ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى قوله إنّه بالرغم من أنّ هذه التفاهمات ستطاول "كبح وتقييد" البناء الاستيطاني، إلا أنّ نتنياهو يعتقد بأنّها لن تمسّ بائتلافه الحكومي الحالي.
وأضاف، بحسب الصحيفة: "نحن نبحث عن القاسم المشترك مع الأميركيين الذي يمكّن استمرار بناء المستوطنات، وفي الوقت ذاته الدفع بعمليات سياسية في مجالات كثيرة".
وتأتي هذه التصريحات، بعد اللقاء الذي عقده موفد الرئيس ترامب، جيسون غرينبلت، مع نتنياهو، أمس الثلاثاء، واستمر خمس ساعات متواصلة، تناول أفكاراً لتحريك العملية السلمية مع الجانب الفلسطيني، مع التركيز بشكل خاص على التوصل لمعادلة بشأن مواصلة البناء الاستيطاني على نطاق أوسع مما تضمّنته تفاهمات جورج بوش- أرئيل شارون العام 2004.
وفيما تبدي الإدارة الأميركية موافقة للبناء داخل المستوطنات القائمة، وفق تفاهمات بوش-شارون، فإنّ إسرائيل تسعى للحصول على موافقة للبناء في كافة أنحاء مناطق نفوذ هذه المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تصل مساحتها إلى 10% من أراضي الضفة والقدس المحتلتين.
ووصف نتنياهو محادثاته مع المبعوث الأميركي بأّنها "جيدة وعميقة"، ومن المقرر أن يلتقيا معا مرة أخرى قبل أن يغادر المسؤول الأميركي المنطقة.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء: "لا أستطيع القول إنّنا توصّلنا إلى اتفاق، ولكن نحن في خضم عملية متواصلة من الحديث والحوار الحقيقي والصادق بالمفهوم الإيجابي للكلمة، وهي لا تزال بعيدة عن عين الإعلام".
وبحسب ما تنقل "هآرتس" عن الموظف الإسرائيلي، فإنّ "الصورة ستتضح خلال أسابيع، وسنصل إلى تفاهمات حول حدود البناء في المستوطنات، وما هو متاح وما لا يمكن القيام به، خاصة وأنّنا نعمل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية ولا نعمل من طرف واحد، ونريد التوصّل إلى سلسلة من المبادئ المتفق عليها، حتى لا نعود لفترة (باراك) أوباما، حيث كانت دائماً هناك مواجهة على كل عملية بناء في المستوطنات ولو لشرفة".
وأوردت الصحيفة أنّ ديوان نتنياهو ناقش مؤخراً مقترح تجميد البناء في المستوطنات النائية، مقابل البناء بشكل "مكثّف وحر" في الكتل الاستيطانية الكبيرة مثل "غوش عتصيون" و"معاليه أدوميم" و"أريئيل".
وفيما يؤيد وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان هذا الاقتراح، يخشى نتنياهو من أن يؤدي اعتماده إلى انسحاب حزب "البيت اليهودي" من الائتلاف الحكومي.