وبينت النتائج أنّ أياً من المعسكرين، معسكر نتنياهو والمعسكر المناهض له لم يتمكن من تحقيق أغلبية 61 صوتاً تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي، حيث يحصل معسكر اليمين بقيادة نتنياهو بدون مقاعد حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان (9 مقاعد لغاية الآن) على 56 مقعداً .
ويحصل المعسكر المضاد الذي يشمل أحزاب "كاحول لفان"، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية، و"المعسكر الديمقراطي" وحزب "العمل" على 55 مقعداً.
لكن هذه النتائج ليست نهائية وينتظر أن تنتهي عملية فرز الأصوات عند ظهر اليوم الأربعاء، مع بقاء عملية فرز أصوات الجنود والمساجين والمرضى في المستشفيات والسلك الدبلوماسي.
ويعني هذا أنّ أي تغيير في عدد مقاعد الحزبين الكبيرين أو الأحزاب المحسوبة على كل من الحزبين قد يغير مبنى الخريطة الحزبية وتكون له تداعيات على السيناريوهات المختلفة لتشكيل الحكومة القادمة.
وتبدو صورة الوضع في إسرائيل، بعد النتائج المذكورة، أنّ نتنياهو فشل في تحقيق غايته المركزية بالوصول إلى 61 مقعداً وجعل "الليكود" أكبر حزب، مع ذلك فإنّ موازين القوى لا تمنح خصومه قوة لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما قد يدخل إسرائيل في أزمة في حال لم ينضم ليبرمان بمقاعده التسعة لائتلاف بقيادة نتنياهو، أو لم يتم التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين الليكود و"كاحول لفان"، سواء كانت بمشاركة ليبرمان، وبدون أحزاب "الحريديم"، أو حكومة وحدة وطنية مع "الحريديم" وبدون حزب ليبرمان.
نتنياهو: حكومة "قوية"
وأعلن نتنياهو رئيس حزب "الليكود"، أنّه سيسعى إلى تشكيل ما وصفها بحكومة صهيونية "قوية"، مضيفاً وسط تكرار التحريض على الأحزاب العربية أنّه "في الأيام القادمة سأجري مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية، ومنع تشكيل حكومة خطيرة مناهضة للصهيونية، ولن تكون بأي حال حكومة في إسرائيل تستند إلى الأحزاب العربية المعارضة للصهيونية التي لا تعترف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي، وتمجد الإرهابيين".
وواصل نتنياهو، في خطاب أمام أنصاره، مساء الثلاثاء، اتهام إيران بأنّها تشكل "الخطر الوجودي الأكبر" على إسرائيل.
غانتس: حكومة وحدة وطنية
في المقابل، أعلن غانتس أنّه سيسعى لتشكيل حكومة "وحدة وطنية واسعة"، دون أن يشير إلى تعهداته السابقة بعدم التحالف في حكومة واحدة مع نتنياهو.
وقال غانتس، في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية، مساء الثلاثاء، إنّه بدأ بـ"المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة"، كما أجرى محادثات مع رئيسي حزبي "المعسكر الديمقراطي" و"العمل-غيشر"، وهو ينوي "التحدث مع ليبرمان، خلال الأيام القريبة وشركاء آخرين".
ودعا غانتس الخصوم السياسيين إلى "وضع حد للخلافات جانباً، من أجل مجتمع صالح ومتساو".
ليبرمان: حكومة موسّعة
بدوره، أعلن ليبرمان، مساء الثلاثاء، أنّه لن يكون هناك مفر من تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية موسّعة بدون أحزاب "الحريديم" تتكون من "الليكود" و"يسرائيل بيتينو" و"كاحول لفان".
وقال ليبرمان، في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية، مساء الثلاثاء، إنّ "موقفنا كان قبل الانتخابات، وهو نفسه بعد الانتخابات: تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة أفضل من الحكومات الضيقة".
ودعا ليبرمان رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين، إلى عدم انتظار النتائج الرسمية، الأربعاء المقبل، والمبادرة لعقد لقاء مشترك يجمع نتنياهو وغانتس لحثهما على تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبراً أنّه "لا يوجد سيناريو آخر، بفعل الظروف الأمنية والاقتصادية التي تحيط بدولة إسرائيل".
وقال ليبرمان "أنا أوصي رئيس الدولة من الآن وقبل صدور النتائج الرسمية بأن يدعو كلّاً من نتنياهو وغانتس إلى تشكيل حكومة وطنية، حتى إذا لم أنضمّ إليها، وذلك أفضل من حكومة ضيّقة غير مستقرّة".
وردّ وزير القضاء أمير أوحانا من "الليكود" على تصريحات ليبرمان، بالقول إنّ "الليكود لن يتخلى بأي حال من الأحوال عن شراكته مع الأحزاب الحريدية"، واقترح بديلاً على مقترحات ليبرمان حكومة وحدة وطنية تشمل "الحريديم" و"كاحول لفان" وحزب "العمل" (غيشر).
في المقابل، أعلن موشيع غافني من حزب "يهدوت هتوراة" الحريدي، أنّ الأحزاب الحريدية "لا تعارض حكومة وحدة وطنية"، ولكن بشرط ألا تشمل هذه الحكومة حزب "يئير لبيد" المندمج في تحالف "كاحول لفان".