نواب بريطانيون يتقاضون ألف جنيه استرليني بمقابلات على RT

20 نوفمبر 2017
(يوري كوشيتكوف/فرانس برس)
+ الخط -
دافع نواب بريطانيّون تقاضوا أموالاً وصلت قيمتها إلى ألف جنيه استرليني (الدولار يساوي 0.7550 جنيه استرليني)، في الساعة مقابل الظهور على التلفزيون الروسي "آر تي" (روسيا اليوم سابقاً) والتي صنّفتها الولايات المتحدة الأميركيّة كـ"آلة لنشر بروباغندا الكرملين".


ويُظهر تحليلٌ لـ"سجلّ الشرف" الخاص بالمصالح، خلال العامين الماضيين، نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أنّ ما لا يقل عن 10 أشخاص دُفعت لهم مبالغ كبيرة للظهور على القناة، والتي تخضع الآن لتدقيق عالٍ، بعدما اتّهمت الحكومتان البريطانية والأميركيّة روسيا بالتدخل في الانتخابات في البلدين، عبر نشر الأخبار الكاذبة.

وقال النائب المحافظ ديفيد دافيز، والذي تلقّى 750 جنيهاً استرلينياً في الساعة، بالإضافة إلى تكاليف سفر لأربع مرات بين ديسمبر/كانون الأول وسبتمبر/أيلول الماضي، إنّه لا يأسف لظهوره على أحد برامج القناة "نيوز ثينغ" لسام ديلاني.

وقال دافيز: "أعطاني البرنامج فرصة عادلة لشرح آرائي حول قضايا البريكسيت والتحول الجنسي، وأشعر بالامتنان لذلك. للأسف، لم أتلقّ نفس المجاملة من هيئة الإذاعة البريطانيّة. على العكس من ذلك، فإنّه في مناسبات عديدة انتقدني مقدّموها الذين يتلقّون أجوراً عالية، بالاسم، من دون إعطائي حقّ الردّ".

من جهته، قال المساعد الحكومي مايك فرير، والذي تلقّى ألف جنيه استرليني في الساعة لقاء مشاركته مرّتين في يناير/كانون الثاني وإبريل/نيسان من العام الماضي لصحيفة "يهود كرونيكل": "ظهرت في برنامج "نيوز ثينغ"، وهو مستقلّ ساخر بطبيعته. ذهبت إلى هناك لأسخر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا ما فعلته".

من جهته، استبعد النائب العمالي دايفيد لامي، الذي تُظهر سجلاته أنّه تلقى ألف جنيه استرليني للظهور لمدة ساعتين في مناسبتين مختلفتين، أن يظهر مستقبلاً على القناة، على الرغم من طلب ذلك منه بشكلٍ أسبوعي.

وبدا العديد من النواب متردّدين حول مناقشة ظهورهم على الشاشة، بمن فيهم النائبة العمالية الجديدة روزي دوفيلد، والتي تلقّت 500 جنيه استرليني لثلاث ساعات من الظهور على القناة، والنائب المحافظ جوني ميرسر والذي حصل على ألف جنيه استرليني لمدة ثلاث ساعات من وقته في مناسبتين منفصلتين، بالإضافة إلى النائب السابق نايجل إيفاز الذي تلقى 750 جنيهاً استرلينياً في الساعة خلال مناسبتين.

ودافعت دوفيلد عن ظهورها عبر تغريدةٍ على "تويتر"، فكتبت الشهر الماضي "عملتُ في برنامج سام ديلاني في يوليو الماضي، ودفعت لي شركة الإنتاج وليس "آر تي".

وكان أكبر مستفيد من الظهور هو العضو السابق، جورج غالاواي، الذي حصل على أكثر من مائة ألف جنيه استرليني، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2013 وفبراير/شباط 2015، مقابل برنامجه الخاص على "آر تي". ومن غير الواضح كم سيكسب رئيس الوزراء الاسكتلندي السابق، أليكس سالموند، مقابل برنامجه الخاص الذي يُعرض حالياً على القناة.

ومن بين الذين ظهروا على "RT"، نايجل فاراج والطبيب السابق ألاستير كامبل، وليس من الواضح إن كان كلاهما قد حصلا على مبالغ أم لا.

وقد يُضطر أعضاء البرلمان إلى أن ينأوا بأنفسهم عن قناة "آر تي" الآن، بعدما أجبرت وزارة العدل الأميركية، الشبكة، بالتسجيل تحت بند "وكيل أجنبي"، نيابةً عن الحكومة الروسيّة.

ويُحذّر البعض من مدى نفوذ "آر تي" وقوّة تأثيرها. وذكرت نسخة غير سرية من تقرير المخابرات الأميركية صادر في يناير/كانون الثاني الماضي أنّ "روسيا اليوم" والموقع الشقيق "سبوتنيك" يُعدّان من الأسلحة التي استخدمتها روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسيّة الأميركية.
ونشرت المؤسسة الفكرية "القيم الأوروبية"، والتي حصلت على أموال من حكومتي المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكذلك اللجنة الأوروبية، مؤخرًا، تقريرًا يضم أكثر من 2000 من السياسيين الأميركيين والأوروبيين الذين ظهروا على "آر تي".

وقالت مونيكا ريشتر، كاتبة التقرير، إن هدف "آر تي" هو "تلويث الفضاء المعلوماتي بشكل أساسي"، مضيفةً "الناس الذين لا يفهمون هذه القضية بشكل جيد جداً قد يعتقدون أنّ الظهور على برنامج ساخر في القناة أمرٌ غير مؤذٍ، لكنّ ذلك "فشل في الحكم" وقلّة وجود خيال لفهم كيف أصبح الجهاز هذا غداراً".

المساهمون