وخلال إدارتها جرت عمليات تعذيب لموقوفين كثر كانوا متهمين بـ"الإرهاب". وأشرفت هاسبل شخصياً على عملية إتلاف أشرطة فيديو ودلائل أخرى توثق عمليات التعذيب هذه.
وإن كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر كون هاسبل أول امرأة على رأس الوكالة كإنجاز للنساء، فإنه في الحقيقة يبدو أكثر كـ"انتصار" لسياسة التعذيب التي تتبعها الاستخبارات الأميركية، ومكافأة لمسيرة هاسبل.
لكن هاسبل ليست السيدة الوحيدة التي استلمت مركزاً أمنياً وأشرفت أو قامت بعمليات تعذيب بحق موقوفين أو معتقلين:
ليندي إنغلند
في يونيو/حزيران 2003، سرّبت صوراً صادمة توثّق عمليات تعذيب العراقيين الموقوفين في سجون أبو غريب العراقي، على يد جنود أميركيين. الصور الأشهر أظهرت الجندي ليندي إنغلند وهي تقوم شخصياً بعمليات تعذيب. حكم على إنغلند بالسجن ثلاث سنوات، وتمّ تسريحها من العمل في الجيش الأميركي. لكن حتى بعد إطلاق سراحها رفضت الاعتذار من ضحاياها، مؤكدة أن هؤلاء "إرهابيون".
(Getty)
جانيس كاربنسكي
في العراق أيضاً، لكن هذه المرة ليس في أبو سجن غريب فقط، إذ كانت الضابطة في الجيش الأميركية جانيس كاربنسكي، المسؤولة الأمنية عن إدارة ثلاثة سجون عراقية في العامين 2003 و2004، أي أن عمليات التعذيب التي تمّت في أبو غريب كانت بأوامر مباشرة منها. عام 2005 سرّحت من الخدمة، وقد حمّلت مسؤولية التعذيب الذي حصل في أبو غريب خلال التحقيق الأميركي حول الانتهاكات.
(Getty)
كارولاين وود
في العام 2002 كانت الضابطة الأميركية كارولاين وود مسؤولة عن التحقيقات في مركز بروان (بغرام) الأفغاني، وتحت إشرافها مات معتقلون أفغانيون نتيجة التعذيب الوحشي. وعام 2003، برز اسمها أيضاً بالتورط بالتعذيب في سجن أبو غريب العراقي. وقد جسد وثائقي بعنوان "تاكسي إلى الجهة المظلمة" قصة مقتل أحد المعتقلين مع إضاءة على شخصية وود.
ويذكر أن الحالات المذكورة أعلاه هي بعض الحالات التي كشف فيها عن أسماء الجنديات والضابطات المشاركات أو المشرفات على عمليات تعذيب، علماً أن ممارسات شبيهة تحصل بشكل شبه يومي في سجون كثيرة حول العالم، بينها طبعاً سجون في العالم العربي، وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الضابطة البحرينية سارة الموسى
تبقى القضية الأشهر هي قضية تعذيب مراسلة "فرانس 24" البحيرينية نزيهة سعيد على يد الضابطة سارة الموسى داخل مركز استجواب بشكل وحشي، وفق ما أكدت تقارير الطبيب الشرعي، إلا أن القضاء البحريني لم يتأخر في تبرئة الضابطة.
نورة آل خليفة
عام 2013، خضعت الأميرة البحرينية نورة آل خليفة، وهي ضابطة شرطة ومن الأسرة الحاكمة إلى محاكمة بعد اتهامها بالإشراف على تعذيب الطبيبتين البحرينيتين زهرة السماك وخلود الدرزي إلى جانب تعذيب الناشطة آيات قرمزي، خلال الاحتاجاجات الشعبية التي شهدتها البحرين عام 2011.
(العربي الجديد)