هآرتس: الحرب على "داعش" تعزز التحالف الإسرائيلي المصري الأردني

09 فبراير 2015
يصرّ الإسرائيليون على تفعيل التعاون مع مصر والأردن (Getty)
+ الخط -
لا أحد ينفي حقيقة التعاون الاستخباراتي والأمني بين إسرائيل من جهة، وبين كل من مصر والأردن من جهة ثانية، بل إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتتالية تعبّر عن أهمية العلاقات بين إسرائيل والأردن ومصر، تحديداً في سياق "محاربة الإرهاب الأصولي" والجماعات المسلحة في سيناء، ووقف تمدد مجموعات من تنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى.

وكانت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، حذّرت في السنوات الثلاث الأخيرة، من خطر تمدد وتسلل جماعات "القاعدة" و"داعش" إلى الأردن والجولان، وسيناء. وهو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العامين الأخيرين، إلى ربط ذلك بالحرب، ومواجهة إيران و"محورها الراديكالي" من خلال تحالفات إقليمية جديدة. وتحدث نتنياهو عن هذه الحرب في أوج العدوان على غزة، مشيراً إلى "شبكة مصالح أمنية بين إسرائيل والدول المعتدلة".

في المقابل، وإثر التطورات الأخيرة، وإعدام "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة، والردّ الأردني على ذلك، ذكرت صحيفة "هآرتس"، أمس الإثنين، أن "الحرب على داعش تعزز من فرص وطبيعة التحالف القائم بين إسرائيل، من جهة وبين الأردن ومصر من جهة ثانية".

واعتبر المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، أن "مصر والأردن اللتين تقيمان علاقات سلمية مع إسرائيل، تواجهان ذروة التحدي، الذي يفرضه عليهما داعش وأذرعه في المنطقة. ومن شأن الدولتين اللتين عززتا في السنوات الأخيرة تعاونهما مع إسرائيل، على ضوء عدم الاستقرار الذي يعصف بالمنطقة، زيادة قوة التحالف مع تل أبيب أكثر فأكثر، كما ستزيدان من اعتمادهما على الظهر الاستراتيجي الذي توفره إسرائيل لكل منهما".

وذكر هرئيل في هذا السياق، أن تقريراً لقناة "سي إن إن" الأميركية، أكد "قيام إسرائيل بإرسال طائرات استطلاع إلى الحدود الأردنية السورية، لمساعدة الأردن وتزويده بمعلومات عن انتشار قوات داعش وقواعده في الأراضي السورية". ويستعرض هرئيل التصعيد الأخير، خصوصاً الردّ الأردني على إعدام الكساسبة، والحملة المصرية في سيناء ضد تنظيم "ولاية سيناء" الذي قتل 32 مصرياً من عسكريين ومدنيين.

ووضعت هذه الأحداث بحسب "هآرتس" النظامين في مصر والأردن، في وضع يتوقع منهما رداً شديداً من دون تهاون، وهو ما يتم حالياً. إذ يحرص الأردن على توفير تغطية إعلامية كبيرة لكل عملية ضد قواعد "داعش"، وأهدافها، على غرار ما يفعله النظام المصري أيضاً، لدى شنه هجمات ضد مواقع "ولاية سيناء"، في تجاهل مصري واضح لسلطة "حماس" في قطاع غزة، وخرقه أجواء القطاع قبل قصف مواقع "ولاية سيناء". كما يعمل الجيش المصري على إخلاء مدينة رفح المصرية وتكريس شريط أمني عازل.

ويرى هرئيل أن الخطوات المصرية والأردنية تعزز في واقع الحال "حلف المهددين" بين هاتين الدولتين من جهة وبين إسرائيل من جهة ثانية. فقد أعادت الأردن أخيراً سفيرها إلى تل أبيب، بعد استدعائه قبل ثلاثة أشهر ردّاً على سياسة حكومة نتنياهو، بما يتعلق بالسماح لأقطاب اليمين بانتهاك المسجد الأقصى وتنظيم جولات لاقتحامه.

مع ذلك يعتبر هرئيل أن التطورات الأخيرة لا تبدو من المنظور الإسرائيلي، إيجابية بالضرورة، إذ تتوجس إسرائيل من تبعات التصعيد بين الأردن و"داعش"، على الساحة الأردنية الداخلية. ويرتبط هذا التوجس بحقيقة رفض التنظيمات الإسلامية في الأردن، تحديداً "جبهة الإنقاذ الإسلامية"، بقصف مواقع وقواعد "داعش". ومن شأن هذا الموقف زيادة حدة الخلاف داخل الأردن، وقد يفضي إلى عمليات انتقام يشنّها "داعش"، عبر الحدود الأردنية العراقية المشتركة.

مصرياً، يرصد هرئيل تداعيات سلبية محتملة للحرب ضد "ولاية سيناء" وضد "حماس". إذ إن زيادة واستئناف الضغوط المصرية على "حماس" في القطاع، بالتزامن مع تجميد أعمال إعادة إعمار غزة، يزيد من أخطار انفجار العنف الفلسطيني مجدداً داخل القطاع ضد إسرائيل وبتأييد من "حماس". كما قد يكون تجاهل الحركة وغضّها الطرف عن نشاط مجموعات مسلّحة في القطاع، يندرج في سياق التداعيات السلبية.

كما قد يستغلّ "ولاية سيناء" الوضع لمعاودة شنّ الهجمات على إسرائيل، بهدف لفت الأنظار إلى حرب الاستنزاف التي يخوضها ضد النظام المصري في سيناء. وسبق للتنظيم أن شنّ عمليات قاسية عدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأهمها عملية سبتمبر/أيلول 2011، التي أسفرت عن مصرع ثمانية إسرائيليين قرب مستوطنة "بيت نطوفا"، بعد اختراق السياج الحدودي بين فلسطين المحتلة وسيناء.

يشار إلى أن تقارير إسرائيلية عديدة نشرتها الصحف الإسرائيلية، أسهبت في التركيز على التنسيق والتعاون الأمنيين بين مصر وإسرائيل، إلى جانب إبراز تصريحات مختلفة لسياسيين إسرائيليين، منهم نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، كشفت عمق التعاون مع الأردن، وضمان تزويد المملكة بالسلاح والمعلومات.

المساهمون