بعد مشاهدة فيلم "بيت نائب الملك"، تقول إحدى الفرنسيات "إنه مؤثر وذكيّ". كان واضحاً أنها قد أدمعت في فيلم يتحدّث عن تهجير ملايين الهنود بعد استقلال/ تقسيم الهند.
العمل، هو في هذا الصيف، من بين العروض السينمائية الأكثر مشاهدة في أوروبا، وهو يمرّ على أكثر من إشكالية راهنة وإن تناول ما حدث منذ 70 عاماً.
أوّل ما يمكن التقاطه رغبةٌ في التصالح مع "الزمن الاستعماري". رغبة يجري تمريرها عبر مسالك السينما إلى جمهور بريطاني أو فرنسي، أصبح جمهوراً متعدّد الأصول (معظمه من مستعمرات قديمة).
في الفيلم لا يجري إنكار الدور البريطاني في تقسيم الهند، ولكنه يضيء أيضاً المصالح المحلية في ذلك. هذه الرغبة في التصالح يمكن رصدها في "عتبات" أخرى، كون المخرجة هندية بريطانية وأن العمل إنتاج مشترك بين الهند وبريطانيا. لكن، هل يمكن أن ينسى المستعمَر والمستعمِر الماضي بنفس الطريقة؟
لا يمكن إنكار "الذكاء" الذي تحدّثت عنه المتفرجة الفرنسية في تطرّق الفيلم إلى البعد البشري في السياسة، أو في تناوله لسجال مستويات الهوية؛ مسلم/ هندوسي/ سيخي من جهة وهندي من أخرى. ولعل مشاهداً عربياً لن يعدم مقارنات عدة مع تاريخ بلاده. أيضاً لا يمكنه ألا يرى أن استعادة التهجير الهندي يأتي في زمن التهجير السوري.