تناقش الجمعية العمومية لنقابة الأطباء البيطريين المصرية، خلال جمعية عمومية طارئة لأعضائها غداً الجمعة بالقاهرة، الأزمات والمشاكل التي تواجهها المهنة، من بينها نقص عدد الأطباء البيطريين بالمحافظات، بعد توقُّف الحكومة المصرية عن تكليف تعيين الأطباء البيطريين منذ عدة سنوات، مما أحدث عجزاً كبيراً في عدد الأطباء العاملين بالوحدات البيطرية.
وطالبت النقابة جميع الأعضاء من كل المحافظات، بالحضور لعرض كافة مشاكل الطب البيطري والأطباء البيطريين، والخروج بتوصيات وحلول، وهددوا بالتصعيد والتوقف عن العمل في حالة عدم الأخذ بتوصياتهم، فيما تحاول الحكومة إجهاض الاجتماع بتعطيل حضور الأطباء من المحافظات، لعدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية، وبالتالي فشلها.
وأكد نقيب الأطباء البيطريين، خالد العامري، على أهمية الاجتماع، مشدداً على أن "هناك جملة مشاكل تواجه الأطباء البيطريين، من بينها وجود نقص حاد في عدد الأطباء المعينين بعد توقف الحكومة عن التعيين، أسوة بما يتم بين الأطباء البشريين والصيادلة، في وقت تفشّت فيه كثير من الأمراض التي تصيب المواشي، مثل الحمى القلاعية والتسمم الدموي، وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى نفوق الحيوانات".
وأضاف العامري لـ"العربي الجديد"، أن عدم وجود أطباء بيطريين، تسبب في انتشار لحوم منتهية الصلاحية بالأسواق نتيجة عدم الكشف عليها، محذراً من خطورة تناقص أعداد الأطباء البيطريين في المستقبل القريب، على عكس ما هو معمول به في كل البلاد العربية والإسلامية ودول الغرب ودول القارة الأفريقية لأهمية وجودها، حفاظاً على الثروة الحيوانية وأيضاً عدم نقل عدوى أمراض الحيوانات إلى البشر، لافتاً إلى أن عدم تمكين الأطباء البيطريين من أداء دورهم في منع الأمراض، أدى إلى تدهور الوضع فيما يتعلق بانتشار أنفلونزا الطيور، التي تقضي على تلك الثروة من اللحوم البيضاء خاصة في فصل الشتاء.
وأشار نقيب الأطباء البيطريين، إلى أن النقابة بصدد الاستعانة بكبار المستشارين القانونيين لرفع قضية لإعادة التكليف أسوة بنقابة الأطباء والصيادلة والأسنان والتمريض، نظرا لما يترتب عن إلغاء تلك القرارات من ظلم على الأطباء البيطريين، خاصة أن مزاولة المهنة لا تتم إلا من خلال حصول الطبيب على ترخيص من وزارة الصحة.
ووصلت أزمة نقابة الأطباء البيطريين في مصر، إلى "لجنة الزراعة بمجلس النواب" لكون "الأطباء البيطريين" تابعة لوزارة الزراعة، إذ طالب وكيل لجنة الزراعة النائب رائف تمراز، بضرورة اتجاه الحكومة لحل مشاكل الأطباء البيطريين، لدورهم الحيوي والمهم في المشاكل التي تواجهها مصر حالياً في الثروة الحيوانية ونفوق الملايين من المواشي، مشدداً على ضرورة وجود طبيب بيطري في كل قرية ومدينة في مصر، مضيفاً في بيانات له أن أعداد خريجي كليات الطب البيطري كبيرة، لكن لا يتم تعيينهم برغم الحاجة الماسّة إليهم، لافتا إلى أن آخر تعيينات تمت بهذا الخصوص كانت منذ عامين تقريباً، ولم يعلن الجهاز الإداري منذ حينها عن أي مسابقة خاصة بالتعيين.
ولفت تمراز إلى أن عدم توفر الأطباء بالقرى، صعّب الوضع على المربّين في الانتقال بالمواشي الخاصة بهم إلى قرى أخرى موجود بها أطباء بيطريون، وهو ما أدى إلى نفوقها بسبب بُعد المسافة.