هارتلبول.. فريق إنجليزي مغمور يُشجع الصناعة الوطنية

هناك مساحات خضراء تحيط ملعب التدريبات، داخل مدينة ريفية تحيطها الطبيعة من كل جانب ويخترقها نهر كبير يروي سكانها، الكلام ليس عن المدينة أو سكانها بل عن 23 لاعبا يلعبون في فريق إنجليزي من الدرجة الثانية، والمُلفت أن كل اللاعبين هم إنجليزيون، إذ لا يضمُ الفريق أي لاعب من خارج حدود إنجلترا.

لا يُمكن اعتبار فريق هارتلبول من الأندية البارزة في كرة القدم الإنجليزية، لكن المفارقة المثيرة تأتي عندما يكون لاعبي هارتلبول من جنسية واحدة، أي أنهم أشبه بمنتخب إنجليزي مُصغر، يتقاضى اللاعبون في هارتلبول أقل من 1500 يورو أسبوعياً، في حين أن أدنى راتب أسبوعي يصل إلى نحو 400 يورو.

في المقابل يضمُ هارتلبول بعضا من النجوم السباقين الذين لمعوا في الدوري الإنجليزي الممتاز أمثال مهاجم ويست هام السابق مارلون هاروود (34 سنة)، وسام كولينز الذي كان يلعب مع هال سيتي في عام 2006، وحالياً هو قائد خط الدفاع بعد أن وصل إلى نحو 600 مباراة في مسيرته الكروية.

بالإضافة إلى هذين الاسمين هناك لاعب شاب يُدعى براد والكر الذي لعب حتى الآن نحو 40 مباراة رسمية، ونال في الموسم الماضي لقب أفضل لاعب ناشئ في الدرجة الثانية الإنجليزية، كما أن هناك المدافع ماتيو بيتز لاعب ميدلسبره السابق، وهو خريج أكاديمية هارتلبول، ويعتقد مدرب الفريق كولين كوبر أنه واجه صعوبات كبيرة في إيجاد فريق مؤلف من لاعبين إنجليزيين فقط.

أما سبب خلق هذه التوليفة الإنجليزية في هارتلبول، فإدارة الفريق تريد صناعة نجوم كرة من أجل المستقبل وتأمين وصولهم إلى "البريمييرليج"، ومنح المنتخب الإنجليزي لاعبين شبان مميزين سيكونون قادرين على صناعة مستقبل واعد لإنجلترا، في وقت هناك عمل وجهد كبير من أجل إيصال هارتلبول إلى دوري الأضواء، لأنه الفريق الوحيد في إنجلترا الذي صنع فريقاً من 23 لاعباً إنجليزياً، وهذا الأمر من الجميل مشاهدته على المستطيل الأخضر.