كشفت جمعية محاربة السيدا "ALCS" في المغرب، أن عدد المصابين المتعايشين مع مرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز" يصل إلى 20 ألف شخص، وأن 28 في المائة منهم لا يدركون إصابتهم بالمرض.
وقالت الجمعية المتخصصة في توعية المواطنين بخطر المرض والوقاية منه، في مؤتمر مساء الثلاثاء، إنها ستطلق حملة التوعية الوطنية التاسعة في الفترة من 1 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، تحت شعار "الإيدز لا يزال هنا".
وأوضحت أرقام الجمعية أن الإصابة بالمرض تتوزع بشكل شبه متساو بين النساء والرجال في المغرب، وأن الشباب هم الأكثر إصابة بالداء، خصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، ما دفع الجمعية إلى التركيز خلال الحملة الجديدة على الشباب.
وسجلت السنة الماضية 990 إصابة جديدة، فيما توفي 480 مريضا بسبب تداعيات المرض، وقال رئيس الجمعية، مهدي القرقوري، لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة الجديدة (سيداكسيون 2018) تأتي لتكمل المسار الذي دشنته الحملات السابقة، والتي عرفت تضافرا للجهود وحشدا للتبرعات المالية بهدف تطوير برنامج مكافحة الإيدز في المغرب".
وأكمل أن "مخطط مكافحة الإيدز طموح، لكنه يتطلب العديد من المجهودات، والتعاون من الشركاء والفاعلين من مختلف الجهات لتدشين بحوث علمية، وهذا يستوجب دعما ماديا يتأتى من خلال تبرعات الحملة، لكنها غير كافية في ظل ضعف التمويل الوطني والدولي".
والتقى "العربي الجديد" الثلاثيني المغربي المصاب بالإيدز (سعيد)، وسرد تفاصيل معاناته النفسية والاجتماعية في بداية معرفته، "خبر إصابتي كان صدمة فاقت خبر وفاة والدي التي حدثت بعد ذلك. اكتشافي لإصابتي غيرت حياتي. حاولت إخفاء الأمر عن أسرتي وأصدقائي، لكنهم لاحظوا أنني أتردد على إحدى الجمعيات الناشطة في مجال الوقاية من الإيدز، فذاع الخبر، ولم يكن أمامي سوى إبلاغ العائلة بالحقيقة".
ويكمل الشاب أنه لا يستطيع وصف الصدمة التي هزت والديه وإخوته قبل أن ينتشر الخبر بين الجيران والأصدقاء، وهو ما جعله يعيش شهورا باعتباره شخصا "منبوذا"، ويضيف: "ابتعد عني كثيرون خشية العدوى، وهذا يظهر حجم المعلومات المغلوطة المتداولة بين الناس عن المرض".
واسترسل: "استطعت اجتياز هذه المرحلة العسيرة، والتي يعيشها كل مصاب بالإيدز، رغم أن قواي النفسية خارت أكثر من مرة، لكني قررت مواصلة مشوار العلاج وعدم الركون للاستسلام. أصعب ما يقاسيه المريض بالإيدز في المغرب هو النظرة السلبية للمجتمع".
وفطنت جمعية محاربة الإيدز إلى هذا الواقع الذي يلاحق المصابين، فطالبت جميع القطاعات بمحاربة التمييز ضد حاملي الفيروس.