طغت المخاوف من وقوع الشباب ضحية استغلال التنظيمات الإرهابية، على نقاشات المشاركين في "المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن"، والذي افتتح اليوم الجمعة، في مدينة مادبا، جنوب العاصمة الأردنية عمّان، مرجّحين أن يكون انعدام الأمل لدى الشباب نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مدخلاً لاستقطابهم.
وفي افتتاح المنتدى، حذّر ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله، من مساعي الإرهابيين لاستغلال الشباب، قائلاً "إذا نظرنا إلى تاريخنا الحديث، نجد الطغاة والمحتلين والإرهابيين بجميع أشكالهم، ومنهم القاعدة و"داعش"، استغلوا الشباب وطاقاتهم"، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالشباب، قبل أن تقدم أجندات إرهابية على اصطياد طاقاتهم وتجييشها، لخدمة أغراضها.
وعبّر ولي العهد الأردني عن قناعته أن "من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب، تفتح له أبواب المستقبل. هذه الاستراتيجية اتبعها ويتبعها كل من يريد أن يرسم ملامح الأجيال، فالشباب إن اقتنعوا برسالة، سيكرسون حياتهم فداءً لها".
كذلك دافع عن ضرورة أن تكون مخرجات المنتدى واقعية قابلة للتنفيذ، وأن تتم بشراكة الشباب، وليس بتمثيلهم تمثيلاً خجولاً، مؤكداً "ما نحتاج إليه نحن الشباب هو مساحةٌ للعمل، لا قوالب جاهزة لنتقيد بها، أو لتقيدنا".
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أنّ عدم تسوية الصراعات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يساهم في زيادة دفع الشباب إلى التطرف، مذكّراً بموقف بلاده الداعي إلى حل سياسي للقضية السورية، وأن "الوصول إلى ذلك، سيفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية، بالإضافة لحل الصراع العراقي، من خلال حشد جهود الصف الوطني ضد الإرهاب ودحره".
من جهةٍ أخرى، دافع جودة عن مشاركة بلاده في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وقال "نحن نقود القتال ضد من يحاول أن يشوه صورة الإسلام السمح، هذا القتال قتالنا"، معتبراً أنّه "عندما يعاني الناس من النقص السياسي والاقتصادي، والظلم، وعدم وجود فرص عمل، وغياب تحسين أوضاعهم، قد يصبحون جنوداً لمن يحاول أن يجندهم للفكر الظلامي".
إلى ذلك، دعت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إيرينا بوكوفا، إلى تعزيز الجهود المبذولة لكسب الشباب، وقالت "نحن في سباق لنعلم ونثقف الشباب، والذين يشكلون 40 في المائة من سكان العالم، و1.5 مليار شخص منهم يعيشون في دول هشة".
وبيّنت ما تشكله المنظمات الإرهابية من خطر على الشباب، بدراسة حديثة لفريق الأمم المتحدة لمراقبة تنظيم القاعدة، كاشفة أن الدراسة توثق لزيادة عدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم "القاعدة" بنسبة 70 في المائة، خلال المدة الممتدة من مارس/آذار 2014 إلى مارس/آذار 2015، وأن غالبيتهم من الشباب.
هذا ويختتم المؤتمر فعالياته غداً السبت بـ"إعلان عمّان حول الشباب"، ويطمح القائمون على المؤتمر أن يقدم رؤية مشتركة وخارطة طريق نحو توجيه الشباب، ويدعم دور الشباب في تفادي ومعالجة حالات الصراع والعنف والتطرف، بالإضافة إلى بناء السلام.