفسية للجمهور". وإلى نص المقابلة:

* هل عانى أهل الموسيقى والغناء في مصر من الأوضاع الاقتصادية في البلاد؟
في اعتقادي يعد أبناء المجال الموسيقي والغناء من أكثر الناس معاناة من الأزمات، لأن مجالهم مرتبط بالحالة النفسية للجمهور، ولو حدث وتغير مزاج الجمهور إلى الأسوأ فسينعكس كليّاً وبشكل مباشر على الموسيقى والغناء، ومن يعملون فيهما.

* لكن في ظل الأزمات الاقتصادية وغيرها التي مرت بها مصر أخيراً رأينا بعض نجوم الغناء يصدرون ألبومات غنائية ويقدمون حفلاتهم بشكل عادي؟
الفنان لا بد وأن يكون رائداً وسباقاً، وعليه أن يأخذ المبادرة من الجميع، وهذا ما نادى به البعض بأن يعملوا وينتجوا ويجتهدوا لكي تعود الأمور لما كانت عليه، ولكن ما الفائدة من اليأس والجلوس في البيت.

* البعض فسر هذا الأمر بأن الأزمة لم تصل الى فئات معينة من المجتمع، فما تعليقك؟
أي أزمة تمر بها أي دولة في العالم يتأثر بها جميع الشعوب بلا استثناء، وما مرت به مصر ليست أزمة واحدة، ولكن مجموعة من الأزمات المتلاحقة التي ألزمت البعض الجلوس في منازلهم، وترك أعمالهم وإغلاق مشاريعهم، ومن بين هؤلاء بعض المنتجين وأصحاب شركات الكاسيت الذين لم يصمدوا أمام هذه الموجة العارمة من الأزمات والتحديات التي واجهتهم بعد ثورة 25 يناير عام 2011.

* لكنك مايسترو وعملك مرتبط بالحفلات أكثر من إنتاج الألبومات، فهل تأثرت الحفلات كذلك؟
بكل تأكيد تأثرت، والدليل العدد الضئيل من الحفلات التي تقام حاليّاً، عكس ما كنا نشاهده من قبل، وللأسف لا أحد يعرف مدى المعاناة التي يعانيها أبناء الفرق الموسيقية جراء ذلك.

* كيف تأثر الموسيقيون معيشيّاً؟
هل تقصد أن دخولهم تراجعت بسبب حالة الركود التي تعاني منها السوق بشكل عام؟
هناك آلاف الأسر التي تعيش على الحفلات، فعلى سبيل المثال، ما الذي سيفعله أحد أفراد الفرقة الموسيقية كالعازف أو الطبال أو غيره إذا توقفت الحفلات؟ ماذا سيعمل؟ ومن أين سيأتي لأسرته وأبنائه بتكاليف الحياة التي تزيد يوماً تلو الآخر عليهم؟ أنا أعتبر هذه المهنة من أصعب المهن بسبب المستقبل المبهم الذي يواجه هؤلاء إذا ألغيت حفلة أو حدثت أزمة أدت إلى توقف النشاط فترة.

* هل عايشت بنفسك الأزمات التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة؟
عايشتها وتأثرت بها مثل أي مواطن عادي، لأنني أعيش بطبيعتي وأعشق شوارع وميادين القاهرة، وهذا الأمر يجعلني أقرب إلى نبض البسطاء وحياتهم وأشعر بما يشعرون وأعيش ما يعيشون.

* ما هي أشد الأزمات التي مرت على مصر في الفترة الأخيرة؟
الانفلات الأمني وانتشار البلطجية في شوارع العاصمة المصرية القاهرة وباقي المحافظات، وكانت الأزمة الأصعب والأخطر علينا جميعاً، فما أصعب أن تشعر بأنك وأبناءك وأهلك معرضون للتهديد والرعب والموت في أية لحظة، فقد عشنا فترة صعبة كنا نقف في الشوارع كلجان شعبية لنحمي بلدنا والحمد لله مرت الأزمة بسلام، لكنها أظهرت فينا روح التعاون والحب.

* هل تشعر بالتفاؤل لما هو قادم؟
بالطبع كلي تفاؤل وثقة في الله، لأن مصر محروسة ومذكورة في القرآن الكريم، وهي أم الدنيا ودائماً تكون الأزمات هي مفتاح العبور لغد أفضل، وستعود أفضل مما كانت عليه في الماضي، وما يحدث الآن هو مخاض لولادة جديدة لمصر يتعايش فيها الجميع بسلام، حيث أثبتت التجربة أن المصريين قادرون على مواجهة أي أزمة مهما كان حجمها، وسوف يعبرون الأوضاع الحالية في أقرب وقت.
المساهمون