الفنان السوري، ناصيف زيتون، نجم برنامج "ستار أكاديمي"، يستعد لإطلاق أغنية جديدة في الشهر الأول من 2018، وهي بعنوان "مَنُّو شرط" لتكون باكورة ألبومه الجديد، والذي يعتزم إصداره قريباً، وهو الألبوم الثالث في مسيرته الفنية. الأغنية من كلمات علي المولى، وتوزيع عمر صباغ، بينما اللحن يعود لأغنية تركية، للمطرب التركي الشهير إبراهيم طاتليس. وينضم ناصيف زيتون بهذه الأغنية إلى مجموعة من الفنانين العرب الذين درجوا على الاستعانة بألحان أجنبية، وخاصة التركية، وذلك لقرب الألحان التركية من الموسيقى الشرقية، بحيث تكون الكلمات العربية متناغمة معها.
وكانت لأغاني إبراهيم طاتليس النصيب الأكبر من النسخ الغنائية العربية، فقد أخذ عنه المطربُ اللبناني، وائل كفوري، لحنا لأغنيتين هما "تبكي الطيور".. و"بالغرام".. وأقر الفنان كفوري بنسبة لحن هاتين الأغنيتين لطاتليس، وأنه غناهما بإذن منه، بعد أن كتب لهما الكلمات الشاعر إلياس ناصر.
ولكن العكس حصل مع مغني الراب الأميركي، جي زي، الذي رفع عليه أحدُ ورثة الموسيقار، بليغ حمدي، دعوى بتهمة سرقة جمل لحنية من أغنية العندليب عبد الحليم حافظ، "خسارة خسارة" التي غناها في فيلم "فتى أحلامي" عام 1957، وضمن جي زي، أغنية "الهيب هوب بيغ بيم بين"، مقاطع من ألحان بليغ حمدي عزفت على الناي.
وبالحديث عن الأغاني العربية التي استلهمت من ألحان أغان أخرى، فقد روى الملحن اللبناني، زكي ناصيف، قصة طريفة عن لحن أغنية وديع الصافي "طلوا حبابنا طلوا"، في إحدى المقابلات التي أجريت معه. مثلاً: جاء في مقالة للدكتور بديع الحاج منشورة في مجلة "الموسيقا العربية" بعنوان "اللغة الموسيقية عند زكي ناصيف" أن زكي ناصيف اعتمد الأهازيج التي لا ألحان لها، فأخذ منها الإيقاع واللحن، وأكد أنه استوحى أغنية "طلوا حبابنا طلوا" من عِدّية شعبية كانت شائعة في تلك الأيام مطلعُها "قام الدب تا يرقص، قتل شي سبعة أنفُسْ"، وبدل أن يغني "الدلعونا" كما هي، آثر أن يبتكر عملاً غنائياً يضع "الدلعونا" في سياقه.. وفي مقابلة مع زكي ناصيف أكد أن الكلمة أصلها سرياني: دي العونة، وتعني هي نتعاون، وأن الذين يفهمون الدلعونة كنوع من (الدلع) مخطئون.
نسج على هذا المنوال فنانون كثر، وجدوا في الأهازيج الفولكلورية نبعاً لا ينضب من الألحان. والدليل في ما نقله الصحافي الأردني، مالك العثامنة، في إحدى مقالاته، من أنه سمع من مصادر متنوعة أن الفلاحات "الحورانيات" في أيام الحرب العالمية الثانية كن يرددن أهزوجة يقول فيها العاشق لحبيبته: "يا أم العرجة الغوازي والجنديات/ يخضع لك جيش النازي والولايات/ عصمت إينونو وهتلر لِكِي خدام/ الجيش السابع والتامن للتحيات".
وفيما بعد حَوَّر جورج حداد كلمات هذه العدية، ولحنها، وقدمها للفنان الأردني، توفيق النمري، الذي غناها بصوته، فأصبحت من أكثر الأغاني الأردنية شهرة وذيوعاً، ويقول فيها النمري:
"لوحي بطرف المنديل مشنشل برباع/ يا ام رموش الطويلة وعيون وساع/ ميلي يا حلوة ميلي مفرق رمان/ وامشي وسط الخميلة يضحك نيسان/ ولفتة تروي غليلي وتشيل وجاع/ من أم رموش الطويلة وعيون وساع".
كثيرة هي الألحان التي تذيع وتشتهر في بلد ما، على أنها من إبداع مؤلف ومطرب وفرقة موسيقية، ليكتشف الناس فيما بعد أن لها مصدراً آخر، والاتهامات التي توجه لمطرب ما، أو ملحن ما، بأن عمله منقول، أو مُقْتَبَس، أو يقوم على تقليد عمل آخر، كثيرة جداً، وحينما تُثار القضية يعترف بعضهم بأنهم اقتبسوا العمل فعلاً، مثلما اعترف المطرب نعيم حمدي ذات مرة بأن أغنية "شويخ من أرض مكناس" هي من الفولكلور المغربي، بينما لم يذكر محمد عبد الوهاب ووديع الصافي أن أغنيتهما "عندك بحرية يا ريس" مأخوذة عن الموسيقار الشهير عمر الزعني.
اقــرأ أيضاً
وكانت لأغاني إبراهيم طاتليس النصيب الأكبر من النسخ الغنائية العربية، فقد أخذ عنه المطربُ اللبناني، وائل كفوري، لحنا لأغنيتين هما "تبكي الطيور".. و"بالغرام".. وأقر الفنان كفوري بنسبة لحن هاتين الأغنيتين لطاتليس، وأنه غناهما بإذن منه، بعد أن كتب لهما الكلمات الشاعر إلياس ناصر.
ولكن العكس حصل مع مغني الراب الأميركي، جي زي، الذي رفع عليه أحدُ ورثة الموسيقار، بليغ حمدي، دعوى بتهمة سرقة جمل لحنية من أغنية العندليب عبد الحليم حافظ، "خسارة خسارة" التي غناها في فيلم "فتى أحلامي" عام 1957، وضمن جي زي، أغنية "الهيب هوب بيغ بيم بين"، مقاطع من ألحان بليغ حمدي عزفت على الناي.
وبالحديث عن الأغاني العربية التي استلهمت من ألحان أغان أخرى، فقد روى الملحن اللبناني، زكي ناصيف، قصة طريفة عن لحن أغنية وديع الصافي "طلوا حبابنا طلوا"، في إحدى المقابلات التي أجريت معه. مثلاً: جاء في مقالة للدكتور بديع الحاج منشورة في مجلة "الموسيقا العربية" بعنوان "اللغة الموسيقية عند زكي ناصيف" أن زكي ناصيف اعتمد الأهازيج التي لا ألحان لها، فأخذ منها الإيقاع واللحن، وأكد أنه استوحى أغنية "طلوا حبابنا طلوا" من عِدّية شعبية كانت شائعة في تلك الأيام مطلعُها "قام الدب تا يرقص، قتل شي سبعة أنفُسْ"، وبدل أن يغني "الدلعونا" كما هي، آثر أن يبتكر عملاً غنائياً يضع "الدلعونا" في سياقه.. وفي مقابلة مع زكي ناصيف أكد أن الكلمة أصلها سرياني: دي العونة، وتعني هي نتعاون، وأن الذين يفهمون الدلعونة كنوع من (الدلع) مخطئون.
نسج على هذا المنوال فنانون كثر، وجدوا في الأهازيج الفولكلورية نبعاً لا ينضب من الألحان. والدليل في ما نقله الصحافي الأردني، مالك العثامنة، في إحدى مقالاته، من أنه سمع من مصادر متنوعة أن الفلاحات "الحورانيات" في أيام الحرب العالمية الثانية كن يرددن أهزوجة يقول فيها العاشق لحبيبته: "يا أم العرجة الغوازي والجنديات/ يخضع لك جيش النازي والولايات/ عصمت إينونو وهتلر لِكِي خدام/ الجيش السابع والتامن للتحيات".
وفيما بعد حَوَّر جورج حداد كلمات هذه العدية، ولحنها، وقدمها للفنان الأردني، توفيق النمري، الذي غناها بصوته، فأصبحت من أكثر الأغاني الأردنية شهرة وذيوعاً، ويقول فيها النمري:
"لوحي بطرف المنديل مشنشل برباع/ يا ام رموش الطويلة وعيون وساع/ ميلي يا حلوة ميلي مفرق رمان/ وامشي وسط الخميلة يضحك نيسان/ ولفتة تروي غليلي وتشيل وجاع/ من أم رموش الطويلة وعيون وساع".
كثيرة هي الألحان التي تذيع وتشتهر في بلد ما، على أنها من إبداع مؤلف ومطرب وفرقة موسيقية، ليكتشف الناس فيما بعد أن لها مصدراً آخر، والاتهامات التي توجه لمطرب ما، أو ملحن ما، بأن عمله منقول، أو مُقْتَبَس، أو يقوم على تقليد عمل آخر، كثيرة جداً، وحينما تُثار القضية يعترف بعضهم بأنهم اقتبسوا العمل فعلاً، مثلما اعترف المطرب نعيم حمدي ذات مرة بأن أغنية "شويخ من أرض مكناس" هي من الفولكلور المغربي، بينما لم يذكر محمد عبد الوهاب ووديع الصافي أن أغنيتهما "عندك بحرية يا ريس" مأخوذة عن الموسيقار الشهير عمر الزعني.