يقود برلمانيون عراقيون حراكاً سياسياً يهدف لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في الخامس عشر من مايو/أيار 2018، وفيما يحذّر سياسيون من احتمال التلاعب بنتائج الانتخابات، يعتبر نائب الرئيس نوري المالكي أن خطر تأجيل الانتخابات يفوق خطر "داعش".
وأكّد مصدر برلماني مطلع، اليوم السبت، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ عدداً من نواب المحافظات الشمالية والغربية ذات المناطق المحررة حديثاً من تنظيم "داعش" الإرهابي يسعون لإقناع البرلمان بتأجيل الانتخابات البرلمانية لحين اكتمال عودة النازحين إلى مناطقهم، لافتاً إلى أنّ هذه الدعوة وجدت مؤيدين لها داخل مجلس النواب، لكنها اصطدمت في الوقت ذاته، بإرادة نواب "ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه المالكي والذي يرفض تأجيل الانتخابات تحت أي ظرف.
بدوره، رفض عضو البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون" فالح الخزعلي، تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، معتبراً ذلك "إفلاساً سياسياً وخرقاً للدستور ومبادئ العمل الديمقراطي في العراق".
ورأى الجزعلي، في بيان، أنّ "الانتصارات الأخيرة على داعش الإرهابي وتحرير راوة والعودة النسبية للنازحين إلى المناطق المحررة ينفي وجود أي مبرر لتأجيل الانتخابات"، داعياً قادة الكتل السياسية إلى إعلان موقفهم من العملية السياسية، لأن تأجيل الانتخابات يعتبر ضد العملية السياسية، بحسب قوله.
من جهته، جدّد المالكي، اليوم السبت، رفضه لتأجيل الانتخابات، مؤكّداً خلال كلمة ألقاها في حفل دينيي ببغداد، على ضرورة إجرائها في موعدها، معتبراً أنّ "تأجيلها يزيد على خطر داعش ولا نريد الدخول بفراغين أمني وسياسي".
وفي السياق، أكّد نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، خلال تصريح صحافي، أنّ الانتخابات المقبلة ستشهد متغيرات كبيرة شريطة أن تتم بنزاهة، رافضاً تدخل اية دولة في الانتخابات.
من جهته، حذّر رئيس المؤتمر العراقي، أراس حبيب، من احتمال تعرض الانتخابات للتزوير، مشدداً في بيان على ضرورة ضمان حماية إرادة الناخب من التزوير من خلال ضخ مفاهيم من شأنها التأثير على توجهه لصالح أطراف ما تزال تلعب على وتر الغرائز لا العقل والمنطق.
وكان رئيس البرلمان، سليم الجبوري، قد أكّد، أمس الجمعة، أنّ الانتخابات المقبلة لا يمكن أن تجري في موعدها، مضيفاً "لا يمكن إجراء الانتخابات في وقتها ما لم يتم توفير المستلزمات الضرورية لإنجاحها مع أننا مع إجرائها في توقيتها الدستوري والقانوني".
وأوضح، في كلمة ألقاها في معهد السلام بواشنطن، أنّ "أهم هذه المستلزمات هو إعادة النازحين، وتحقيق الاستقرار لهم لضمان مشاركة أوسع لمكونات الشعب، الذي عانى الكثير، وقدم الكثير ويستحق حياة أفضل توازي تضحياته"، محذّراً من مشاكل ستواجه العراق خلال المرحلة المقبلة.