نساء غزة عصفت بهنّ الحرب

28 مايو 2015
37 قصة يضمها الكتاب (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تفترش العشرينية "ك. ن" من قطاع غزة، الأرض متربعة القدمين، تحتضن طفلها الرضيع، وقد وضعت أمامها سلعاً بسيطة تقتات منها، بعد أن تركها زوجها نهاية الحرب الأخيرة على غزة لعدم قدرته الإنفاق عليها، وعلى أطفالها الخمسة.

هذا اختصار قصة "هجران ومسؤولية" التي تحدثت عن المواطنة العشرينية، ضمن كتاب "نساء عصفت بهن الحرب"، والذي تناول سبعاً وثلاثين قصة، اختلفت أساليب الاضطهاد والظلم فيها، لكنها اتفقت جميعاً في الألم الذي كسا حياة النساء المستهدفات.

الكتاب الذي أصدره "مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة"، جاء تتويجاً لمشروع "التمكين القانوني للنساء وتعزيز حقوقهن" في محافظات قطاع غزة، بتمويل من برنامج تعزيز سيادة القانون في الأراضي الفلسطينية المحتلة "العدالة والأمن للشعب الفلسطيني".

وتقول مديرة المركز، زينب الغنيمي، إنّ الهدف العام للكتاب يتلخص في المساهمة بتعزيز حقوق المرأة، ومساواة النوع الاجتماعي في قطاع غزة، موضحة أن المشروع يهدف كذلك إلى زيادة قدرات المحامين والمحاميات حول حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

وتشير الغنيمي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المشروع سعى لتحسين معرفة وفهم صناع القرار في مجال حقوق المرأة، من أجل المساهمة بتعزيز حقوقها، إضافة إلى زيادة وعي المجتمع والتوعية في مجال حقوق الإنسان للمرأة، ونشر ثقافة المساواة.

وتوضح أنّ النساء دفعن ضريبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كباقي شرائح الشعب الفلسطيني، وتحملت الآثار المدمرة من هدم المنازل والقتل والجراح والخوف والتشريد والحصار الاقتصادي، مشيرة إلى أنّ نحو 293 شهيدة فلسطينية ارتقت على أيدي قوات الاحتلال خلال العدوان الأخير، كما أصيبت 2168 سيدة بجراح متفاوتة.

وتعرضت نحو 600 سيدة للإجهاض، وتمت ولادة 14 في المئة من الأطفال بتشوهات كاملة، عدا الخُدّج الذين وصل عددهم إلى سبعين، علاوة على تهجير 34697 سيدة جراء تدمير منازلهن بشكل كُلّي أو تضررها بشكل جعلها غير صالحة للسكن، فيما هدمت قوات الاحتلال 2604 منازل تملكها نساء، وفقدت 791 سيدة أزواجهن خلال الحرب، وفق الغنيمي.

ويحمل الكتاب مجموعة من حكايات النساء، التي تم تقديمها بشكل غير تقليدي، ويتضمن توثيقاً لمجموعة قصص للنساء عشن ظروف العدوان بكل تفاصيله وحيثياته، وعانين ولا زلن، من نتائج الانتهاكات التي تعرضن لها.

وبدأ الكتاب بست قصص للكاتبة خضرة حمدان، وهي "أتراني ميتة"، "سيرمونها خارجاً لأنها مواطنة"، "روت قصتها واختفت"، "قهرها بالهجر، ستقهره بالخلع"، تُغلق عينيها على جراح لا تندمل"، "زينب تعيش لتروي موت جواهر".

تلت تلك القصص مجموعة أخرى للكاتبة أمال الجيار، وهي: "زوجة قطعة أثاث"، "ساعات في ليلة حمراء"، "زينب.. حكاية ما بين فصولها حيرة وألم"، "هي وهو، مسلوبا الإرادة، ولا خيار"، "امرأة بين عقارب الساعة".




وكتبت الصحافية رزان المدهون، مجموعة قصص أخرى، بدأت بـ"عنف الزوج المدمن، وإهمال الأهل ومصير ياسمين"، "المُسنة (ليجة) لا بيت ولا عائلة، من سينصفها"، "أميرة.. وجع الحرب وزواج الإكراه"، "الحرب عنف وهجران وإهمال".

أما الصحافية سمر عليوة فكتبت مجموعة أخرى، وهي "عُلا.. نار الزوج ونار الأهل"، "خولة.. عقوق الأبناء والحرمان ثم شلل"، "الحرب قتلتني مرتين"، "قسوة الأب وقهر الكتمان".

وتقول سمر لـ"العربي الجديد"، إنّ العنف زاد تجاه النساء بعد الحرب نتيجة تدهور الأوضاع النفسية لمختلف شرائح المجتمع، وتضيف: "تم تجميع القصص بناء على خطة من أجل عكس واقع النساء بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وعكست تلك القصص الحالة المأسوية للمرأة الفلسطينية التي تعاني ويلات الحرب وقسوة الاحتلال، إضافة الى قسوة المجتمع في بعض الأحيان".

الكاتبة منال ياسين أيضاً كتبت مجموعة قصص أخرى، وهي "بين القبور، هجران ومسؤولية"، "أبغض الحلال والحرب تدفعانها نحو المجهول"، "امرأة في الزحام.. تحن إلى بيت الجرذان"، "لهيبُ الحربِ يحرق تفاصيل امرأة".

كذلك كتبت هيا بشبش، مجموعة سادسة، وهي "مُسيَّجة بآلام الغربة واليتم والفقد"، "من ظلم إلى ظلمات"، "محاولة لرفض الواقع"، "يريدون دفنها ولا تقاوم"، "ميتةٌ تتبعها ميتة"، "هي الحرب ولا فرق.. الكل مدمّي"، "لم تعد هنا فقدت الحاضر والأحلام"، "حرب على جسدها وزواجها".

واختتم الكتاب بمجموعة بقلم وسام حسان، وهي "نهى.. بلا بيت ولا غطاء"، "آية.. في مواجهة المخرز"، "أحلام.. الفقر والقهر رفيقاها"، "ما بين الموت والحياة شعرة"، "نبيلة.. ما بين مطرقة الزوج وسندان الأهل"، "سامية.. بين فكي الرحى الترمُّل والطمع"، "رحل قبل أن يحل مشاكلي".

المساهمون