نهى شعت... حين ينطق الجماد جمالاً

22 فبراير 2015
نهى شعت تصنع الإكسسوارات (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حَوّلت مصممة الاكسسوارات الفلسطينية نهى شعت في غزة غرفتها إلى معمل صغير، عبر تصاميم مختلفة لإكسسوارات يدوية الصنع، ما زاده جمالاً وألقاً جذب حوله مُحبات التميز من النساء.

اكتظ المعمل بمختلف أحجام وأشكال حبيبات الخرز والأحجار الكريمة وأدوات العمل، لتصنع منها السلاسل والأساور والأقراط والقلادات والخواتم، وباقي تفاصيل الحُلي.
نهى لم تقتنع يوماً بأنّ تلك الحبيبات الملونة، سواء اللامعة أو باهتة اللون، جامدة صماء، وإنّما كائن جمالي، يمكن تحويله عبر لمسات فنية إلى إكسسوارات عالية القيمة، تتهافت عليها النساء الفلسطينيات والزوار والأجانب.

حب التميز عن باقي النساء كان سبب بداية علاقة نهى بالخرز. إذ بدأت بتصميم إكسسواراتها الخاصة التي تختلف عن المصنعة آلياً، وشجعتها نظرة إعجاب من حولها بأعمالها على امتهان ذلك الفن.

خلال سبعة أعوام من العمل المتواصل في تصنيع الإكسسوارات يدوية الصنع، شاركت شعت في عشرات المعارض الخاصة والمشتركة، جابت خلالها كل مناطق مدينة غزة المحاصرة، وتقول لـ"العربي الجديد": "ثمة أناس تستهويهم تلك المصنوعات".

وتوضح نهى أنّ طريق تصميم الإكسسوارات بدأ قبل ثمانية أعوام، شهدت خلالها تطوراً ملحوظاً في أدائها، حتى أصبحت تنتقي تصاميمها بعناية بالغة، تبتعد فيها عن النمطية، خصوصاً بعدما أصبح لها جمهور من النساء، يتتبع معارضها، وأعمالها الحديثة.

ولا تُخفي شعت تأثير الحصار الإسرائيلي على مهنتها، خصوصاً في ظل نقص المواد التي يمكن من خلالها تطوير العمل بشكل أفضل، مشيرةّ إلى أنّ "هذا الأمر مزعج بالنسبة لي، ويحدّ من إمكانية التنويع والتجديد ومواكبة الموضة العالمية".

غير أنّها تؤكدّ أنّ الصعوبات هذه، لا يمكنها أن تدفع بها إلى التوقف عن هوايتها، وهي تقوم دائماً بالبحث في مختلف المحال التجارية عن القطع المميزة وعالية القيمة، وتوصي التجار بتوفير ما يمكن توفيره، ولفتت إلى أنّ إعجاب النساء بالمصنوعات اليدوية كبير، لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحول دون اقتنائهن المزيد منها.

وتوضح أنّها تحاول قدر المستطاع التجديد والتنويع في عملها كي ترضي الأذواق كافة، موضحة أنها لم تتوقف عند تصنيع الإكسسوارات الخاصة بالنساء، وأصبحت تصنع القلادات والخواتم الشبابية، كذلك القلادات الطفولية، ذات الألوان الزاهية.

وتشير إلى أنها دمجت الخرز بألوان العلم الفلسطيني والكوفية، وصنعت منتوجات وطنية زاد الإقبال عليها، وقد زينها "حنظلة" وبعض الرموز الوطنية الفلسطينية، مبينة ضرورة تجسيد حب الوطن، والانتماء إليه، في أي من الفنون، وتحديداً في المصنوعات اليدوية.

مصممة الإكسسوارات شعت، وإلى جوارها المئات من المبدعين الفلسطينيين في قطاع غزة يتوقون إلى فرصة وانفراجة تمكنهم من إظهار إبداعهم وأعمالهم، كي يعرف العالم أنه وعلى الرغم من الصعوبات، إلا أنّ ثمة أملاً وفناً في القطاع المحاصر.
دلالات
المساهمون