ويسعى النواب لإقرار التشريع بكل مراحله داخل مجلس العموم اليوم الأربعاء. وصوت لصالح بدء هذه العملية 312 نائباً مقابل 311.
محادثات بناءة
وعلى صعيد متصل، قال متحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء البريطانية إنها أجرت محادثات بناءة مع زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، اليوم الأربعاء، بشأن كيفية كسر الجمود الذي يعتري خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإن "كلاً منهما أظهر مرونة".
وقال المتحدث عقب الاجتماع "محادثات اليوم كانت بناءة، إذ أبدى الجانبان مرونة والتزاماً بإنهاء حالة عدم اليقين التي تكتنف الخروج من الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي".
وأضاف "لقد اتفقنا على برنامج عمل لضمان تحقيق ما يصبو إليه الشعب وحماية الوظائف والأمن".
وسعت ماي خلال لقائها مع كوربين إلى التوصل إلى حل وسط في ما يتعلق باتفاق الخروج. وقالت للبرلمان: "ما أريد أن أراه الآن هو أن نتمكن من إيجاد وضع يمكن من خلاله الحصول على دعم هذا المجلس (مجلس العموم) لاتفاق الانسحاب واتفاق يتيح لنا الخروج بحلول 22 مايو/أيار".
وقبيل محادثاتها مع كوربين، أكدت ماي أنهما متفقان في نقاط عدة، وهو ما أكدت عليه في حديثها للبرلمان: "هناك بالفعل عدد من النقاط نتفق بشأنها في ما يتصل بالخروج من الاتحاد... ما نسعى له الآن هو إيجاد طريقة للمضي قدماً تضمن دعم هذا المجلس وتنفيذ الانفصال".
وأشارت إلى الرغبة في حماية الوظائف، والانفصال عن الاتحاد باتفاق، وإنهاء مبدأ حرية الانتقال، كنقاط تتفق عليها مع كوربين.
من جانب آخر، نقلت صحيفة (إيفنينغ ستاندرد) عن كوربين قوله إنه يريد أن يصبح أي اتفاق يتوصل إليه مع ماي بشأن الخروج من الاتحاد قانونًا بحيث لا يمكن لمن يخلفها أن يغيره.
وأكد كوربين للصحيفة "تعهدت تيريزا ماي لحزبها بأنها ستتنحى كرئيسة للوزراء فور التوصل لاتفاق. لذلك ومع احترامي لكلمتها، يتعين أن يصبح أي اتفاق معها قانونًا بحيث يكون مضمونًا لهذا البرلمان".
وفي سياق متصل، نقل المحرر السياسي لمحطة تلفزيون (آي.تي.في) عن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند قوله إن بريطانيا سيتعين عليها أن توافق على تأجيل طويل للخروج من الاتحاد الأوروبي وأن تستعد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية في أواخر مايو/ أيار.
وقال روبرت بيستون حسب وكالة "رويترز"، إن "هاموند أبلغني للتو أن تأجيل بريكست سيكون حتما لفترة طويلة وأنه سيتعين على المملكة المتحدة أن تستعد للمشاركة في الانتخابات الأوروبية وأن أمل مجلس الوزراء هو أن المملكة المتحدة سيسمح لها بالخروج من الاتحاد الأوروبي إذا تم إقرار اتفاق في الأشهر المقبلة".
ميركل: قتال حتى اللحظة الأخيرة
إلى ذلك، تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء بـ"القتال حتى اللحظة الأخيرة" من أجل خروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخصوصا لحماية السلام في أيرلندا الشمالية.
وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي عشية توجهها إلى دبلن حيث يسود قلق من تداعيات قيام حدود فعلية بين أيرلندا وإقليم أيرلندا الشمالية: "سأقاتل حتى اللحظة الأخيرة (من بريكست) من أجل أن نصل إلى خروج منظم". وأضافت أن "السؤال" في الجزيرة الأيرلندية "هو عنف أو لا عنف. لذا سأبحث قضية الحدود في شكل مكثف، (أي) كيفية التوصل إلى حل يحول دون حصول بريكست قاسٍ".
ورفض النواب البريطانيون حتى الآن اتفاق بريكست ثلاث مرات، وخصوصاً بسبب بند "شبكة الأمان" الذي يهدف إلى تفادي قيام حدود فعلية بين جمهورية أيرلندا وإقليم أيرلندا الشمالية لضمان اتفاقات السلام التي وقعت عام 1998 والحفاظ على السوق الأوروبية الموحدة.
والمفارقة أن النواب رفضوا أيضاً كل الاقتراحات البديلة، ما يهدد بخروج لندن من دون اتفاق في 12 إبريل/ نيسان.
ماي تريد تأجيل "بريكست" لـ22 مايو
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت تيريزا ماي إنها تريد أن تتمكّن بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) يوم 22 مايو/ أيار في إطار اتفاق، وهو الموعد الذي اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل انفصال بريطانيا إليه في حال وافق البرلمان على اتفاقها للخروج من التكتل بحلول يوم 29 مارس/ آذار، وهو ما لم يحدث.
وردًّا على ذلك، قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، إن الاتحاد الأوروبي لن يوافق على تمديد آخر لـ"بريكست"، في حال لم يتوصل البرلمان البريطاني إلى اتفاق حتى 12 إبريل/ نيسان.
وأضاف يونكر، في خطاب له اليوم حول اتفاق "بريكست"، في مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل: "نحن سنعمل حتى اللحظة الأخيرة لتجنب سيناريو الخروج دون اتفاق".
وأشار إلى أنه "في حال توصل البرلمان البريطاني إلى اتفاقية الخروج في الأيام المقبلة، فبإمكان لندن تمديد تاريخ الخروج من الاتحاد حتى 22 مايو/ أيار المقبل".