أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قراراً من مقر إقامته في عدن باعتماد غرفة عمليات خاصة، سمّاها غرفة "عمليات 22 مايو – عدن للقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد ربه منصور هادي"، بينما أعلن الحوثيون أن هادي، "فاقد الشرعية" ومطلوب لـ"العدالة"، وحذروا كل من يتعامل معه بصفته رئيساً للدولة.
وقالت مصادر يمنية إن "الرئيس وجّه عبر وثيقة بتاريخ اليوم الثلاثاء، إلى قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وإلى قادة القوى والمناطق وقيادة قوات الاحتياط والعمليات الخاصة والوحدات المستقلة اعتماد غرفة عمليات 22 مايو التابعة للقائد الأعلى وبضرورة قيام هذه الأطراف بتنفيذ مهامها وواجباتها الروتينية لحفظ الأمن والاستقرار في القطاعات المسؤولة".
ومنعت التوجيهات "تنفيذ أي عمليات قتالية أو تحركات أو تنقلات أو استبدالات في الوحدات العسكرية، إلا بقرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبر غرفة العمليات الخاصة به "22 مايو – عدن".
وتأتي هذه ضمن إعادة الترتيبات التي يجريها هادي لإدارة حكمه، بعد أن كان الحوثيون قد أوغلوا في تشتيتها وتدميرها.
وفي هذه الأثناء، أعلنت "اللجنة الثورية العليا" التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، أن هادي، "فاقد الشرعية" ومطلوب لـ"العدالة"، وحذرت كل من يتعامل معه بصفته رئيساً للدولة أو ينفذ أوامره.
وأوضحت اللجنة، المكلفة بإدارة البلاد، حسب الإعلان الانقلابي للجماعة، في بيان، أنها "تتابع التحركات المشبوهة للمدعو هادي الفاقد الشرعية لأي تصرف كرئيس للجمهورية اليمنية، وأنه بتصرفاته الطائشة والمتخبطة قد أضر بالشعب اليمني وأمنه واستقراره واقتصاده وحياته".
وأضاف البيان أن اللجنة الثورية تحذر "كل من يتعامل معه بصفة رئيس دولة وينفذ أوامره من كافة موظفي الدولة ومسؤوليها وبعثاتها الدبلوماسية، فإنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية".
ودعت اللجنة "كافة الدول الشقيقة والصديقة إلى احترام خيارات الشعب اليمني وقرارته وعدم التعامل مع هادي"، باعتباره "لم يعد ذي صفة في أي موقع رسمي، بل هو مخل بالمسؤولية ومطلوب للعدالة".
وكان هادي قد أعلن في بيان عقب وصوله إلى عدن، السبت الماضي، إلغاء كافة القرارات والإجراءات التي اتخذها الحوثيون خارج إطار الشرعية منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي تعليقه على قرار الحوثيين بإعلان هادي مطلوباً للعدالة، اعتبر الكاتب اليمني، فتحي أبو النصر، لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين "اتخذوا الخطوة التي كان من المفترض أن يقوم بها هادي، أي أنه كان من المفترض أن يعلن هادي أن قيادات الحوثيين مطلوبة للعدالة قبل أن يقوموا هم بإعلانه مطلوباً".
واستدرك أبو النصر: "المشكلة هي أن أي خطوة من هذا النوع من قبل هادي ضد الحوثيين ليس لها أي أثر، ومثل ذلك إعلان الحوثيين ضده، إذ إن كلا الطرفين أصبح محمياً بحاجز، أحدهما في صنعاء والآخر في عدن، ما يوحي أن البلد يعيش انفصالاً غير معلن تمت هندسته ليصل إلى هذه اللحظة، مع أنه لا يمكن القول إن هادي يمثل الجنوب ولا الحوثي يمثل الشمال".
وأضاف أن "هادي يمثل شرعية بلا قوة والحوثي يمثل قوة بلا شرعية، والحل الوحيد أمام هذا المأزق هو أن يعلن هادي عن انتخابات مبكرة في أقرب وقت".
واعتبر أبو النصر أن "الإعلان الحوثي يضع بشكل خاص، المبعوث الأممي جمال بنعمر أمام اختبار مفصلي، لأن بنعمر يعترف بشرعية هادي ويتحاور مع الحوثيين في الوقت نفسه، وموقفه من إعلان الحوثيين الأخير، لا يقبل أن يكون محل التباس، لأن الشرخ في الجسد اليمني يتسع بسبب سلطتي عدن وصنعاء".
اقرأ أيضاً: هروب هادي إلى عدن ينهي تنسيقاً بين السيسي و"الحوثيين"