كانت مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، أول من أمس الجمعة، من أكبر التجمعات منذ النكبة الفلسطينية، إذ جمعت الآلاف من الغزيين على الحدود الشرقية للقطاع من بينهم النساء
تحت علم فلسطين مضى أهل قطاع غزة المحاصر إلى الحدود الشرقية التي تفصلهم عن الداخل الفلسطيني المحتل، في مسيرة العودة الكبرى. طالب الأهالي بالحق الفلسطيني في العودة إلى ديارهم المحتلة عام 1948 ضمن قرار الأمم المتحدة رقم 194، فجمعت المسيرة الأطفال والشبان والمسنين والشابات والنساء أمام بنادق جيش الاحتلال المنتشر على طول الشريط الحدودي الفاصل. اللافت في مسيرات العودة الكبرى هذا العام، مشاركة النساء بكثرة، فمنهن مسنات، وربات منازل اصطحبن أطفالهن، وطالبات وتلميذات. وضعن الكمامات واقتربن من السياج الفاصل لرفع أصواتهن ضد المحتل.
حضرت آمنة (27 عاماً) مع أسرتها بالكامل، بعدما قرروا المشاركة بتجهيز الكوفيات والأعلام ومعدات المبيت على الحدود في ليلة الخميس- الجمعة. وفي صباح يوم الجمعة، بدأت آمنة تراقب شقيقها أيمن عن بعد نحو 200 متر، وهو يشارك الشبان الهتافات ورفع علم فلسطين بالقرب من السياج الفاصل، وسرعان ما أصيب مع آخرين. ركضت نحوه وتمكنت من إسعافه ونقله بعيداً عن السياج.
اقــرأ أيضاً
بعد إصابة شقيقها زاد غضبها خصوصاً مع إدراكها أنّ جنود الاحتلال يتعمدون إصابة الشبان، بالرغم من سلمية الحشد. بدأت في رمي الحجارة على الجنود، مع عشرات من الشابات الغاضبات. هي المرة الأولى بالنسبة لكثيرات من بينهن، إذ لم يشاركن سابقاً الشبان في الاشتباك مع جيش الاحتلال على الحدود.
تقول آمنة لـ"العربي الجديد": "الكلّ يعلم أنّ المسيرة سلمية، لذلك، كانت المشاركة على أعلى مستوى من جانب الأسر بنسائها وأطفالها، لكن كان من المعيب في حقنا أن يصاب أشقاؤنا وآباؤنا والشبان أمامنا، ونكتفي بالمشاهدة من بعيد. لو لم نرجم الاحتلال لعدنا إلى بيوتنا والخيبة فوق رؤوسنا. كذلك، كان لا بدّ للمحتل من أن يعرف من هي المرأة والشابة الفلسطينية".
حاولت خديجة مع شقيقتيها إيمان وسوسن الضغط على أسرتهن منذ يوم الإثنين الماضي للسماح لهن بالمشاركة في مسيرة العودة، لكنّ والدهن رفض لخوفه عليهن من أيّ مكروه. لكن، ليلة الخميس وافق على خروجهن مع والدتهن أيضاً. ارتدت خديجة (22 عاماً) مع شقيقتيها ووالدتها الكوفية الفلسطينية، وأحضرن الكمامات لتفادي الغاز الذي يطلقه الاحتلال ضد المتظاهرين على الحدود، لكنّ إيمان (20 عاماً) اختنقت بالغاز بعدما اقتربت مع السيدات والشابات من السياج، بالرغم من الكمامة. جاء والدهن أيضاً، وشارك الشبان الغاضبين في رمي الحجارة، بينما أسعفت خديجة وسوسن النساء اللواتي أصبن باختناق.
تقول خديجة لـ"العربي الجديد": "كثير من الشابات تعرضن للاختناق إذ اتضح لنا عبر طواقم الإسعاف أنّ قنابل الغاز التي يقذفها الاحتلال على الحدود هي من نوع قوي جداً وتأثيرها كبير لا تكفي الكمامة لتفاديه. سمعنا من قبل عن الالتحام على الحدود، لكن لم نتصور أن يكون بهذا المستوى من وحشية الاحتلال. كثير من الشابات انضممن إلينا لمساندة صوت المرأة الفلسطينية على الحدود".
شاركت نيفين (32 عاماً) مع أطفالها وزوجها وأبنائه في مسيرات العودة بالمبيت على الحدود لليوم الثاني على التوالي داخل خيمة تحمل شعار العودة. تقول لـ"العربي الجديد": "أصيب ابن زوجي البارحة بطلق ناري في قدمه، كما أسعفت زوجي من الغاز باستخدام البصل. كلّ هذا زاد إصرارنا على أن نبقى على الحدود حتى السبت. زوجي الذي كان خائفاً على أسرته وجدنا بين آلاف الأسر التي صممت على البقاء على الحدود".
شكلت ورد (19 عاماً) مع زميلاتها مجموعة تضم أكثر من 30 شابة جامعية للتوجه إلى شرق مدينة غزة للمشاركة في مسيرة العودة. اتفقن على أن يقنعن أسرهن بالإجماع، فحضرت المسيرة 20 واحدة منهن. قبل المسيرة رفضت أسرة ورد خروجها للمشاركة في مسيرة العودة، لأنّ والدها شعر بالقلق عليها، لكنّه غير رأيه وشاركها هي وزميلاتها. أصيبت ورد بالاختناق واحترقت يدها بقنبلة الغاز فأسعفت على الحدود، لكنّها رفضت التراجع وبقي معها والدها إلى يوم أمس السبت. تقول لـ"العربي الجديد": "لا يجب أن يقتصر نشاط الفتيات في غزة على العمل والمنزل والدراسة. كل الأحداث التي تجري تدفعنا إلى التفكير ألف مرة بخصوص صمتنا. هذه المسيرة كانت أكبر دافع لتفهم كل امرأة وشابة فلسطينية أن ترفع صوتها في وجه وحشية الاحتلال وحصاره، وتشارك بكلّ الوسائل المتاحة لها وأن تقنع أسرتها لتكون مقاومة على الأرض".
من جهتها، أحضرت أم بلال (77 عاماً) جميع حفيداتها للمشاركة في مسيرة العودة لليوم الثاني على التوالي على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة. هي معتادة على المشاركة في المناسبات الوطنية الفلسطينية منذ كانت شابة. أم بلال كانت تشارك الثوار الفلسطينيين بعد حرب النكسة عام 1967، واعتقلتها قوات الاحتلال أعوام 1970 و1975 لمشاركتها المقاومين في عملياتهم، وسجنت في المرة الأولى ثلاثة أشهر، ثم سجنت عاماً كاملاً في المرة الثانية.
اقــرأ أيضاً
تقول لـ"العربي الجديد": "لا بدّ للمرأة الفلسطينية من المشاركة في كلّ مواقع الالتحام مع جيش الاحتلال كما كانت في السابق، فالتفاوض مع الصهاينة والسلام معهم لم يأتيا بنتيجة، والمصالحة الفلسطينية تتعرض لمؤامرة خارجية، والمستوطنات مستمرة في الضفة، فيما غزة محاصرة. يجب على المرأة والشاب والرجل والسيدة المسنّة أن يقاوموا بكلّ الأساليب على أرض الميدان". تتابع: "على المرأة الفلسطينية أن تنتفض الآن وتعلن عن قوتها".
تحت علم فلسطين مضى أهل قطاع غزة المحاصر إلى الحدود الشرقية التي تفصلهم عن الداخل الفلسطيني المحتل، في مسيرة العودة الكبرى. طالب الأهالي بالحق الفلسطيني في العودة إلى ديارهم المحتلة عام 1948 ضمن قرار الأمم المتحدة رقم 194، فجمعت المسيرة الأطفال والشبان والمسنين والشابات والنساء أمام بنادق جيش الاحتلال المنتشر على طول الشريط الحدودي الفاصل. اللافت في مسيرات العودة الكبرى هذا العام، مشاركة النساء بكثرة، فمنهن مسنات، وربات منازل اصطحبن أطفالهن، وطالبات وتلميذات. وضعن الكمامات واقتربن من السياج الفاصل لرفع أصواتهن ضد المحتل.
حضرت آمنة (27 عاماً) مع أسرتها بالكامل، بعدما قرروا المشاركة بتجهيز الكوفيات والأعلام ومعدات المبيت على الحدود في ليلة الخميس- الجمعة. وفي صباح يوم الجمعة، بدأت آمنة تراقب شقيقها أيمن عن بعد نحو 200 متر، وهو يشارك الشبان الهتافات ورفع علم فلسطين بالقرب من السياج الفاصل، وسرعان ما أصيب مع آخرين. ركضت نحوه وتمكنت من إسعافه ونقله بعيداً عن السياج.
بعد إصابة شقيقها زاد غضبها خصوصاً مع إدراكها أنّ جنود الاحتلال يتعمدون إصابة الشبان، بالرغم من سلمية الحشد. بدأت في رمي الحجارة على الجنود، مع عشرات من الشابات الغاضبات. هي المرة الأولى بالنسبة لكثيرات من بينهن، إذ لم يشاركن سابقاً الشبان في الاشتباك مع جيش الاحتلال على الحدود.
تقول آمنة لـ"العربي الجديد": "الكلّ يعلم أنّ المسيرة سلمية، لذلك، كانت المشاركة على أعلى مستوى من جانب الأسر بنسائها وأطفالها، لكن كان من المعيب في حقنا أن يصاب أشقاؤنا وآباؤنا والشبان أمامنا، ونكتفي بالمشاهدة من بعيد. لو لم نرجم الاحتلال لعدنا إلى بيوتنا والخيبة فوق رؤوسنا. كذلك، كان لا بدّ للمحتل من أن يعرف من هي المرأة والشابة الفلسطينية".
حاولت خديجة مع شقيقتيها إيمان وسوسن الضغط على أسرتهن منذ يوم الإثنين الماضي للسماح لهن بالمشاركة في مسيرة العودة، لكنّ والدهن رفض لخوفه عليهن من أيّ مكروه. لكن، ليلة الخميس وافق على خروجهن مع والدتهن أيضاً. ارتدت خديجة (22 عاماً) مع شقيقتيها ووالدتها الكوفية الفلسطينية، وأحضرن الكمامات لتفادي الغاز الذي يطلقه الاحتلال ضد المتظاهرين على الحدود، لكنّ إيمان (20 عاماً) اختنقت بالغاز بعدما اقتربت مع السيدات والشابات من السياج، بالرغم من الكمامة. جاء والدهن أيضاً، وشارك الشبان الغاضبين في رمي الحجارة، بينما أسعفت خديجة وسوسن النساء اللواتي أصبن باختناق.
تقول خديجة لـ"العربي الجديد": "كثير من الشابات تعرضن للاختناق إذ اتضح لنا عبر طواقم الإسعاف أنّ قنابل الغاز التي يقذفها الاحتلال على الحدود هي من نوع قوي جداً وتأثيرها كبير لا تكفي الكمامة لتفاديه. سمعنا من قبل عن الالتحام على الحدود، لكن لم نتصور أن يكون بهذا المستوى من وحشية الاحتلال. كثير من الشابات انضممن إلينا لمساندة صوت المرأة الفلسطينية على الحدود".
شاركت نيفين (32 عاماً) مع أطفالها وزوجها وأبنائه في مسيرات العودة بالمبيت على الحدود لليوم الثاني على التوالي داخل خيمة تحمل شعار العودة. تقول لـ"العربي الجديد": "أصيب ابن زوجي البارحة بطلق ناري في قدمه، كما أسعفت زوجي من الغاز باستخدام البصل. كلّ هذا زاد إصرارنا على أن نبقى على الحدود حتى السبت. زوجي الذي كان خائفاً على أسرته وجدنا بين آلاف الأسر التي صممت على البقاء على الحدود".
شكلت ورد (19 عاماً) مع زميلاتها مجموعة تضم أكثر من 30 شابة جامعية للتوجه إلى شرق مدينة غزة للمشاركة في مسيرة العودة. اتفقن على أن يقنعن أسرهن بالإجماع، فحضرت المسيرة 20 واحدة منهن. قبل المسيرة رفضت أسرة ورد خروجها للمشاركة في مسيرة العودة، لأنّ والدها شعر بالقلق عليها، لكنّه غير رأيه وشاركها هي وزميلاتها. أصيبت ورد بالاختناق واحترقت يدها بقنبلة الغاز فأسعفت على الحدود، لكنّها رفضت التراجع وبقي معها والدها إلى يوم أمس السبت. تقول لـ"العربي الجديد": "لا يجب أن يقتصر نشاط الفتيات في غزة على العمل والمنزل والدراسة. كل الأحداث التي تجري تدفعنا إلى التفكير ألف مرة بخصوص صمتنا. هذه المسيرة كانت أكبر دافع لتفهم كل امرأة وشابة فلسطينية أن ترفع صوتها في وجه وحشية الاحتلال وحصاره، وتشارك بكلّ الوسائل المتاحة لها وأن تقنع أسرتها لتكون مقاومة على الأرض".
من جهتها، أحضرت أم بلال (77 عاماً) جميع حفيداتها للمشاركة في مسيرة العودة لليوم الثاني على التوالي على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة. هي معتادة على المشاركة في المناسبات الوطنية الفلسطينية منذ كانت شابة. أم بلال كانت تشارك الثوار الفلسطينيين بعد حرب النكسة عام 1967، واعتقلتها قوات الاحتلال أعوام 1970 و1975 لمشاركتها المقاومين في عملياتهم، وسجنت في المرة الأولى ثلاثة أشهر، ثم سجنت عاماً كاملاً في المرة الثانية.
تقول لـ"العربي الجديد": "لا بدّ للمرأة الفلسطينية من المشاركة في كلّ مواقع الالتحام مع جيش الاحتلال كما كانت في السابق، فالتفاوض مع الصهاينة والسلام معهم لم يأتيا بنتيجة، والمصالحة الفلسطينية تتعرض لمؤامرة خارجية، والمستوطنات مستمرة في الضفة، فيما غزة محاصرة. يجب على المرأة والشاب والرجل والسيدة المسنّة أن يقاوموا بكلّ الأساليب على أرض الميدان". تتابع: "على المرأة الفلسطينية أن تنتفض الآن وتعلن عن قوتها".