قرر الحزب الجمهوري التونسي الاحتفاء بالنساء التونسيات والعربيات الصامدات في وجه الإرهاب والنزاعات المسلحة والحروب، في اليوم العالمي للمرأة.
وقالت مية الجريبي، الأمينة العامة للحزب: "العالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة، وبلدان عربية مثل سورية وليبيا واليمن والعراق وغيرها تتفكك أوصالها بحروب لا تنتهي، وتشارك فيها محاور لها مصالحها الخاصة"، مضيفة "الاحتفال باليوم العالمي هو احتفاء بالمرأة التي تعاني من ويلات الإرهاب، سواء بذهاب ابنها للقتال في مناطق النزاع، أو كانت تعيش وسط النزاعات المسلحة والحروب، أو اضطرت للهجرة أو التنقل من منطقة إلى أخرى، أو خُطف أبناؤها، أو كانت زوجة شهيد".
ولفتت الجريبي إلى "تسليط الضوء على هذه المعاناة اليومية، للاحتفاء بصمودهن وجعل قضيتهن قضية وطنية، تلك النساء اللواتي يرفضن الصمت والخنوع، فكان لا بد لتونس أن تتفاعل وتتواصل معهن، وتبحث عن أشكال الإحاطة بأوضاعهن، والسعي إلى تغييرها".
وفي آخر إحصاء لوزارة المرأة في تونس، فإن 700 امرأة تونسية التحقن بالتنظيمات الإرهابية في سورية. وأعلنت وزيرة المرأة التونسية، سميرة مرعي، أن الوزارة أعدت جملة من الإجراءات لحماية النساء والأطفال من الاستقطاب، في إطار إعداد الخطة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
أما تاج الملك عويشي، المكلفة بالمكتب الوطني للمرأة في الحزب الجمهوري، فقد أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "همنا إبراز ما تعانيه المرأة اليوم من ويلات الحروب ومخلفات الإرهاب، من اغتصاب وزواج إجباري وتهجير ونقص للخدمات الصحية وعدم احترام حياتها الاقتصادية والسياسية ونقص التعليم".
اقرأ أيضاً: المرأة اليمنية تفتقد أبسط حقوقها في يومها العالمي
كما أراد الحزب الجمهوري، من خلال هذه التظاهرة، بحسب تاج الملك "تسليط الضوء على قانون 25/ 13 الذي لم يفعّل إلى اليوم في تونس، وهو قرار صادر عن الأمم المتحدة عام 2000 خاص بالمرأة والأمن والسلام، لأن المرأة هي الأكثر تضرراً في النزاعات المسلحة وأعمال الإرهاب، وأكثر قدرة وصلابة في محاربة الإرهاب وفي بناء الدول فيما بعد".
ودعت عويشي الحكومة التونسية "إلى تفعيل هذا القانون في تونس، لأنه يضمن حقوق المرأة في مثل هذه الأزمات، كونه أداة فاعلة للمساواة بين الجنسين أثناء النزاعات المسلحة أو التعرض للهجمات الإرهابية".
أما رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، فيوليت داغر، فقد تحدثت لـ"العربي الجديد" عن شهادتها كامرأة مهاجرة من لبنان، عانت ما عانته "لهذا أشعر بالنساء المهجرات الهاربات من الحروب وما تعانينه من ويلات، خاصة في المخيمات التي تفتقد للضروريات".
وأضافت "عايشت معاناة العديد من الشعوب، خاصة النساء والأطفال من فلسطين إلى العراق وسورية واليمن، ونساء جاهدن من أجل الحرية، ومنهن من سيّرن البلدان بفقدان الحكومات، على غرار ما حصل في لبنان".
وفي شهادة لأم ملتاعة من فقدان ابنها الذي ذهب للقتال في صفوف داعش بسورية، قالت نظيرة السعيدي: "لا أعتقد أنه توجد امرأة أكثر معاناة من أم يصفونها بأنها أم لإرهابي"، مضيفة "الوجع وجعان، وجع الفقدان ووجع العار الذي لحق بنا، جراء قرار ابني الذهاب إلى سورية قصد الجهاد، كما يقول".
أما سنية بن رجب، أم الصحافي التونسي المخطوف في ليبيا نذير القطاري، فقالت: "رغم وجعي وحزني إلا أنني فخورة بابني الذي ذهب إلى ليبيا في إطار عمله الصحافي"، مضيفة "الحكومة التونسية لا تشعر بمعاناتنا وآلامنا، لأن همهم الوحيد هو السلطة".
اقرأ أيضاً: مغربيات لا يعرفن عن اليوم العالمي للمرأة شيئا