نزوح أهالي بلدات "مثلث الموت" السورية خشية تجدد العمليات العسكرية

21 ديسمبر 2017
نازحون سوريون في العراء (فيسبوك)
+ الخط -
يهدد شبح النزوح مجدداً أهالي قرى ما يعرف بـ"مثلث الموت"، وهو الاسم الذي يطلق على المنطقة الواقعة بين محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق، في ظل تجدد القصف المدفعي على بعضها بالتزامن مع جلب تعزيزات جديدة لقوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، ما دفع بأهالي قريتين إلى النزوح.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي يعيشون حالة من الذعر، فكل الأخبار تشير إلى أن عملية عسكرية ستستهدف قراهم، في حين لا يملك معظمهم خيارا سوى النزوح إلى البراري ليبتعدوا عن الخطر".

وأوضحت المصادر أن "غالبية الأهالي فقراء لا يملكون خيمة تأويهم، ولا مواد غذائية، ولا وسائل نقل، أي أنهم سيذهبون إلى العراء ويحاولون بناء خيام مما يتوفر لهم من أغطية لا تمنع البرد أو المطر، كحال من سبقهم في النزوح إلى مخيم مثلث الموت، والذي نال اسمه من اسم منطقة النازحين إليه".

وقال الناشط الإعلامي في القنيطرة، أبو عمر الجولاني، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك خطرا يهدد بنزوح أهالي كامل قرى المثلث، كبلدات عقربا والحارة وكفر شمس ونمر، خاصة بعدما نزح أهالي بلدتي بطيحة وأم العوسج عقب قصفهما بالمدفعية الثقيلة".

وبين الجولاني أنه "لم تقدم أي منظمة إنسانية مواد للتدفئة في بلدات مثلث الموت، في حين يصل سعر برميل المازوت الواحد إلى 100 ألف ليرة سورية، ما يدفع بعض النازحين لشراء لتر واحد إن استطاعوا، في حين تحتاج العائلة الواحدة إلى 5 لترات على الأقل يوميا".

وذكر أن "النازحين من قرى مثلث الموت لجأوا إلى مخيم بالاسم ذاته، أنشئ في منطقة عين التينة، ويعاني قاطنوه من أوضاع سيئة للغاية، فخيامه مهترئة وأرضه موحلة، وتنعدم فيه الرعاية الطبية والخدمات، وتغيب المساعدات الإنسانية والمنظمات، ولا مدارس للأطفال، حتى أنه يمكن أن يمثل كل طفل وبالغ مأساة بحد ذاتها يمكن الحديث عنها".

وأوضح أنه "تم رصد قدوم 6 دبابات إلى كتيبة جديا، إضافة إلى جلب مقاتلين، وحركة مكثفة للسيارات والعربات العسكرية على خط النار، كما رصد وصول تعزيزات إلى مدينة البعث، ومئات المقاتلين إلى اللواء 90"، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تبدأ العمليات العسكرية على محور بلدتي الصندانية الغربية والحمدانية، في حين لا تزال الأوضاع متوترة في ظل ترقب ما يحدث خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأخذت منطقة "مثلث الموت" اسمها من موقعها الجغرافي بين ثلاث محافظات، إضافة إلى ما شهدته من معارك طاحنة بين النظام والمليشيات الموالية له من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية، أشدها في مطلع عام 2015، والتي انتهت بسيطرة النظام على جزء منها وتهجير أهلها.
دلالات
المساهمون