نتائج العمليات القيصرية تتجاوز الأم والطفل

10 يناير 2017
أفكار خاطئة عن الحاجة لعملية قيصرية (فيليب هيغواين/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" البريطانية أنّ عدد الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية، يؤثّر على التطوّر البشري بشكل عام. وأشارت إلى أنّه حين يسمح للنساء اللواتي يمتلكن منطقة حوض ضيقة بالولادة فهنّ يمرّرن جيناتهن إلى الأجيال المقبلة، ما يؤدي إلى المزيد من الولادات القيصرية. ويقدّر العلماء ارتفاع عدد حالات الولادات القيصرية من 30 بالألف عام 1960 إلى 36 بالألف اليوم.

تاريخياً، وقبل اكتشاف الولادة القيصرية، كان يقضى على تلك الجينات بسبب موت الأم والطفل أثناء المخاض. وبغية الحصول على المزيد من المعلومات، تحدّثت "العربي الجديد" إلى الطبيب المتخصص في التوليد والأمراض النسائية، الدكتور طارق أبو قاسم، من مستشفى "سوليهول" في برمنغهام. يقول، إنّ من المبكر جداً أن نحكم بشأن هذه الدراسة، كونها مسألة تتطوّر مع الزمن وقد تحتاج إلى أجيال عدّة قبل أن تصبح منطقة الحوض لدى المرأة أصغر. حينها قد تصبح مشكلة لدى الجنس البشري في عمليات الولادة.

ويلفت أبو قاسم إلى أنّ الولادة القيصرية ارتفعت نسبتها في بريطانيا والعالم الغربي، على الرغم من أنّها تؤدي إلى مشاكل خطيرة عند الجراحة، ومنها التصاق المشيمة بالرحم ما قد ينتج عنه وفاة الأم. يكمل أبو قاسم، إنّ القانون في بريطانيا يعطي المرأة حرية اختيار نوع الولادة، لكن تجتمع لجنة في حال إصرار الحامل على الولادة القيصرية أو حتى الطبيعية التي من الممكن أن تشكّل خطراً على الجنين وعلى الأم. ويقدّم استشاريون النصيحة لها، على أن توقّع تعهداً بتحمّل المسؤولية، في حال تمسكت بقرارها.

ويؤكّد أبو قاسم، أنّ الطب المبني على الأدلّة يتطلّب دراسات بحثية عديدة وفي مراكز متعدّدة كي تثبت صحّة الدراسة. ويعطي مثالاً على ذلك في أنّ تناول الأسبيرين لمنع تخثّر الدم والحماية من الجلطة، لم يُعترف به ويطبق إلاّ بعد إجراء مئات الدراسات. لذلك، يجب إجراء كثير من الاختبارات العلمية قبل البتّ بصدق هذه الدراسة.

ولفتت الدراسة إلى وجود اعتقادات خاطئة عن الحاجة إلى عملية قيصرية، منها حجم جسد المرأة الصغير أو حجم الطفل الكبير. مع ذلك، فإنّ التخطيط لعملية قيصرية قد يكون ضرورياً، إن كانت المرأة حاملاً بتوأم أو كانت وضعية الطفل خاطئة، أو كان سيولد قبل أوانه، أو كانت مشيمته منخفضة، أو كانت الأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (أيدز) أو التهاب الكبد، وغير ذلك.

دلالات
المساهمون