هاكابي: قسّ يخوض تصفيات "الجمهوري" وعينه على الرئاسة

08 يناير 2015
يتّهم الجمهوريون هاكابي بمعاداة أثرياء الرأسمالية (Getty)
+ الخط -

يُوصف رجل الدين البروتستانتي ومرشح الرئاسة الأميركي المحتمل في انتخابات 2016 مايك هاكابي، بأنّه الرجل الثاني المناسب للجمهوريين، بمعنى أنّ حظوظه ليست كافية لدخول البيت الأبيض إلا عن طريق موقع نائب الرئيس.

وحين أعلن يوم السبت الماضي، على صفحته الشخصيّة على موقع "فايسبوك"، أنّه "سيترك برنامجه الأسبوعي في قناة فوكس نيوز حتى يتسنّى له دراسة خوض التصفيات الحزبيّة على تمثيل الحزب الجمهوري، فسّر البعض ذلك بأنه سيخوض التصفيات على الرئاسة، بينما عيونه في واقع الأمر شاخصة إلى موقع نائب الرئيس، أي أنّ خوضه المنافسة على الموقع الأول يأتي فقط لتعزيز فرص اختياره في موقع الرجل الثاني.

وكان هاكابي قد نافس للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسيّة عام 2008، وحصل على المركز الثاني بعد جون ماكين. وفي حال تكرار الوضع ذاته في الانتخابات المقبلة، بحصول هاكابي مرة أخرى على المركز الثاني في التصفيات الخاصة بالجمهوريين، بعد زميله المرشح القوي جيب بوش، أو منافستهما القويّة أيضاً سيدة الأعمال كارلي فيورينا، فليس من المستبعد أن يتم اختيار هاكابي نائباً للرئيس في بطاقة الحزب الجمهوري، لكسب التيّار الأكثر تديّناً في الحزب.

وقال هاكابي في برنامجه، إنّه "لن أتخذ قراراً بشأن الترشح حتى أواخر ربيع عام 2015"، لكنها إشارة اعتُبرت كافية بمقاييس السياسة الأميركية، لاعتبار الرجل قد قرر بالفعل خوض انتخابات الرئاسة، خصوصاً أن القرار تضمن كذلك انهاء تعاقده مع محطة فوكس نيوز، مثلما أنهت المحطة تعاقدها مع شخصيات عامة أخرى عقب إعلان تلك الشخصيات أنها تدرس الترشّح للرئاسة.
وعلى الرغم من أنّ معظم المحللين السياسيين وبعض استطلاعات الرأي يضعون حاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، في مقدمة المنافسين المحتملين الأقوياء لعائلة كلينتون في حال فوز وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي، لكنّ توقّعات أخرى تشير إلى أنّ الناخبين الجمهوريين قد يفاجئون الحزب الديمقراطي بمرشّحة امرأة تنافس هيلاري كلينتون.

وفي هذه الحالة، فإن اختيار هاكابي في موقع نائب الرئيس سيعزّز فرص الحزب بين التيار المتديّن ولن يلحق أي ضرر بالحزب على خلفيّة آراء هاكابي المتشدّدة ضدّ النساء. أما إذا حقّق هاكابي نفسه المفاجأة في تصفيات الحزب الجمهوري، وحاز على المركز الأول، فإن أسلم وسيلة لحمايته من السقوط أمام كلينتون هي اختيار امرأة في بطاقته لموقع نائب الرئيس. ومن المعروف أن هاكابي رجل متديّن ويعارض بقوة الإجهاض كما يطلق آراء مثيرة للجدل حول النساء في برنامجه التلفزيوني، من بينها قوله إنّ الخزينة العامة لا يجب أن تتحمل النفقات المترتبة على "شهوات النساء" في إشارة على ما يبدو إلى عمليات الإجهاض.

ويقول المحامي والمعلق السياسي الجمهوري، لويد غرين، إنّه على هاكابي أن يحسّن قدرته على جمع التبرّعات لحملته الانتخابيّة، إذ إنه لم يتمكّن في انتخابات 2008 من جمع سوى 16 مليون دولار، وهو مبلغ يكاد لا يوازي ما جمعه جون ماكين في الربع الأول فقط من عام الانتخابات. كما يشير المحلل ذاته إلى أهمية أن يعمل هاكابي على الفوز خارج نطاق معاقل البروتستانت الإنجيليين، الذي تربطه بهم علاقة قويّة بصفته قساً سابقاً ومدافعاً أيديولوجياً عن اليمين المسيحي.

ويتميز هاكابي، الذي ولد عام 1955 باللباقة والقدرة على الخطابة ويهتم بالموسيقى وتأليف الكتب في مختلف المجالات. وكون هاكابي من رجال الدين، فإنه رغم قبوله بفصل الدين عن السياسة، يؤيّد إعطاء الدين دوراً في السياسة والحياة العامة كمصدر للقيم والمبادئ، وأهمها من وجهة نظره، الدفاع عن حقوق الفقراء والمهاجرين.
وعلى النقيض من منافسه الرئيسي المحتمل، جيب بوش، الذي ينتمي إلى عائلة سياسيّة مخضرمة وثريّة، إذ كان والده رئيساً وشقيقه كذلك، يتحدّر هاكابي من أسرة متواضعة، نشأت في ولاية أركنساس التي ينتمي إليها الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون وحكمها هاكابي مرتين. ولكن بعض الجمهوريين يتهمونه بمعاداة أثرياء الرأسمالية، وهي تهمة إن صحّت، تتناقض مع عقيدة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه هاكابي.

ويدعو هاكابي إلى عدم حرمان أبناء المهاجرين غير الشرعيين من الدعم الحكومي والتأمين الصحي والمساعدات الغذائية. وعلى صعيد السياسة الخارجية، زار هاكابي إسرائيل مرات عديدة، ولا يؤيّد إقامة دولة فلسطينيّة في أراضيهم بل في أراضٍ عربيّة خارج فلسطين التاريخية. ويخاطب هاكابي من يسميهم بالمتطرفين الإسلاميين، بأنهم يحبون الموت مثلما يحب الأميركيون الحياة، وأنّ الحرب معهم دينيّة وبشكل ينطوي على إشارات عن محدوديّة استيعابه للقضايا الخارجيّة.

المساهمون