تُواجه موظفة اللجنة الدولية للصليب الأحمر المختطفة في اليمن نوران حواس خطر القتل في غضون ساعات إذا لم تستجب الحكومة الفرنسية لمطالب الخاطفين.
وتنتهي، اليوم الأحد، المهلة التي حددها الخاطفون لتنفيذ تهديدهم بقتل حواس في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم بدفع فدية مالية.
وظهرت حواس قبل يومين في شريط مصور نشر على موقع "يوتيوب" وهي جاثية على ركبتيها وبدت في منطقة صحراوية وبلباس برتقالي ويقف خلفها مسلح ملثم.
وتحدثت حواس باللغة الفرنسية لثوانٍ معدودة، وناشدت الرئيس الفرنسي وحكومته وعائلتها وأهلها وأصدقاءها وكل المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والمملكة العربية السعودية بسرعة الاستجابة لمطالب خاطفيها، وإلا فإنها ستتعرض للذبح.
وكانت حواس قد ظهرت في مايو/أيار الماضي، في شريط فيديو وهي شاحبة بلباس أسود وناشدت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل وإطلاق سراحها.
وتواصل "العربي الجديد" مع المتحدثة باسم الصليب الأحمر باليمن، ريما كمال، لكنها رفضت التحدث عن تفاصيل مطالب الخاطفين، وقالت إن اللجنة قررت عدم التحدث للصحافة في الوقت الراهن حفاظاً على سلامة نوران.
وتعمل حواس في وظيفة مسؤولة الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن، وهي تونسية تحمل الجنسية الفرنسية.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 11 أغسطس/آب الجاري، أن الموظفة لديها "نوران حواس" والمختطفة منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، هي بالفعل من تظهر في مقطع الفيديو المنتشر حالياً في وسائل الإعلام، وتناشد السلطات اليمنية والفرنسية لإطلاق سراحها، رافضة التكهن حول هوية خاطفيها.
واختطفت "حواس" بينما كانت في الطريق لعملها في العاصمة اليمنية صنعاء، في الأول من ديسمبر/كانون الأول عام 2015، وفقا لبيان صادر عن اللجنة الدولية على شبكة الإنترنت.
وأهابت اللجنة الدولية بخاطفي نوران لإطلاق سراحها سالمة، لافتة إلى أنها "لا تزال على اتصال منتظم مع عائلة نوران وأيضاً مع السلطات المعنية داخل اليمن وخارجه".
وأعربت اللجنة الدولية عن امتناعها عن التكهن بهوية الخاطفين أو إصدار أي تعليق آخر حول الفيديو.
وقال البيان "نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان عودة نوران آمنة، وهو ما لن يسهم فيه التحدث علانية عن التفاصيل".
وطالبت اللجنة الدولية وسائل الإعلام والجمهور بعدم نشر أو مشاركة الفيديو، احتراماً وتقديراً لنوران وعائلتها، كما ناشدت خاطفي نوران، مرة أخرى، لإظهار التعاطف واحترام الكرامة الإنسانية، وهو حق يشترك فيه البشر على السواء، وإطلاق سراح نوران سالمة.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية في فبراير/شباط الماضي، أن نوران حواس، مسؤولة الحماية في الصليب الأحمر المختطفة في اليمن، بخير، إلا أنها لم تكشف الجهة التي تقف وراء الاختطاف.
وقالت الوزارة في بيان نشرته الصحافة التونسية، إنها تتابع قضية حواس لإطلاق سراحها من خلال خلية أزمة تتكون من بعثة تونسية لدى الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر.
وأطلق ناشطون يمنيون، اليوم الأحد، وسم #اطلقوا_نوران_حواس، تضامناً مع موظفة الصليب الأحمر المختطفة وللمطالبة بإطلاق سراحها.
وقال الناشط إبراهيم اليافعي: تقديرا لما قدمته من معروف وخدمة لليمنيين، بدأت الآن حملة التضامن مع المختطفة "نوران حواس".
وقالت الناشطة وسام باسندوة "هذه نوران المشعة بالبهجة والعطاء، قبل أن يحولوها إلى كل هذا القهر والاتشاح بالسواد، نوران في مهلة أخيرة 72 ساعة مر منها ما مر بعد أن ألبسوها بدلة الإعدام البرتقالية، أطلقوا نوران، أعيدوها لمحبيها، نوران منحت الكثير من الحياة وجازفت من أجل المقهورين وتواجدت في أماكن الخطر، أي بشر هؤلاء يا إلهي؟".
وأكد الناشطون أن نوران حواس الفرنسية التونسية كانت في مهمة إنسانية لمنظمة الصليب الأحمر خلال اختطافها في الأول من ديسمبر/كانون الثاني 2015 باليمن.