بالتزامن مع زيارة مقررة للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة السعودية الرياض، غادرها الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس السبت، إلى مدينة عدن التي يصفها بـ"العاصمة السعدية"، وذلك في محاولة لتخفيف الضغوط الدولية على الجانب الحكومي. ومهدت سلسلة من الإجراءات الأمنية، لعودة هادي إلى عدن، بعد أن أقام شهوراً طويلة في الرياض. وقالت مصادر سياسية يمنية مقربة من الحكومة، لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة أبلغت المبعوث الأممي استعداد هادي للقائه في عدن للتباحث حول جهود استئناف مسار السلام، مشيرة إلى أن مغادرته السعودية إلى بلاده، في هذا التوقيت بالذات، لها علاقة مباشرة بالجولة الجديدة لولد الشيخ أحمد في المنطقة، حيث تسعى الحكومة لتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة عليها للقبول بـ"خارطة الطريق الأممية"، وهو الأمر الذي تطلب وجود الرئيس داخل البلاد.
وأكدت المصادر أن الجانب الحكومي أعد ملاحظات شاملة حول خارطة الطريق المقدمة من مبعوث الأمم المتحدة، بعد أن كانت الحكومة ترفض حتى استلامها في الأسابيع الماضية. ومن المقرر أن تسلم الشرعية هذا الأسبوع ملاحظاتها إلى ولد الشيخ، المتوقع أن يلحق بهادي إلى عدن خلال يومين، بعد أن كان يسعى إلى لقائه في الرياض. وكان الرئيس اليمني رفض، منذ نحو ثلاثة أسابيع، لقاء المبعوث الأممي الذي زار صنعاء حيث التقى الانقلابيين، وغادر بعدها إلى الرياض للقاء هادي وممثلي الحكومة الشرعية، إلا أنهم رفضوا الاجتماع به، في إطار الموقف الرافض لـ"خارطة الطريق" الأممية المدعومة من الدول الكبرى، والتي تتضمن إجراءات من شأنها تهميش دور هادي مستقبلاً وإبعاد نائبه، علي محسن الأحمر بمجرد التوقيع على الاتفاق، في مقابل خطوات أمنية من الحوثيين وحلفائهم، تشمل الانسحاب من صنعاء ومدن أخرى وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث، وغيرها من الإجراءات، التي اعتبرتها الحكومة "شرعنة للانقلاب".
وسبق أن زار ولد الشيخ عدن في ديسمبر/كانون الأول 2015، حيث التقى هادي. وتسعى الحكومة من خلال مطالبته بزيارة المدينة، إلى إنعاش الدور السياسي لعدن بوصفها "عاصمة مؤقتة"، وهي تطالب مختلف البعثات الدبلوماسية بالانتقال إليها، غير أن العديد من الدول لا تزال تتحفظ على مثل هذه الخطوة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. وكان هادي وصل عدن أمس إلى جانب عدد من المسؤولين، أبرزهم نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي. وتعد الزيارة، أو العودة، إلى عدن، الأولى منذ أن غادرها مطلع العام الحالي. وأفادت مصادر محلية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن ترتيبات جرت في عدن خلال الأسابيع الأخيرة، تمثلت بتغييرات محدودة في القيادات الأمنية والمحلية في عدن، بالإضافة إلى بروز دور واضح للسعودية، على حساب الإمارات التي كانت صاحبة النفوذ الأول والمشرفة على مختلف الترتيبات الأمنية والخدمية في عدن. وذكرت مصادر محلية في عدن أخيراً أن تعزيزات من التحالف العربي وصلت إلى المدينة، قبل يوم واحد من وصول هادي. من زاوية أخرى، جاء وصول هادي إلى عدن، مترافقاً مع تشكيل لجان حكومية معنية بصرف مرتبات القوى العسكرية والأمنية في مختلف مناطق البلاد، وجرى توزيعها حسب المناطق العسكرية السبع، في ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد، بسبب عجز المؤسسات الحكومية، خصوصاً تلك الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين منذ نحو ثلاثة أشهر.