نبيل المالح.. آخر مشهد لصاحب "كومبارس"

24 فبراير 2016
(1936 - 2016)
+ الخط -

عن 80 عاماً، رحل اليوم، في دبي، المخرج السينمائي السوري نبيل المالح. بعيداً عن مسقط رأسه، دمشق، التي غادرها منذ اندلاع الثورة السورية، سيبقى صاحب "بقايا صور"، حيث سيوارى الثرى في دبي أيضاً.

في الخمسينيات، شدّ المالح رحاله إلى براغ لدراسة الفيزياء النووية. هناك، أتيح له أن يمثّل دور كومبارس في فيلم ما، ليكتشف السينما، ويدرسها في تشيكوسلوفاكيا، ويحصل على درجة الماجستير في الإخراج السينمائي والتلفزيوني.

في عام 1969، أنجز المخرج أول أفلامه، "إكليل الشوك"، وكان روائياً قصيراً. بعد عام، قدّم ثلاثية "رجال تحت الشمس"، وكان فيلماً من ثلاثة أعمال سينمائية، هي "المخاض" و"الميلاد" و"اللقاء"، من إخراج محمد شاهين ومروان المؤذن ونبيل المالح. كتب السيناريو، حينها، كل من نجيب سرور وقيس الزبيدي وشاهين والمؤذن والمالح.

كانت هذه الثلاثية بمثابة تعبير عن الانحياز لقضية الشعب الفلسطيني؛ فهي مستوحاة من رواية غسّان كنفاني "رجال في الشمس". في عام 1972، قدّم المالح فيلمه "الفهد"، المأخوذ من رواية الكاتب السوري حيدر حيدر. عملٌ يتطرّق إلى أنظمة ما بعد الاستعمار، وممارساتها القمعية والإقطاعية.

في بداية الثمانينيات، اتّجه المالح إلى الولايات المتحدة لتدريس السينما في تكساس وكاليفورنيا. شكّلت هذه الخطوة بداية رحلة ستمتد لعقدين، أمضى معظمها في اليونان؛ حيث كتب سيناريو فيلمه "كومبارس" الذي يحكي قصة رجل بسيط يعمل مع الممثلين ككومبارس.

لم تقتصر تجربة المالح على الأفلام الروائية القصيرة والطويلة فقط، بل عمل أيضاً في الأفلام التسجيلية، وآخرها كان "عالشام.. عالشام". أُنتج العمل في 2006، لكن مُنع العرض في سورية. ولم ير النور إلا في 2012؛ حيث عُرض في دبي.

يتطرّق العمل إلى أهل الريف السوري، وأسباب هجرتهم إلى دمشق، من خلال شهادات لمهاجرين. يتعرّف المشاهد إلى دوافع هذه الهجرة، والتي يتعلّق معظمها بالبحث عن لقمة العيش، لعدم توفّر فرص عمل في القرى حيث يقطنون.

"عالشام.. عالشام" هو آخر أعمال المالح. وبعيداً عنها غادر عالمنا.


اقرأ أيضاً: نذير نبعة.. في غياب صاحب التجليات الدمشقية

دلالات
المساهمون