قدّم الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، قراءة لاستقالة الرئيس سعد الحريري من منصبه كرئيس للحكومة يوم السبت الماضي، واعتبر في خطاب مُتلفز قدّمه مساء الأحد، أن "تكون الاستقالة مقدمة لعدوان إسرائيلي في لبنان، لأن الأمر يخضع لحسابات إسرائيلية وأميركية فقط وليس للحسابات السعودية".
وأعلن نصر الله أن "الحزب لا يُحمّل الحريري مسؤولية هذه الخطوة، ولا مسؤولية الاتهامات القاسية التي ساقها ضدنا في خطاب الاستقالة"، مشيراً إلى أن "الاستنتاج القطعي بأن الاستقالة قرار سعودي أُملي على الحريري وأُجبر عليه. وأن الاستقالة لم تكن رغبته ولا إرادته. والجميع يوافق على هذا الاستنتاج".
كما أكد الأمين العام للحزب أنه كان ينتظر "نتيجة الزيارة الأولى للحريري إلى الرياض، والكل كان يتوقع أن يتم الضغط عليه لتقديم استقالته، ولكن عندما عاد وانعقدت جلسة الحكومة واللجان الوزارية، نقل الحريري للجميع أن السعودية تؤيد الاستقرار في لبنان والأمن وبقاء الحكومة والحوار القائم".
وأضاف نصر الله أنه حصل شخصياً على وعود "بحصول لبنان على مساعدات كبيرة والتحضير لمؤتمر باريس 4 وتقديم دعم جديد للجيش اللبناني، وكان الحريري مرتاحا ومنشرحاً".
وعلّق على شكل خطاب الاستقالة واصفاً إياه بأنه "أساء لسيادة وكرامة لبنان وكرامة رئيس الحكومة نفسه".
وقال نصر الله إن "المرحلة المُقبلة هي مرحلة هدوء في لبنان، ولنترك الآليات الدستورية تُحدد المسار السياسي الداخلي مع تمسك الحزب بالأمن والسلم الأهليين، ونحن لن ننجر إلى أي تحرك في الشارع لأنه لن يُغيّر في أي معادلة سياسية".
وتنوعت مسارات البحث التي عرضها نصر الله، بين مجموعة خيارات مرتبطة بالداخل السعودي فقط "لأن الجو السياسي الداخلي كان إيجابياً جداً، وبالتالي ليس هناك أي سبب داخلي للاستقالة".
ومن جملة الاحتمالات التي طرحها نصر الله هي: "الصراع الداخلي بين الأمراء في السعودية، وإمكانية تصنيف الحريري على أحد ما في المنظومة السعودية"، أو "الصراعات المالية التي قد تكون أدت إلى ضياع الحريري في معمعة التوقيفات".
واعتبر أيضاً أن "السؤال عن مصير الحريري وإمكانية وضعه قيد الإقامة الجبرية أو الاعتقال، هو سؤال مشروع في بلد يتم توقيف الأمراء فيه، وهم أمراء مُهمون في التركيبة السعودية".
ومن جملة خيارات البحث في "حزب الله" إمكانية "وجود حالة عدم رضا سعودي عن الأداء الشخصي للحريري ومحاولة استبداله برئيس حكومة آخر يُعتبر من "الصقور".
من جهةٍ أخرى، رأى نصر الله أن "قرار الحرب الإسرائيلية على لبنان ليس مرتبطا بالانتماء السياسي لرئيس الحكومة، وإنما بميزان القوى بيننا وبين الإسرائيليين إلى جانب الوضع الإقليمي والدولي".
وفي حين استبعد "ما تردد من شائعات عن تحضير السعودية لعاصفة حزم جديدة ضد لبنان بالتعاون مع دول التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية في اليمن"، قال "إلى جانب عدم الإمكانية العسكرية لمهاجمة لبنان، فلتتفضل السعودية وتستفيد من هذه القوات للتخلص من ورطتها في اليمن".