تفكيك الأجهزة الأمنية المختصة بالمغرب خلية إرهابية، يوم الإثنين الماضي، لم يكن حدثاً عادياً ولا عابراً، باعتبار أنها خلية ضمّت عشر نساء، سبع منهن قاصرات، لا تتجاوز أعمارهن الـ18 عاماً، كما تبلغ إحداهن سن الـ15.
وسبق لأجهزة الاستخبارات المغربية أن اقتفت أثر العديد من المتطرفين الذين أعلنوا مبايعتهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كما فككت عشرات الخلايا الإرهابية في البلاد، لكنها المرة الأولى يتم تفكيك خلية إرهابية، بحسب وصف الداخلية المغربية، عناصرها جميعها من النساء. ولم يكن تشكيل هذه الخلية وحده الجديد في هذه العملية الأمنية، بل أيضاً إشارة تُعدّ سابقة من نوعها، عندما تحدث بلاغ وزارة الداخلية عن جماعات متشددة بالمغرب، من دون تحديد طبيعتها، هي من توفر الحاضنة الأولى للإرهاب.
في هذا السياق، علّق الخبير في ملف الإرهاب، سعيد الكحل، على هذه المستجدات بالقول في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن "الأجهزة الأمنية أفشلت ما يزيد عن 300 مخطط إرهابي يستهدف تفجير أماكن استراتيجية وحساسة أمنياً واقتصادياً، وكذلك اختطاف رهائن واغتيال رموز سياسية وأمنية وفكرية وإعلامية".
وأفاد الكحل بأن "التنظيمات الإرهابية ظلت تغير مخططاتها وأساليبها لتشكيل خلايا تقوم بتنفيذ الأعمال الإرهابية، وزعزعة استقرار المغرب، فمن خلايا تضم أكثر من ستة عناصر إلى الذئاب المنفردة، لكنها عجزت ما عدا في حالات معدودة، آخرها تفجير مقهى أركانة بمدينة مراكش من طرف عادل العثماني الذئب المنفرد الذي بايع تنظيم القاعدة".
وأضاف الخبير ذاته أن "التنظيمات الإرهابية لجأت إلى تجنيد القاصرات منذ 2003، كما هو الحال في واقعة الأختين التوأم سناء وإيمان لغريسي، اللتين غُرّر بهما لتفجير البرلمان المغربي عام 2003 ولم تكونان تتجاوزان سن الـ13 في حينه"، موضحاً أنها "ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم إرهابي إلى استقطاب وتجنيد قاصرات وقاصرين".
وذكر الكحل بأن "جماعة بوكو حرام سبق لها أن جندت صغيرات بعمر الثمانية أعوام، لتنفيذ أعمال انتحارية، كما جند داعش أطفالاً ودربهم على ذبح الرهائن، وجزّ رقابهم، وأطلق النار على رؤوس المعتقلين، وسمى هؤلاء الأطفال أشبال الخلافة، كما جنّد قاصرات أوروبيات".
اقــرأ أيضاً
ونوّه الكحل إلى أن "الخطير في حالة المغرب هو عدد القاصرات المشكلات للخلية الإرهابية وتواجدهن في مدن متفرقة، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال، عن كيفية تجنيدهن؟ والتنسيق فيما بينهن؟"، ليخلص إلى أن "هناك أكثر من طرف يتولى هذه العملية، إذ أدرك داعش أن الطفلات القاصرات لا يثرن الشبهات والشكوك، مما يجعل إصابة الهدف أمراً شبه مضمون".
وأورد المتحدث بأن "تجربة بوكو حرام في نيجيريا في تجنيد الطفلات، باتت تغري داعش، الذي يتمدد جغرافياً ومجتمعياً، لأنه استقطب من كل الطبقات والمهن والفئات العمرية. الأمر الذي يعقّد من مهمة الأجهزة الأمنية ويجعل مسؤولية الأمن مسؤولية الجميع: مواطنين، وأحزابا، ومجتمعاً مدنياً، وأجهزة أمنية ودولة".
وواصل الكحل بأنه "كان لا بد أن يصل خطر الإرهاب إلى هذا المدى، ويستقطب من كل الفئات والأعمار، ما دامت الدولة غير حازمة في تجفيف منابع الإرهاب ومحاربة جذوره الفكرية والاجتماعية"، والتصدي لمن سماهم شيوخ التطرف والكراهية، باعتبار أن الأجهزة الأمنية تعالج فقط النتائج.
وذهب الخبير إلى أن "الأمن يعتقل ضحايا الأفكار المتطرفة، من دون العناصر التي تنتج وتروج تلك الأفكار، لهذا يحتل المغرب صدارة الدول التي ترسل الجهاديين إلى مناطق التوتر خصوصاً سورية والعراق"، مبرزاً أن "البنية التحتية الموجودة في المغرب تشكل حاضنة الإرهاب، حيث إن هناك جماعات توفر الغذاء الفكري للمتطرفين، وتؤهلهم ذهنياً وعقائدياً ليصيروا انتحاريين وأعضاء في التنظيمات الإرهابية".
وسبق لأجهزة الاستخبارات المغربية أن اقتفت أثر العديد من المتطرفين الذين أعلنوا مبايعتهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كما فككت عشرات الخلايا الإرهابية في البلاد، لكنها المرة الأولى يتم تفكيك خلية إرهابية، بحسب وصف الداخلية المغربية، عناصرها جميعها من النساء. ولم يكن تشكيل هذه الخلية وحده الجديد في هذه العملية الأمنية، بل أيضاً إشارة تُعدّ سابقة من نوعها، عندما تحدث بلاغ وزارة الداخلية عن جماعات متشددة بالمغرب، من دون تحديد طبيعتها، هي من توفر الحاضنة الأولى للإرهاب.
في هذا السياق، علّق الخبير في ملف الإرهاب، سعيد الكحل، على هذه المستجدات بالقول في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن "الأجهزة الأمنية أفشلت ما يزيد عن 300 مخطط إرهابي يستهدف تفجير أماكن استراتيجية وحساسة أمنياً واقتصادياً، وكذلك اختطاف رهائن واغتيال رموز سياسية وأمنية وفكرية وإعلامية".
وأضاف الخبير ذاته أن "التنظيمات الإرهابية لجأت إلى تجنيد القاصرات منذ 2003، كما هو الحال في واقعة الأختين التوأم سناء وإيمان لغريسي، اللتين غُرّر بهما لتفجير البرلمان المغربي عام 2003 ولم تكونان تتجاوزان سن الـ13 في حينه"، موضحاً أنها "ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم إرهابي إلى استقطاب وتجنيد قاصرات وقاصرين".
وذكر الكحل بأن "جماعة بوكو حرام سبق لها أن جندت صغيرات بعمر الثمانية أعوام، لتنفيذ أعمال انتحارية، كما جند داعش أطفالاً ودربهم على ذبح الرهائن، وجزّ رقابهم، وأطلق النار على رؤوس المعتقلين، وسمى هؤلاء الأطفال أشبال الخلافة، كما جنّد قاصرات أوروبيات".
ونوّه الكحل إلى أن "الخطير في حالة المغرب هو عدد القاصرات المشكلات للخلية الإرهابية وتواجدهن في مدن متفرقة، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال، عن كيفية تجنيدهن؟ والتنسيق فيما بينهن؟"، ليخلص إلى أن "هناك أكثر من طرف يتولى هذه العملية، إذ أدرك داعش أن الطفلات القاصرات لا يثرن الشبهات والشكوك، مما يجعل إصابة الهدف أمراً شبه مضمون".
وواصل الكحل بأنه "كان لا بد أن يصل خطر الإرهاب إلى هذا المدى، ويستقطب من كل الفئات والأعمار، ما دامت الدولة غير حازمة في تجفيف منابع الإرهاب ومحاربة جذوره الفكرية والاجتماعية"، والتصدي لمن سماهم شيوخ التطرف والكراهية، باعتبار أن الأجهزة الأمنية تعالج فقط النتائج.
وذهب الخبير إلى أن "الأمن يعتقل ضحايا الأفكار المتطرفة، من دون العناصر التي تنتج وتروج تلك الأفكار، لهذا يحتل المغرب صدارة الدول التي ترسل الجهاديين إلى مناطق التوتر خصوصاً سورية والعراق"، مبرزاً أن "البنية التحتية الموجودة في المغرب تشكل حاضنة الإرهاب، حيث إن هناك جماعات توفر الغذاء الفكري للمتطرفين، وتؤهلهم ذهنياً وعقائدياً ليصيروا انتحاريين وأعضاء في التنظيمات الإرهابية".