رفض وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، الإنذار الذي وجّهه له رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعدم لقاء ممثلي جمعية "يكسرون الصمت"، وأصرّ على اللقاء بنشطاء الجمعية، فيما ردّ نتنياهو على ذلك بإلغاء اللقاء، الذي كان مقرراً بينهما، على الرغم من توجهات من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعدم إلغاء اللقاء المذكور، بحسب ما ذكر موقع "معاريف".
وتأتي خطوة نتنياهو هذه، بحجة الثبات على موقف حكومته برفض أي لقاء بين الجهات الدولية المختلفة، مع ممثلي جمعيات "تسيء"، بحسب نتنياهو، إلى "جنود جيش الاحتلال وإلى سمعتهم"، في ما يبدو أنها محاولة من نتنياهو لكسب مزيد من التأييد في صفوف اليمين الإسرائيلي.
وأوضح المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية "العاشرة"، موآف فاردي، اليوم الثلاثاء، أن نتنياهو سيخرج رابحاً من هذا الملف، لأنه وإن بدا الأمر كافتعال أزمة دبلوماسية مع ألمانيا إلا أن الطرف الألماني، يسعى للتخفيف من حدتها، خاصة أن الرئيس الإسرائيلي، رؤابين ريفلين، التقى بالوزير الألماني غابرييل.
وأشارت القناة "العاشرة" إلى الموقف الألماني القائل إنه لا يمكن الاكتفاء في سياق العلاقات مع الدول المختلفة، بلقاء ممثلي الحكومة والمؤسسات الحكومية، وإن ألمانيا تولي بشكل خاص أهمية للعلاقات واللقاءات مع ممثلي المجتمع المدني والجمعيات الأهلية.
وتعتبر جمعية "يكسرون الصمت" إحدى أكثر الجمعيات الإسرائيلية المكروهة من قبل حكومة وأوساط اليمين في إسرائيل، بفعل نشاطها في توثيق شهادات لجنود الاحتلال أنفسهم عن الممارسات والجرائم التي يرتكبها هؤلاء أثناء خدمتهم العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوثيق انتهاك الاحتلال لحقوق الإنسان فيها.
إلى ذلك، أقرت وزارة الأمن الإسرائيلية، بقيادة أفيغدور ليبرمان، عدم السماح للشبان الإسرائيليين بأداء الخدمة الوطنية كمتطوعين في هذه الجمعية.
وكان غابرييل قد التقى في وقت سابق اليوم، إلى جانب الرئيس الإسرائيلي، بزعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، الذي أصدر بعد اللقاء بياناً ندّد فيه بموقف نتنياهو، واتهمه بأنه يضر بالعلاقات الاقتصادية مع ألمانيا.
وفي هذا السياق، أشارت القناة العاشرة إلى أن الوزير الألماني، كان هو من قرر منح إسرائيل إعفاء بحجم 150 مليون دولار من ثمن الغواصات الثلاث، التي تعتزم حكومة الاحتلال شراءها من ألمانيا، وذلك عندما كان غابرييل وزيراً للاقتصاد.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن صحيفة "دير شبيغل" الألمانية وصفها قرار نتنياهو بأنه إهانة دبلوماسية.