سحر عابدين مديرة ومدربة فرقة "نبع التراث" المقدسية قالت لـ"العربي الجديد": "تأسست الفرقة سنة 2008 من مجموعة شبابية مقدسية، الهدف منها الحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني الذي حاول الاحتلال سرقته وطمسه".
وأضافت: "تضم الفرقة حالياً 80 راقصاً وراقصة، من بينهم مجموعة براعم أعمارهم ما بين 5 إلى 14 سنة، أما الكبار فهم من عمر 14 حتى 22 سنة، وكانت بداية الفرقة الرقص الفولكلوري والغناء، إلا أنها حالياً فرقة رقص فولكلوري فقط".
تقدّم الفرقة رقصاتها على أنغام الأغاني التراثية وموسيقى الفنون الشعبية، وستكون لها موسيقاها وأغانيها الخاصة خلال الصيف القادم. وتلفت عابدين إلى أن الفرقة اشتركت في تقديم عروض فنيّة خلال مهرجانات وحفلات منها مهرجان فلسطين الدولي، ومهرجان التراث، وفعاليات يوم الأرض ويوم الأم، وفي جامعة الشرق الأوسط بالأردن، وحصلت الفرقة على جوائز عدة منها جائزة الأسير علاء البازيان للإبداع الفني.
وتقول: "لا يوجد مقر يحتضن الفرقة، ومنذ تأسيس الفرقة وحتى الآن تم استئجار أكثر من قاعة لتتدرب الفرقة، ولم يدعم أحد الفرقة بل كان العمل بجهود شخصيّة مني، حتى عام 2014 تم إدخال الفرقة في مشروع دعم الشباب المقدسي الذي تدعمه مؤسسة التعاون عن طريق الشريك مركز الفن الشعبي، ومن هنا صار للفرقة زيّها الخاص الذي ترتديه خلال العروض والحفلات".
قدمت الفرقة أخيراً عرضاً تحت عنوان "حنجلة"، عبر 11 لوحة راقصة، تحكي عن بداية الرقص الشعبي وإحياء الموسيقى التراثية القديمة من ظريف الطول إلى أغان لأم الشهيد وللأسير، وأغاني الأفراح والأعراس، في مزيج ما بين الألم والأمل.
وأُهدي عرض "حنجلة" لأحد أعضاء الفرقة الأساسيين، الأسير بكر عويس، الذي اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ خمسة أشهر، ولا يزال معتقلاً من دون محاكمة، كذلك أُسر ثلاثة أعضاء وحكم عليهم بالحبس البيتي، ما جعل هذا العرض تحدياً، بالإضافة إلى صعوبة وصول الأعضاء إلى مقر التدريب، وتخوّف الأهل من الأوضاع التي تشهدها مدينة القدس.
لكن عرض "حنجلة" شهد حضوراً كثيفاً، لأن أهالي القدس متعطشون للفرح، وخاصة بعد الضغوط التي تعرضوا لها خلال الانتفاضة الحالية، وندرة الخروج من بيوتهم خوفاً على حياتهم.
اقرأ أيضاً: 4 احتمالات عن سبب توقف شخصيّة الرجل الحديدي