ويبدو أنّ المشهد سيزداد تعقيداً أمام السلطات الفرنسية خلال الفترة المقبلة، مع إعلان نحو 100 من ممثلي النقابات دعوة زملائهم ورفاقهم للانضمام إلى الحركة الجارية ضد "عنف الشرطة وعنصرية الدولة ودعمها"، بحسب بيان نشرته وسائل الإعلام الفرنسية، اليوم الخميس.
ووصف البيان ما يحصل أخيراً بـ"حركة هائلة للتنديد بالعنصرية"، واعتبر الاحتجاجات "نقطة تحول رئيسية. إذا تجسدت اليوم من خلال التظاهرات التي بدأت بشكل خاص من قبل لجنة الحقيقة والعدالة من أجل آداما تراوري، فهي ثمرة عقود من النضال لعائلات ضحايا جرائم الشرطة، ولسنوات أيضاً من النضال ضد العنصرية".
وجاء البيان شديد اللهجة بعد اجتماع للنقابات بمبادرة من المنتدى النقابي المناهض للعنصرية. وقال المجتمعون إنّ "هذه الحركة تقول بوضوح إن العنف وجرائم الشرطة ليست مجرد إساءات فردية، إنها (الشرطة) مؤسسة مبتلاة بالعنصرية وتنتجها (..) إنها موروثة من الاستعمار والرق الفرنسيين".
وختم البيان بدعوة "رفاقنا النقابيين، زملائنا في العمل، للنزول إلى الشوارع والمشاركة في المسيرات والتظاهرات ضد العنصرية وضد عنف الشرطة والجرائم والإفلات من العقاب... إنها تعبئة شعبية من أجل العدالة ومن أجل المساواة (..) نقول إنه لا يوجد شخص فوق القانون، وإن الوقت قد حان لتنظيم شامل وكبير، وخاصة لجميع العمال غير الموثقين. حان الوقت أيضاً للإغلاق النهائي لمراكز الاعتقال الإداري التي يُسجَن الأجانب فيها".
ويأتي ذلك وسط تحركات مضادة تقوم بها الشرطة، إذ شهدت مدينة ستراسبورغ تظاهرة لعناصر الشرطة، شارك فيها نحو 200 عنصر من مركز الشرطة في ستراسبورغ، وفق ما أفادت القناة الفرنسية الثالثة، حيث أطلقوا صفارات الإنذار ووضعوا هراواتهم على الأرض.
ونقلت "فرانس 3" عن ضابط الشرطة دوني ميلو قوله: "نحن متعبون، لم يُستمَع إلينا، نحن لسنا مدعومين. نحن نبذل جهدنا للقيام بعملنا اليومي الذي يزداد صعوبة كل يوم".
وتأتي تظاهرة عناصر الشرطة هذه، بعد حكم صدر بحق أحد زملائهم، أمس الأربعاء، بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ، لضربه رجلاً متقاعداً (62 عاماً) في 12 يناير/ كانون الثاني 2019 خلال الحركة الاحتجاجية الكبيرة لـ"السترات الصفراء".