وقال المصدر الدبلوماسي إنه، حسب علمه، "لم تتم برمجة أي لقاء وجها لوجه بين وزير الخارجية المغربي ورئيس وزراء إسرائيل، سواء في نيويورك أو حتى في مؤتمر وارسو الأخير، بشأن ملفات الشرق الأوسط"، مكتفيا بالقول إن "الأمر لا يتجاوز كلام صحف وإعلام لا غير".
ولم يصدر موقف مغربي رسمي، حتى اليوم الإثنين، بشأن ما تم الترويج له بشأن هذا "اللقاء السري"، في الوقت الذي سبق للحكومة المغربية أن نفت بشكل قاطع في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي أخبارا راجت بقوة حول زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى الرباط في مارس/ آذار المقبل، وقالت جازمة "لا نرد على الإشاعات".
وكانت قناة إسرائيلية قد بثت خبرا، مساء أمس الأحد، نقلا عن مصادر مسؤولة لم تسمها، يفيد بأن نتنياهو التقى سرا بوزير خارجية المغرب في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأن اللقاء تمحور خصوصا على "مدى تطبيع علاقات" المملكة مع الكيان الصهيوني، وأيضا مواجهة "الخطر الإيراني في المنطقة".
وفي الوقت الذي تناقلت الخبر العديد من المنابر الإسرائيلية والدولية، رد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول: "لا نتطرق إلى اتصالات مع دول لا تقيم علاقات رسمية معنا (في إشارة إلى المغرب الذي لا يقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الاحتلال)، قبل أن يوضح: "هذا الرد لا يعني تأكيد الخبر".
ويرى مراقبون أن ما يؤكد عدم وجود لقاء سابق بين المسؤول الحكومي المغربي ورئيس وزراء الاحتلال في سبتمبر/ أبلول الماضي، أن هذا الأخير أبدى رغبته في لقاء بوريطة على هامش أعمال مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط، الذي انعقد قبل أيام قليلة في العاصمة البولندية، لكن المغرب خفض تمثيله ولم يحضر بوريطة للمؤتمر، ومثل المغرب الوزير المكلف بالتعاون الأفريقي محسن الجزولي.
وأوردت منابر إسرائيلية أن "مكتب رئاسة الوزراء يعتزم ترتيب عدة لقاءات لنتنياهو على هامش هذا المؤتمر، بما في ذلك مع وزيري خارجية المغرب ناصر بوريطة، والبحرين خالد بن أحمد آل خليفة"، وأن لقاءاته ستركز على "المصلحة المشتركة في الحرب مع إيران".
وتأتي هذه الأخبار في سياق ترويج إسرائيلي لزيارة وصفت بـ"المرتقبة" يقوم بها نتنياهو إلى العاصمة المغربية في مارس/ آذار المقبل، قبل انعقاد الانتخابات الإسرائيلية، بهدف استثمار وضع وموقف المغرب في محاربة "المد الإيراني"، وفق تعبير منابر إسرائيلية، بالنظر إلى قرار الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، فضلا عن الرغبة الإسرائيلية في ضمان تأييد المملكة للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى "صفقة القرن"، باعتبار أن العاهل المغربي هو من يرأس لجنة القدس الشريف.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد راسل، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، في خطوة وُصفت حينها بـ"الجريئة"، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد قرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس، بصفته رئيس لجنة القدس التي تمثل 57 دولة إسلامية، داعيا إياه إلى "الحفاظ على المركز القانوني للمدينة المقدسة، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم".