نعمان جمعة.. رحلة سياسي مصري بدأت بباريس وانتهت فيها

29 أكتوبر 2014
جمعة ترشح ضد مبارك عام 2005 (فرانس برس)
+ الخط -
توفي الرئيس الأسبق لحزب "الوفد" والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية المصرية نعمان جمعة، يوم أمس الثلاثاء، في إحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، وذلك عن عمر يناهز الـ80 عاماً.

وحملت حياته في ثناياها العديد من المراحل والمواقف السياسية والثورية، بعضها كان جريئاً، وبعضها كان مفتعلاً. إذ التحق بكلية الحقوق. وبعد التخرج، عمل وكيلاً للنائب العام، وتنقل بين النيابات، حتى ديسمبر/كانون الأول 1956 حين وقع العدوان الثلاثي على مصر.

وانّضم جمعة وعمره 22 عاماً، إلى جبهات "الفدائيين" وحارب الإسرائيليين في سيناء، ثم تم أسره من قبل القوات الفرنسية وبعد حوالي شهرين، تم الإفراج عن الشاب الثائر ورفاقه، ولم ينقذهم من هذا الأسر سوى البوليس الدولي الذي سلمهم إلى البوليس المصري.

بعد عدة أشهر من الإفراج عنه، سافر جمعة إلى فرنسا في بعثة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة باريس. ونالها في القانون المدني بتفوق، وحرصت جامعة باريس على أن تضمّه إلى صفوف هيئة التدريس للاستفادة من كفاءته، وهناك أيضاً عمل بالمحاماة.

وبعد عشر سنوات قضاها في باريس، قرّر نعمان العودة إلى مصر، ليدرّس لأجيالها القانون، والتحق للعمل بالتدريس في حقوق القاهرة، وتدرّج أستاذ الجامعة في المناصب حتى انتخب عميداً لكلية الحقوق مرتين متتاليتين من عام 1988 إلى عام 1994 ورئيس قسم القانون المدني لمدة سبع سنوات.

وفيما ظّل رجال حزب "الوفد"، الذي رأسه جمعة، منذ عام 1978 في صراع مع السلطة داخل أروقة المحاكم، تمكّن هو من الحصول على حكم تاريخي بعودة حزبه إلى الحياة السياسية عام 1984.

ومع عودة "الوفد" وصدور صحيفته في 22 مارس/آذار 1984، خصص جمعة له زاوية في الصحيفة بعنوان "نبضات".

في 9 أغسطس/آب عام 2000، رحل فؤاد سراج الدين، رئيس حزب "الوفد" آنذاك، وكان جمعة هو النائب الأول له، وبحسب نص لائحة الحزب، يتولى النائب الأول الرئاسة لحين انتخاب الرئيس الجديد، وهذا ما فعله جمعة. وفي 15 من الشهر نفسه، أصدر جمعة بصفته رئيساً للحزب، قراراً بدعوة الهيئة "الوفديّة" للاجتماع في أول سبتمبر/أيلول، لانتخاب رئيس جديد للحزب، وتضمّن القرار، فتح باب الترشيح للمنصب.

أجريت الانتخابات، وأعلن فوز جمعة برئاسة حزب "الوفد" خلفاً لسراج الدين، في جوّ ديموقراطي، إذ تنافس 4 مرشحين، وحصل الدكتور جمعة على نسبة 78.25 في المئة من الأصوات.

كما كان الراحل واحداً ممن خاضوا أول انتخابات تعدّدية مباشرة، للرئاسة في مصر، في عهد الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، عام ٢٠٠٥، إذ حلّ في المرتبة الثالثة بنسبة 3 في المئة من أصوات الناخبين، في الترتيب الذي تصدّره مبارك بنسبة فاقت 88 في المئة.

دلالات
المساهمون