ندوة في واشنطن عن تداعيات عملية عفرين على العلاقات الأميركية التركية

25 يناير 2018
غونول تول أدارت الندوة (تويتر)
+ الخط -

ناقش باحثون أميركيون متخصصون في الشأن التركي، أمس الأربعاء، انعكاس العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية ضد المليشيات الكردية في مدينة عفرين شمالي سورية، وتأثيراتها على العلاقات الأميركية التركية، واحتمالات تصاعد الخلافات بين الجانبين، وتزايد احتمالات وقوع مواجهة بينهما فيما لو انتقلت العمليات العسكرية التركية إلى محافظة منبج في سورية.

وشارك في الندوة، التي نظمها معهد "دراسات الشرق الأوسط" في واشنطن، كل من مساعد مدير السياسات الدولية والأمن القومي في مركز التقدم الأميركي، ماكس هافمان، وأستاذ التاريخ في جامعة لورانس، هاوارد إيزانستات، ومدير البرنامج التركي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، سونر كاغابتي، وأدارت الندوة مديرة البرنامج التركي في معهد دراسات الشرق الأوسط، غونول تول.

وقد أجمعت مداخلات المشاركين على أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن وصلت إلى مرحلة حرجة رغم تاريخية التحالف المشترك. وأشار هافمان، في هذا السياق، إلى تزايد العداء لواشنطن في أوساط الرأي العام التركي بسبب تسليح الأكراد.

ورأى الباحث الأميركي أنّ سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هي انعكاس لتنامي الشعور القومي التركي، محذراً من تصاعد الخلافات بين الطرفين في حال انتقال العملية العسكرية التركية بعد السيطرة على عفرين إلى محافظة منبج لملاحقة قوات الحماية الكردية، الأمر الذي يفتح الباب أمام كافة الاحتمالات بسبب الحضور العسكري الأميركي في منبج على خلاف ما هو عليه الحال في عفرين.

من جهة ثانية، لفت هافمان إلى أنّه يجب التمييز بين المليشيات الكردية التي تحظى بدعم وتسليح مباشر من واشنطن، وبين المليشيات المنتشرة في عفرين، التي أدرجها في فلك النفوذ الروسي، ما يعني أن انتقال العمليات العسكرية إلى منبج قد يسفر عنه احتكاك مباشر مع الأميركيين، ما يتطلب ضبط نفس من قبل الطرفين تحسباً لأي حسابات أو تصرفات خاطئة قد تؤدي إلى مواجهة أميركية تركية في سورية.

بدوره، رأى إيزانستات أنّ على واشنطن حساب خطواتها جيداً وأن لا تضع نفسها في موقع الاختيار بين حليفيها التركي والكردي، لأن تداعيات أي مواجهة مع الأتراك أو أي خطأ في الحسابات العسكرية الميدانية، ستكون له كارثية على المصالح الأميركية.

غير أن مدير البرنامج التركي في مركز دراسات الشرق الأوسط لم يتوقع أن تصل الخلافات بين أنقرة وواشنطن إلى حد المواجهة المباشرة، مشيراً إلى متانة العلاقات الأميركية التركية وتاريخيتها، لكنه حذّر، في المقابل، من الأهداف الروسية لإضعاف دور حلفاء الولايات المتحدة في سورية.

من جهته، توقع الباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط سونر كاغابتي انهيار فصيل قوات الحماية الكردية بعد الضوء الأخضر الروسي الذي أعطي لأنقرة للقيام بعملية "غصن الزيتون". وقال إنّ أسباب الانهيار المتوقع في التنظيم الكردي تتعلق بالعمليات العسكرية، التي تنفذها القوات التركية على الأرض التي تستهدف ضرب البنية العسكرية لهذه المليشيات بعد سحب الغطاء الروسي عنها، إضافة إلى الاعتبارات الكردية الداخلية.



دلالات