نتنياهو يقطع الطريق على مقترحات كيري

27 يناير 2014
+ الخط -

قطع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الجمعة، في مؤتمر صحافي في دافوس، الطريق كليا أمام احتمالات نجاح مهمة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، معلناً أنه لا يعتزم بأي حال من الأحوال إخلاء أي من المستوطنات الإسرائيلية وأن اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين ليس على جدول الأعمال.

واعتبر نتنياهو إن الهدف من جهود كيري يتلخص في الوصول إلى إطار اتفاق يتيح استمرار المفاوضات لإحراز تقدم في المسيرة السلمية، وإن كان لا يستطيع التكهن بمصير جهود كيري.
وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل تصاعد وتعزيز التنسيق بين القوى الليكودية الداخلية المعارضة مبدئياً لفكرة قيام دولة فلسطينية والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حدود العام 67، مع أقطاب حزب "البيت اليهودي".
تنسيق تجلى في تقديم جملة قوانين تمنع الحكومة الإسرائيلية من التنازل عن مناطق غور الأردن، فضلاً عن محاولات لسن قانون يحظر على رئيس الحكومة التفاوض على مستقبل القدس.
وفي السياق، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة، إلى أن إشكاليات نتنياهو تتمثل عملياً في تمكن فريق الليكوديين الأربعة، المعارضين علناً لسياسة نتنياهو وهم زئيف إلكين(نائب وزير الخارجية) ويرون يريف (مدير الائتلاف الحكومي، وداني دانون (نائب وزير الأمن) وتسيبي حوطيبيلي (نائة وزير المواصلات) من التموضع إلى يمين حزب البيت اليهودي.
وبالتالي فإن أي استقالة لأي منهم على خلفية قبول مقترحات كيري ستضطر حزب البيت اليهودي وزعيمه نفتالي بينيت إلى الاستقالة من الائتلاف الحكومي، دون إتاحة المجال أمام نتنياهو لاستبدال حزبه (البيت اليهودي) بحزب شاس مثلاً لأنه سيواجه أصلا تمرداً داخل الليكود أيضاً. وقد أعلن يرون يريف في مقابلة مع صحيفة “يسرائيل هيوم”، ان نتنياهو تعلم درس شارون، وهو يدرك أنه لا يمكنه أن يقوم بأي خطوة سياسية بهذا الحجم باسم الليكود، وهو ما سبق أن أدركه شارون نفسه عشية الانسحاب من غزة، فقام بداية بتشكيل حزب كديما. لكن المشكلة لدى نتنياهو أنه لن يكون قادراً على اتخاذ خطوة مشابهة، وبالتالي فإن نتنياهو يحاول حالياً المناورة من خلال الحديث عن تمديد أمد المفاوضات لسنة على الأقل، دون الالتزام بنتائج هذه المفاوضات، بل استغلال الوقت لتنظيم تحركاته المستقبلية.
وفيما يحاول نتنياهو، كما فعل في دافوس أمس، الإصرار على مطلب الاعتراف بيهودية الدولة، كورقة يعتبرها رابحة من حيث رفض الفلسطينيين لها، وبالتالي تقاسم عبء فشل المفاوضات، فقد أعلن نائب الوزير أوفير أكونيس عبر مقالة طويلة في نفس صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين هو في واقع الحال صراع وجود وليس صراع حدود.
وأكد أكونيس، الذي كان بدأ حياته السياسية مساعداً برلمانياً لنتنياهو في أواسط التسعينات ويعتبر من المقربين له، رفض الليكود والتيار المركزي في الليكود لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية.

دلالات
المساهمون