هنّ لسن فنانات يحملن الجنسية السورية فقط، بل صاحبات رصيد تمثيلي واسع لدى الجمهور العربي فرض نفسه لسنوات، فصدّر أسماء مجموعة من الممثلات السوريات إلى الواجهة في الوطن العربي. بعضهنّ اختارت أن تبحر بين مصر ولبنان والخليج فتاهت، وبعضهن الآخر قرَّرن الحفاظ على توازن معين، لتظلَّ الهويَّة السورية كدور هي الأبرز، ومع استئثار الفنانات اللبنانيات والمصريات بدور البطولة النسائية في الأعمال المشتركة لسنوات عدة. غابت أمل عرفة وسلافة معمار وكاريس بشار عن المسلسلات المشتركة إلا في ما ندر، لكن يبدو أن الموسم المقبل سيحمل فرصة لاسترداد الفنانات السوريات البطولة في أعمال محلية ومشتركة ذات طابع سوري، نستعرض أبرزها.
سلافة معمار في "أرض محروقة"
ما زالت أعين الجمهور ترنو إلى أداء سلافة معمار الاستثنائي في مسلسل "قلم حمرة" بقسماتها وتعبير وجهها والصراع الذي عاشته الشخصية في المعتقل. بعدها قدمت سلافة دوراً شريراً ماكراً في "خاتون"، ودور القاتلة المجرمة في "وردة شامية"، والملكة القلقة على العرش في "أوركيديا". لتهرب الأعمال الاجتماعية من سلافة، أو تهرب سلافة من القبول بنص يقل قيمة عما قدمته سابقاً. فرغم حضورها الجميل في "دومينو"، إلا أنه لم يحقق شهرة واسعة، فيما عانت خماسية "امرأة كالقمر" في مسلسل "أهل الغرام" من صعوبات تسويقية واجهت العمل. وحين أطلت سلافة قبل عام في حلقة من مسلسل "شبابيك" بعنوان "الزائرة"، خطفت قلوب من تابعها، وكثرت الدعوات لعودة سلافة في بطولة مسلسل اجتماعي معاصر. فصرحت سلافة من مهرجان الجونة مؤخراً أنها تشتاق إلى العمل مع زملائها في المعهد العالي للفنون المسرحية، مثل تيم حسن وباسل خياط وقصي خولي. ويشكل التصريح محاولة مبطنة من سلافة، ربما، لاستقطاب أحد هذه الأسماء لبطولة مسلسلها المقبل "أرض محروقة"، من نص إيمان السعيد وإخراج الليث حجو. والمقرر البدء بتصويره مطلع العام المقبل من دون تحديد اسم البطل المجاور لسلافة في العمل حتى الآن. فما هو رهان سلافة على هذا العمل؟ وهل تحرق العيون دمعاً بعدما ألهبت القلوب بحمرة شفتيها؟
أمل عرفة... فنون بالجملة
بعد تأخر عرض مسلسلها الكوميدي "سايكو" لمدة عامين، كان على الفنانة أمل عرفة الحضور على الشاشة، فاختارت تقديم برنامج تلفزيوني يحمل اسم "فيه أمل"، إلا أن أمل لم تدخر جهداً للعودة إلى الشاشة بعمل كوميدي جديد يحمل اسم "كونتاك"، وبذلك تكون أمل من القلائل بين نجمات الصف الأول المنحازات للكوميديا، إذ تحاول عبر كتابة النصوص والتمثيل التأسيس لشخصيات كوميدية مستقلة تثبت حضورها في الذهن كما حدث مع شخصيتها الأشهر "دنيا". وهذا ما أثبته تحدي لعبها لخمس شخصيات معاً في مسلسل "سايكو". إلا أن حضور أمل في الدراما الاجتماعية تعثر بعد مطب مسلسل "جريمة شغف" الذي يعد المشاركة الوحيدة لأمل في الدراما المشتركة. فحاولت تخطي التجربة عبر عدة مشاركات لاحقة لم ترتقِ لموقعها كنجمة صف أول في سورية.
كاريس بشار... حضور مرتبك
لعل الأكثر حضوراً بين نجمات الصف الأول في السنوات الماضية هي كاريس بشار. بعد أدائها الآسر في "غداً نلتقي" ولقائها بسلافة معمار في "قلم حمرة"، قدمت كاريس عدة أدوار، بعضها كان موفقاً، والآخر تعثر في تحقيق المكانة المناسبة. فأطلت في جزأي مسلسل "خاتون"، وقدمت دور زبيدة في مسلسل "هارون الرشيد"، قبل أن تطل كوميدياً في "هواجس عابرة" ومؤخراً في المسلسل المعدل لمرات عدة "كوما". لا يخفى عن أحد الصدق الذي تبديه كاريس أمام الكاميرا، وتوضح ذلك جلياً في حلقاتها بمسلسل "شبابيك"، لكنها لم تنصف في مشاركتها المشتركة الوحيدة ضمن مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة" حيث هُمِّش وجودها على بوستر العمل الرئيسي. هذا الموسم، تعود كاريس للبطولة بعملين حتى الآن، الأول هو ترشيحها شبه النهائي لمشاركة عابد فهد مسلسل "دقيقة صمت"، برغم وجود اسم اللبنانية ستيفاني صلبيا كاسم للتوزيع، مع مناصفة الفنان بسام كوسا بطلة مسلسل شامي بعنوان "سلاسل دهب" بعد غيابهما عن التمثيل معاً لسنوات عدة. ورغم المساحة غير الكبيرة لدور كاريس في "دقيقة صمت" إلا أنها تشكل محطة بارزة لحضورها في دراما اجتماعية سورية من المتوقع أن تخلق إشكالاً عند العرض.
سلاف فواخرجي... بانتظار العرض
في مغامرة للعودة بقوة، قدمت الفنانة سلاف فواخرجي العام الفائت بطولة مسلسل "هوا أصفر". ورغم الإنتاج السوري للمسلسل وإشراك عناصر لبنانية فيه للتسويق. لكن المسلسل لم يبع برغم الصبغة المشتركة المقحمة. سلاف نفسها قدمت في السنوات الماضية عدة أعمال اجتماعية وشامية لم تحقق حضوراً عربياً كبيراً، كونها أنتجت على نطاق محلي ومن مؤسسات مرتبطة بالنظام بشكل مباشر. في هذا الموسم من المرجح أن تعود سلاف لبطولة الجزء الثاني من مسلسل "بكرا أحلى"، الذي حقق نجاحاً كبيراً في جزئه الأول قبل عشر سنوات، مع صعوبة تحقيق الجزء الثاني المرتقب شهرة توازي الأول لغياب بطلي المسلسل يارا صبري ومحمد أوسو بسبب مواقفهما المعارضة للنظام. إذاً، هي فرصة لممثلات الصف الأول في سورية لعودتهن، بأعمال تحقق توازناً لحضور النجمة السورية عربياً، في ظل تآكل هذا الدور تدريجياً لصالح حسناوات عربيات قادمات من عالم الموضة ومسابقات الجمال، ولسن ممثلات.