أحدثت مبادرة نسائيّة سودانيّة سعت إلى الاستفادة من "فيسبوك" وتطبيق "واتساب" لمحاربة ظاهرة التحرّش بحقّ النساء، وأطلق عليها إسم "الإنبوكسات"، جدالاً كبيراً في البلاد، بعدما عمدت القائمات على المجموعة إلى نشر محادثات أو صور أو فيديوهات ترى فيها تحرّشاً.
هذه المبادرة، التي انضمّت إليها نحو ستّة آلاف سودانيّة خلال أقلّ من أسبوع، أدّت إلى نشر صور ومحادثات تتضمن تحرّشاً، في محاولة لتسليط الضوء على ما يحدث في المجتمع، خصوصاً التحرّش الإلكتروني، والذي زاد خلال السنوات الأخيرة. في المقابل، يرى معارضون للمبادرة أنّها قد تساهم في إحداث خلل في المجتمع، وتؤدّي إلى تفكّك أسري، وتزيد من حالات الطلاق بين السودانيّين. أمّا المؤيّدون، فيرون أنّ من شأنها فضح المتحرّشين وتخويفهم، علّهم يتوقّفون عن هذه الأفعال التي تسبّب ألماً كبيراً للنساء.
وفي الفترة الأخيرة، زادت نسبة الشكاوى من جرّاء التحرّش، ما دفع ناشطات إلى إطلاق مبادرات وورش عمل للحدّ من الأمر، والمطالبة بسنّ قوانين وعقوبات رادعة للتحرّش. إلّا أنّ نساء "الإنبوكسات" واجهن حملة شرسة وانتقادات لاذعة من قبل نساء ورجال على حد سواء، ووصف البعض هذه المجموعة بأنّها "دعارة إلكترونيّة"، بسبب الصور والمحادثات التي تنشر وتسعى إلى فضح المتحرّش. من هنا، لجأ البعض إلى التقليل من شأن المجموعة والنساء اللّواتي انضممن إليها وتفاعلن معها، في محاولة لعزلهن عن المجتمع.
وتقول رانيا (28 عاماً) إنّها لا تدعم الفكرة إطلاقاً، وعدّتها تدخلّاً في حياة الناس، مشيرة إلى أنّها تفضّل الستر. "في رأيي، الأفضل هو نصح المتحرّش بدلاً من التشهير به. فمن خلال نقل الصورة البذيئة أو الحديث السيّئ، أكون قد ساهمتُ في نشره بشكل أوسع". وترى أنّه من شأن هذه الخطوة أن تحدث فوضى وتؤدّي إلى عدم الثقة بين الناس، خصوصاً أنّ البعض سيستخدم المجموعة لتصفية حسابات شخصية، كأن تنشر فتاة محادثاتها مع حبيبها السابق بهدف النيل منه. تضيف أنّه يمكن أن يلجأ الرجال أيضاً إلى إنشاء مجموعتهم.
من جهته، يقول محمد (30 عاماً) إنّ فكرة المجموعة هي نتيجة للتردّي الأخلاقي، مضيفاً أنّ بعض النساء يتفاخرن بالتحرّش من خلال نشر ما يتعرضن له على نطاق واسع. يتابع: "أعتقد أنّ الفتاة التي تحترم نفسها وتنتبه لزيّها في مجتمع محافظ كالسودان لن تواجه خطر التحرّش"، واصفاً الفكرة بـ "الغبيّة، إذ قد تساهم في هدم البيوت وتصفية الحسابات والتشهير، عدا عن كونها تنتهك أعراض الناس، وقد تعرّض بعضهم إلى المساءلة القانونية".
اقــرأ أيضاً
أمّا ليان (20 عاماً)، فتؤيّد فكرة المجموعة، وتدعو إلى فضح المتحرّشين ونشر كلّ ما يرسلونه للفتيات من كلمات وصور وفيديوهات، علّ ذلك يشكّل ردعاً لآخرين. تضيف: "مللنا من محاولة حصر النساء في دائرة العيب والحرام. الفتاة في المجتمع لا بد أن تبقى في البيت. وفي حال خرجت وتعرّضت للتحرّش، تكون هي المخطئة. وإذا ما نشرت صوراً أو أفكاراً على فيسبوك للتعبير عن رأيها، تتعرّض للتحرّش".
وتُدافع نجلاء سيد أحمد، والتي كانت تُشرف سابقاً على مشروع إنبوكسات، عن المجموعة، قائلة إنّها قد تشكّل نواةً لكيان كبير يساهم في نشر الوعي والقضاء على التحرّش بكافة أشكاله، لافتة إلى أن البعض سعى إلى استغلال الأخطاء التي وقعت فيها المجموعة بهدف عكس صورة خاطئة عنها، وإظهار أنّ الفتيات يدفعن الرجال للتحرّش بهن. وتوضح أنّ "الفكرة يمكن أن تكون مثمرة"، مضيفة أنّه مع "انطلاق المجموعة، حاول بعض الشبّان التشهير بها، والقول إنّ كلّ ما ينشر مفبرك، عدا عن التشهير بالفتيات". وتشدّد على ضرورة التوافق على آليات في المجموعة تلزم الفتيات بالصدق، والحدّ من الوقوع في أيّة أخطاء.
كذلك، تؤيّد يسرى مهدي، وهي عضوة في المجموعة، الفكرة، وترى أنها يمكن أن تساهم في الحد من التحرّش، خصوصاً التحرّش الإلكتروني. وتوضح أنّ فتيات كثيرات يتلقين رسائل تتضمن تحرّشاً من أشخاص لا يعرفنهم، مضيفة أنّه عادة ما يشعر المتحرّش بـ "الأمان"، إذ إنّ الفتاة لن تنشر المحادثة. تضيف أنّ هذه المجموعة تشجّع النساء على كسر حاجز الخوف.
إلى ذلك، يرى أستاذ الصحّة النفسيّة، علي بلدو، أنّ العلاقات العاطفيّة في السودان شوهت خلال السنوات الأخيرة، في ظلّ الاستغلال العاطفي والتحرّش والسعي إلى الابتزاز والتشهير بالآخرين. ويرى أنّ "الإنبوكسات" خطر جديد يُحيط بالمجتمع، إذ إنه سلاح ذو حدين. من ناحية، يمكن أن يحدّ من التحرّش والاستغلال العاطفي، إلّا أنه قد يؤدّي في الوقت نفسه إلى التأثير على الكثير من المبادئ الاجتماعية والتفكك الأسري. ويلفت إلى احتمال بروز ردود فعل ذكورية أو أسرية، تندرج في إطار جرائم الشرف أو انتهاك الخصوصيّة، ما قد يؤي إلى القتل.
ويرى بلدو أنّ محاولة بعض الفتيات الاحتفاظ بالرسائل التي يتلقينها ترتبط بحالة انعدام اليقين التي تعيشها المرأة السودانيّة، وعدم الثقة في الرجال، في ظلّ الزيجات المتعددة والسرية والمغامرات العاطفية. يضيف أنّ بعض الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للتحرش أو الاستغلال الجسدي، قد يرغبن في الانتقام، بعدما فشلن في انتزاع حقوقهن من خلال القوانين التي تكبت المرأة وتحدّ من حريّتها.
اقــرأ أيضاً
هذه المبادرة، التي انضمّت إليها نحو ستّة آلاف سودانيّة خلال أقلّ من أسبوع، أدّت إلى نشر صور ومحادثات تتضمن تحرّشاً، في محاولة لتسليط الضوء على ما يحدث في المجتمع، خصوصاً التحرّش الإلكتروني، والذي زاد خلال السنوات الأخيرة. في المقابل، يرى معارضون للمبادرة أنّها قد تساهم في إحداث خلل في المجتمع، وتؤدّي إلى تفكّك أسري، وتزيد من حالات الطلاق بين السودانيّين. أمّا المؤيّدون، فيرون أنّ من شأنها فضح المتحرّشين وتخويفهم، علّهم يتوقّفون عن هذه الأفعال التي تسبّب ألماً كبيراً للنساء.
وفي الفترة الأخيرة، زادت نسبة الشكاوى من جرّاء التحرّش، ما دفع ناشطات إلى إطلاق مبادرات وورش عمل للحدّ من الأمر، والمطالبة بسنّ قوانين وعقوبات رادعة للتحرّش. إلّا أنّ نساء "الإنبوكسات" واجهن حملة شرسة وانتقادات لاذعة من قبل نساء ورجال على حد سواء، ووصف البعض هذه المجموعة بأنّها "دعارة إلكترونيّة"، بسبب الصور والمحادثات التي تنشر وتسعى إلى فضح المتحرّش. من هنا، لجأ البعض إلى التقليل من شأن المجموعة والنساء اللّواتي انضممن إليها وتفاعلن معها، في محاولة لعزلهن عن المجتمع.
وتقول رانيا (28 عاماً) إنّها لا تدعم الفكرة إطلاقاً، وعدّتها تدخلّاً في حياة الناس، مشيرة إلى أنّها تفضّل الستر. "في رأيي، الأفضل هو نصح المتحرّش بدلاً من التشهير به. فمن خلال نقل الصورة البذيئة أو الحديث السيّئ، أكون قد ساهمتُ في نشره بشكل أوسع". وترى أنّه من شأن هذه الخطوة أن تحدث فوضى وتؤدّي إلى عدم الثقة بين الناس، خصوصاً أنّ البعض سيستخدم المجموعة لتصفية حسابات شخصية، كأن تنشر فتاة محادثاتها مع حبيبها السابق بهدف النيل منه. تضيف أنّه يمكن أن يلجأ الرجال أيضاً إلى إنشاء مجموعتهم.
من جهته، يقول محمد (30 عاماً) إنّ فكرة المجموعة هي نتيجة للتردّي الأخلاقي، مضيفاً أنّ بعض النساء يتفاخرن بالتحرّش من خلال نشر ما يتعرضن له على نطاق واسع. يتابع: "أعتقد أنّ الفتاة التي تحترم نفسها وتنتبه لزيّها في مجتمع محافظ كالسودان لن تواجه خطر التحرّش"، واصفاً الفكرة بـ "الغبيّة، إذ قد تساهم في هدم البيوت وتصفية الحسابات والتشهير، عدا عن كونها تنتهك أعراض الناس، وقد تعرّض بعضهم إلى المساءلة القانونية".
أمّا ليان (20 عاماً)، فتؤيّد فكرة المجموعة، وتدعو إلى فضح المتحرّشين ونشر كلّ ما يرسلونه للفتيات من كلمات وصور وفيديوهات، علّ ذلك يشكّل ردعاً لآخرين. تضيف: "مللنا من محاولة حصر النساء في دائرة العيب والحرام. الفتاة في المجتمع لا بد أن تبقى في البيت. وفي حال خرجت وتعرّضت للتحرّش، تكون هي المخطئة. وإذا ما نشرت صوراً أو أفكاراً على فيسبوك للتعبير عن رأيها، تتعرّض للتحرّش".
وتُدافع نجلاء سيد أحمد، والتي كانت تُشرف سابقاً على مشروع إنبوكسات، عن المجموعة، قائلة إنّها قد تشكّل نواةً لكيان كبير يساهم في نشر الوعي والقضاء على التحرّش بكافة أشكاله، لافتة إلى أن البعض سعى إلى استغلال الأخطاء التي وقعت فيها المجموعة بهدف عكس صورة خاطئة عنها، وإظهار أنّ الفتيات يدفعن الرجال للتحرّش بهن. وتوضح أنّ "الفكرة يمكن أن تكون مثمرة"، مضيفة أنّه مع "انطلاق المجموعة، حاول بعض الشبّان التشهير بها، والقول إنّ كلّ ما ينشر مفبرك، عدا عن التشهير بالفتيات". وتشدّد على ضرورة التوافق على آليات في المجموعة تلزم الفتيات بالصدق، والحدّ من الوقوع في أيّة أخطاء.
كذلك، تؤيّد يسرى مهدي، وهي عضوة في المجموعة، الفكرة، وترى أنها يمكن أن تساهم في الحد من التحرّش، خصوصاً التحرّش الإلكتروني. وتوضح أنّ فتيات كثيرات يتلقين رسائل تتضمن تحرّشاً من أشخاص لا يعرفنهم، مضيفة أنّه عادة ما يشعر المتحرّش بـ "الأمان"، إذ إنّ الفتاة لن تنشر المحادثة. تضيف أنّ هذه المجموعة تشجّع النساء على كسر حاجز الخوف.
إلى ذلك، يرى أستاذ الصحّة النفسيّة، علي بلدو، أنّ العلاقات العاطفيّة في السودان شوهت خلال السنوات الأخيرة، في ظلّ الاستغلال العاطفي والتحرّش والسعي إلى الابتزاز والتشهير بالآخرين. ويرى أنّ "الإنبوكسات" خطر جديد يُحيط بالمجتمع، إذ إنه سلاح ذو حدين. من ناحية، يمكن أن يحدّ من التحرّش والاستغلال العاطفي، إلّا أنه قد يؤدّي في الوقت نفسه إلى التأثير على الكثير من المبادئ الاجتماعية والتفكك الأسري. ويلفت إلى احتمال بروز ردود فعل ذكورية أو أسرية، تندرج في إطار جرائم الشرف أو انتهاك الخصوصيّة، ما قد يؤي إلى القتل.
ويرى بلدو أنّ محاولة بعض الفتيات الاحتفاظ بالرسائل التي يتلقينها ترتبط بحالة انعدام اليقين التي تعيشها المرأة السودانيّة، وعدم الثقة في الرجال، في ظلّ الزيجات المتعددة والسرية والمغامرات العاطفية. يضيف أنّ بعض الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للتحرش أو الاستغلال الجسدي، قد يرغبن في الانتقام، بعدما فشلن في انتزاع حقوقهن من خلال القوانين التي تكبت المرأة وتحدّ من حريّتها.