نجيب ساويرس يحول نصف ثروته إلى ذهب ويحذر من الاستثمار في الأسهم

01 مايو 2018
ساويرس في مقابلته مع تلفزيون بلومبيرغ (سيما دياب/ بلومبيرغ)
+ الخط -


كشف رجل الأعمال المصري الملياردير نجيب ساويرس أنه يستثمر في الذهب نصف ثروته البالغة 5.7 مليارات دولار.

وفي مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ"، يوم الإثنين، أبدى ساويرس اعتقاده بأن أسعار الذهب سوف ترتفع أكثر، بحيث تصل الأونصة إلى 1800 دولار، صعوداً من 1310 دولارات تقريباً الآن، محذراً في الوقت ذاته من أن أسواق الأسهم سوف تنهار لأنها أصبحت متداولة حالياً بأكثر من قيمتها الحقيقية.

ساويرس قال للإعلاميَين، تميم إليان ومانوس كراني المذيعين بتلفزيون بلومبيرغ: "في النهاية لديك الصين، وهم لن يتوقفوا عن الاستهلاك. كما أن الناس يتجهون إلى الذهب أثناء الأزمات، ونحن متخمون بالأزمات الآن... انظر إلى الشرق الأوسط وبقية العالم، و(الرئيس الأميركي دونالد) السيّد ترامب لا يساعد".

لكن ترامب يساعد ساويرس بطريقة ما. فإذا كان ممكناً التوصل إلى اتفاق سلام مع كوريا الشمالية، قد تؤتي الاستثمارات المصرية هناك ثمارها في النهاية. فبعد 10 أعوام انتظار لاستعادة أرباحه بسهولة والتحكم بشركة "كوريولينك" (Koryolink) للهاتف النقال التي يمتلكها هناك، يقول ثاني أغنى رجل في مصر إن الاتفاق سيسمح له بجني بعض عائداته.


حول هذه النقطة، يقول ساويرس "أنا أتلقى كل الضربات، فالدفع لشركتي هناك يتم بعملة لا يمكن صرفها بسهولة، لقد وظفت مالاً كثيراً، وأنشأت فندقاً، وفعلت الكثير من الأشياء الجيدة هناك". 

ساويرس، ابن الملياردير المصري أُنسي ساويرس، الذي أسس شركة "أوراسكوم" للإنشاء، يقول تلفزيون "بلومبيرغ" إنه بنى اسماً عبر الاستثمار في قطاع الاتصالات في مصر والأسواق الأقل شعبية، ومنها العراق وباكستان وكوريا الشمالية وبنغلادش.

كما اشترى شركة "ويند تيليكومونيتشوني" (Wind Telecomunicióni) الإيطالية قبل دمجها مع شركة "فيون المحدودة" (Veon Ltd) عام 2011، إلى جانب عدد من أصوله في قطاع الاتصالات.

ومُذاك، عمد ساويرس إلى تنويع استثماراته باتجاه القطاع المالي، بشرائه بنك الاستثمار المصري "بلتون فايننشال القابضة" (Beltone Financial Holding)، ومحاولة شراء  شركة "سي.آي. كابيتال القابضة" (CI Capital Holding) التي كانت مملوكة للبنك التجاري الدولي الخاص، من أجل إنشاء أكبر بنك استثماري في مصر، لكنّ عرضه الشرائي تم رفضه من قبل السلطات في مصر.

كما توسّع ساويرس في أنشطة التعدين، ليصبح، مع عائلته، أكبر مستثمر في القطاع من خلال استحواذه على أسهم في شركة "إيفوليوشن ماينينغ" (Evolution Mining)، وشركة "إنديفور ماينينغ كوربورايشن" (Endeavour Mining Corporation) وشركة "لامنشا ريسورسيس" (La Mancha Resources Inc).

ساويرس قال في مقابلته التلفزيونية: "كان علي أن أُقنع أُمّي في بداية الأمر". لقد كان استثماراً جيداً جداً بالنسبة إلي. لقد بعت في الآونة الأخيرة جزءاً من أسهم شركتي "إيفوليوشن" لأنني أريد الاستثمار الآن في أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية".

وساويرس هو، بحسب تقرير التلفزيون الاقتصادي الأميركي، من عائلة مستثمرين. إذ إن ناصف ساويرس، شقيق نجيب الأصغر وأغنى رجل في مصر، هو أكبر مساهم ومدير تنفيذي في شركة "OCI NV" المنتجة للأسمدة. كما أنه أكبر مساهم في شركة المقاولات والهندسة "أوراسكوم للإنشاءات المحدودة". وقد اتخذ من خارج مصر مقراً لشركاته بعد نزاع ضريبي مع حكومة محمد مرسي عام 2013 والتي اتهمته بالتهرب الضريبي، ووافق ساويرس بالفعل على تسوية مالية يدفع بموجبها أكثر من 7 مليارات جنيه ما يعادل 1.14 مليار دولار لخزانة الدولة، الا ان وقوع الانقلاب العسكري في مصر منتصف 2013 حال دون استعادة الحكومة أموال التهرب الضريبي.

وقال ساويرس إن رؤيته للمملكة العربية السعودية تأثرت سلباً بسبب حملة قمع الفساد التي أدّت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى اعتقال أمراء ومليارديرات بارزين، معتبراً أن السلطات السعودية تحتاج إلى ضمان حُكم القانون والنظام والشفافية.

في المقابل، يُعطي ساويرس الأولوية للاستثمار في وطنه مصر، بعد "برنامج الإصلاح" المدعوم من صندوق النقد الدولي الذي بدأ عام 2016. وهو يرى أن هذا البرنامج، برفعه كل القيود المفروضة على العملة وتخفيضه الدعم، قد عزّز ثقة المستثمرين باقتصاد أكبر دولة عربية بعدد السكان.

كما أنه يخطط للمرة الأولى في سوق العقارات "المزدهر" في مصر هذا العام، بعد استخدامه استشارياً قال إن الطلب كان قوياً، متجاهلاً مباعث القلق حدوث فقاعة في هذا السوق.

وانتهى ساويرس إلى القول إن "عائلتنا تستثمر الكثير الآن، لأننا نرى الفرص... ليس بداعي الوطنية أو الدعاية أو أي شيء من هذا القبيل".

(العربي الجديد)

المساهمون