تشهد الإدارة الداخلية لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ومناطق حلفائه شرق ووسط البلاد، ترتيبات داخلية حثيثة تهدف إلى القضاء على الخلافات المتنامية التي وصلت إلى حد المعارضة في بنغازي خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن كتيبة 106 الخاصة التي يقودها صدام، نجل حفتر، تشن حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق، بدءا من برسس، شرق بنغازي، وصولاً إلى راس الأنوف، وسط منطقة الهلال النفطي.
وقالت المصادر لــ"العربي الجديد"، إن "الكتيبة لديها أوامر مباشرة من حفتر باعتقال أي مشتبه به يمكن أن يتسبب بإحداث فوضى أمنية في المناطق التي يسيطر عليها"، مؤكداً أن المعتقلين بالعشرات.
وبحسب إعلانات قيادة قوات حفتر، فإن الأخير يكثف في الآونة الأخيرة من لقاءاته مع زعماء قبائل نافذة في الشرق الليبي في محاولة منه للتقرب من جديد منها، كان آخرها لقاؤه بزعماء قبيلة المغاربة التي تقطن وسط البلاد والمعروفة بدورها الكبير في تسليم منطقة الهلال النفطي، وسط البلاد، التي تعتبر من أراضيها وتحت سيطرة قواتها إلى قوات حفتر.
وتأثرت سلطة حفتر شرق البلاد بقوة معارضة القبائل، إذ تعيش بنغازي على وقع فوضى أمنية بسبب الاحتجاجات المتتالية من قبيلة البراغثة التي تطالب بالكشف عن مصير ابنها المغيب في سجون حفتر، النقيب فرج قعيم، وكيل وزارة داخلية حكومة الوفاق، منذ أشهر، كما أن مساعي حفتر لاقتحام مدينة درنة اصطدمت مع معارضة قبيلة العبيدات المحيطة بدرنة الرافضة للزج بأبنائها في معركة جديدة في درنة على غرار معارك بنغازي.
وتضيف المصادر أن "حفتر يسعى حالياً للتهدئة القبلية ومحاولة اختراق هذه القبائل من خلال موالين له داخلها لضمان عدم تمردها في حال استمرت الاعتقالات الحالية".
وفي سياق متصل، يبدو أن حفتر بدأ في استبدال شاغلي المناصب العسكرية والأمنية الحساسة على غرار تغيير مواقع بعض الكتائب والمجموعات المسلحة بغية تشتيت اتصالاتها ببعضها، فقد كشف المتحدث باسم القوات الخاصة، العقيد ميلود الزوي، عن حركة تنقلات جديدة وتكليفات بعض الضباط.
وبحسب الزوي، في منشور على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، تضمنت حركة التكليفات والتنقلات كلا من اللواء مفتاح النزال، من هيئة الإمداد والتموين إلى إدراة التدريب العسكري، واللواء ناجي المغربي من آمر الكتيبة 298 لآمر حرس المنشآت النفطية.
كما تم تكليف اللواء مراجع العمامي آمراً للكلية العسكرية واللواء هاشم بورقعه من الكلية العسكرية إلى آمر إدراة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، وأخيراً تعيين اللواء مفتاح شقلوف آمر المنطقة العسكرية في بنغازي.
وبحسب المصادر، فإن تعيين اللواء ناجي المغربي تأتي في إطار إعادة توطيد حفتر لعلاقته مع قبيلة المغاربة التي أعربت عدة مرات عن انزعاجها من مواقف حفتر الذي سلمته الهلال النفطي، فتعيين اللواء ناجي أبرز أبنائها آمرا لحرس المنشآت النفطية لا يعدو كونه ترضية وامتصاصا لأي غضب، ولا سيما أنه أقال أبرز قادتها العسكريين وهو اللواء ونيس بوخمادة من منصب آمر غرفة عمليات أمن بنغازي قبل أسابيع.
وتشير المصادر إلى أن نقل اللواء شقلوف إلى ساحة بنغازي يتساوق مع الترتيبات الجديدة التي يعمل عليها حفتر حاليا، فبعد أن استبعد اللواء بوخمادة جاء باللواء شقلوف بديلاً عنه وهو المتحدر من القبيلة ذاتها.
ورجحت المصادر أن يواصل حفتر نقل وحدات من قوات الصاعقة إلى الجنوب الليبي للزج بهم في معاركه المرتقبة هناك، لافتة إلى أن أغلب تلك العناصر المقاتلة من الصاعقة هم من أتباع تيار المداخلة الذي زادت سيطرته على بنغازي ويعتبر الرائد محمود الورفلي المعتقل لديه من أبرز رجال الصاعقة المنتمين لهذا التيار الديني.