19 سبتمبر 2017
هادي والورقة الرائجة
أحمد سليمان (اليمن)
قليلة هي الأوراق المتبقية في يد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لكن أحد أهمها، والتي يغفل عنها، هي ورقة المصارحة والشفافية، أنّ يقول لشعبه ومناصريه، ما الذي يدور في الخفاء، إذا أراد فعلاً أن يحافط على ما تبقى منهم معه.
كثيرون منا يعلمون التحديات والصغوط التي على هادي، لكن عامة الناس لا يعلمون ولن يعلموا إلا إذا قالها لهم بملء فيه. إذا أراد فعلاً أن يصنع مجده، وأن يكون شجاعا وعظيما في نظرهم على الأقل، فليصارحهم. المصارحة والمكاشفة هي ورقة هادي الرائجة أمام شعبه، الشعب اليمني طيب، وتؤثر فيه العواطف بدرجة كبيرة. لكن ليس مطلوباً من هادي أن يبكي أو يتباكى في خطاب متلفز، ثم ينسى ما يقول، المطلوب منه أن يكون شجاعاً، وأن يوّضح أهم الأسباب التي أدت إلى فشله، فالمحافظات التي تقع تحت سيطرة الشرعية، أو المحرّرة كما يطلقون عليها باستثناء مأرب، ليست أكثر أماناً ولا أكثر خدمات من تلك لا زالت تحت سيطرة الانقلاب. بمعنى آخر، فشل هادي وحكومته في تقديم نموذج حي وناجح للدولة التي ينبغي أن تكون. هذا على مستوى المحافظات والخدمات واستتباب الأمن، وليس بعيدا عن ذلك الجانب العسكري الذي يعاني هو الآخر من ولاءات شخصية ومناطقية وفئوية، سواء في الداخل ممثلاً ببعض الجهات والتنظيمات المحسوبة على أطراف داعمة للشرعية ومويده لها، والتي بالكاد تحافظ على هدف التحرير، وهي تترقب الفرصة وتعدّ العدة للانقضاض على بعضها في حال وصولهم إلى مرحلة التحرير والأمان.
ومن جانب آخر، هناك الولاءات الخارجية لبعض الدول المشاركة في التحالف العربي، والتي تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها بعيداً عن الهدف المعلن الذي هو مساندة الشرعية ودحر الانقلاب، ومثالا على ذلك الدور المفضوح للقوات الإماراتية التي وصلت بها الجرأة والنفوذ إلى حد منع الطائرة الخاصة التي تقل هادي نفسه من الهبوط في مطار عدن الدولي بداية العام الجاري، وليس انتهاء بمنع الطائرة الناقلة للنقود التابعة للبنك المركزي من الهبوط في مطار عدن الدولي لـ 13 مرة على التوالي، فضلا ًعن السجون السرية وما فيها من ظلم تعذيب وحشي بعيدا عن سلطة الشرعية والرقابة الدولية، وغير ذلك من انتهاكات كثيرة.
إن لم يكن هادي قادرا على اتخاذ قراره وتنفيذه، فلماذا لم يلجأ للشعب؟ الشعب وحده مصدر السلطة، كما يردّد غالبا في خطاباته، ولذا فمن حقه (أي الشعب) أن يعرف ما الذي يحدث على الأقل، وهذا أضعف الإيمان، ليس من مصلحة أحد، وأولهم هادي وحكومته، أن يستمر الوضع على هذا النحو، الدولة يجب أن توجد نموذجاً ناجحا على كل الأصعدة.
هناك خسارات عديدة تمنى بها الحكومة بعيداً عن ساحات المعارك، وأكثرها فداحةً وأعظمها خسارة الشعب وانعدام ثقته في القيادة، فحين تحصل إشكالات عديدة، ولا يلقى لها تفسيرا ولا يتم فضح المتسبّبين بها، فإنه حينئذٍ يكون مستعداً لتلّقي أي تفسير خاطئ أو إشاعة كاذبة لن تخدم سوى أطراف الانقلاب، وهنا المشكلة الكبيرة.
قد يظن هادي أنّ السياسة هي فن الممكن ولا بد منها، وهذا لا غبار عليه، لكن حين يتمادى الظلم وتنحرف الأهداف عن مسارها المطلوب، ويصل الأمر إلى حد انتهاك سيادة البلد وعدم الاحترام والاكتراث حتى لهادي نفسه ولقراراته، فإنّ السياسة الأهم والورقة الرائجة هي المكاشفة وفضح المتسبّب أيّاً كان، ومهما كان دوره، فهل يستطيع هادي أن يفعلها ويلجأ للشعب قبل فوات الأوان؟
كثيرون منا يعلمون التحديات والصغوط التي على هادي، لكن عامة الناس لا يعلمون ولن يعلموا إلا إذا قالها لهم بملء فيه. إذا أراد فعلاً أن يصنع مجده، وأن يكون شجاعا وعظيما في نظرهم على الأقل، فليصارحهم. المصارحة والمكاشفة هي ورقة هادي الرائجة أمام شعبه، الشعب اليمني طيب، وتؤثر فيه العواطف بدرجة كبيرة. لكن ليس مطلوباً من هادي أن يبكي أو يتباكى في خطاب متلفز، ثم ينسى ما يقول، المطلوب منه أن يكون شجاعاً، وأن يوّضح أهم الأسباب التي أدت إلى فشله، فالمحافظات التي تقع تحت سيطرة الشرعية، أو المحرّرة كما يطلقون عليها باستثناء مأرب، ليست أكثر أماناً ولا أكثر خدمات من تلك لا زالت تحت سيطرة الانقلاب. بمعنى آخر، فشل هادي وحكومته في تقديم نموذج حي وناجح للدولة التي ينبغي أن تكون. هذا على مستوى المحافظات والخدمات واستتباب الأمن، وليس بعيدا عن ذلك الجانب العسكري الذي يعاني هو الآخر من ولاءات شخصية ومناطقية وفئوية، سواء في الداخل ممثلاً ببعض الجهات والتنظيمات المحسوبة على أطراف داعمة للشرعية ومويده لها، والتي بالكاد تحافظ على هدف التحرير، وهي تترقب الفرصة وتعدّ العدة للانقضاض على بعضها في حال وصولهم إلى مرحلة التحرير والأمان.
ومن جانب آخر، هناك الولاءات الخارجية لبعض الدول المشاركة في التحالف العربي، والتي تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها بعيداً عن الهدف المعلن الذي هو مساندة الشرعية ودحر الانقلاب، ومثالا على ذلك الدور المفضوح للقوات الإماراتية التي وصلت بها الجرأة والنفوذ إلى حد منع الطائرة الخاصة التي تقل هادي نفسه من الهبوط في مطار عدن الدولي بداية العام الجاري، وليس انتهاء بمنع الطائرة الناقلة للنقود التابعة للبنك المركزي من الهبوط في مطار عدن الدولي لـ 13 مرة على التوالي، فضلا ًعن السجون السرية وما فيها من ظلم تعذيب وحشي بعيدا عن سلطة الشرعية والرقابة الدولية، وغير ذلك من انتهاكات كثيرة.
إن لم يكن هادي قادرا على اتخاذ قراره وتنفيذه، فلماذا لم يلجأ للشعب؟ الشعب وحده مصدر السلطة، كما يردّد غالبا في خطاباته، ولذا فمن حقه (أي الشعب) أن يعرف ما الذي يحدث على الأقل، وهذا أضعف الإيمان، ليس من مصلحة أحد، وأولهم هادي وحكومته، أن يستمر الوضع على هذا النحو، الدولة يجب أن توجد نموذجاً ناجحا على كل الأصعدة.
هناك خسارات عديدة تمنى بها الحكومة بعيداً عن ساحات المعارك، وأكثرها فداحةً وأعظمها خسارة الشعب وانعدام ثقته في القيادة، فحين تحصل إشكالات عديدة، ولا يلقى لها تفسيرا ولا يتم فضح المتسبّبين بها، فإنه حينئذٍ يكون مستعداً لتلّقي أي تفسير خاطئ أو إشاعة كاذبة لن تخدم سوى أطراف الانقلاب، وهنا المشكلة الكبيرة.
قد يظن هادي أنّ السياسة هي فن الممكن ولا بد منها، وهذا لا غبار عليه، لكن حين يتمادى الظلم وتنحرف الأهداف عن مسارها المطلوب، ويصل الأمر إلى حد انتهاك سيادة البلد وعدم الاحترام والاكتراث حتى لهادي نفسه ولقراراته، فإنّ السياسة الأهم والورقة الرائجة هي المكاشفة وفضح المتسبّب أيّاً كان، ومهما كان دوره، فهل يستطيع هادي أن يفعلها ويلجأ للشعب قبل فوات الأوان؟