تشهد مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، قبل أيام قليلة، حملة شعبية انطلقت بمبادرة شخصية تبناها الناشطون في المدينة، للمساهمة في إعادة إعمار منازل عائلة جرار التي هُدمت في الاجتياح الأخير لحي الهدف، في وادي برقين غربي المدينة.
أسفر اجتياح المدينة، في ساعة متأخرة، من يوم الأربعاء في 17 يناير/كانون الثاني الجاري، واستمر نحو عشر ساعات، عن استشهاد الشاب أحمد إسماعيل جرار، وهدم ثلاثة منازل بالكامل، وهدم أجزاء من المنزل الرابع.
ناشطو جنين أطلقوا بعد عملية الهدم بأيام قليلة حملة لجمع المساهمات النقدية والعينية لإعادة بناء منازل الشهيد نصر جرار، وأشقائه علي وإسماعيل جرار، تأكيداً منهم أن الحاضنة الشعبية تقف دوماً مع عائلات الشهداء التي يهدم الاحتلال منازلهم.
ويقول الناشط غسان السعدي، وهو أحد القائمين على الحملة، لـ"العربي الجديد"، إنه بادر شخصياً بعد هدم المنازل بجمع التبرعات من خلال وضع صناديق في الأماكن العامة التي يقصدها الناس بكثرة في مراكز مدينة جنين، وإن الحملة شهدت إقبالاً جيداً من قبل الأهالي على الرغم من عدم الدعاية والترويج لها.
وأشار إلى أن الحملة مستمرة، منذ أيام، وستستمر حتى جمع مبلغ يكفي لبناء المنازل، وإعادة أهالي الشهداء إلى منازل خاصة بهم، لافتاً إلى أنه أعلم عائلة جرار بالأمر ووجد ترحيباً لديهم.
وأضاف السعدي، أن أصحاب المقالع والحجارة في بلدة قباطية جنوب غرب المدينة، أبلغوه بأنهم سيقدمون حجارة المنازل بالكامل، مشيراً إلى أن هذه المبادرة لاقت الدعم الكبير من أهالي قباطية.
وأكد السعدي، أن مدينة جنين تسير في الاتجاه التي سارت به جميع مدن فلسطين، عندما هدم الاحتلال منازل شهداء وأسرى ومطاردين من قبل الاحتلال. وأشار إلى الحملات الشعبية التي شكلت لجاناً لجمع التبرعات في الأماكن العامة، واستطاعت أن توفر منازل بديلة لهم.
ولفت السعدي إلى أن المبالغ التي جمعت، حتى الآن، لم تحسب قيمتها، وأن صناديق التبرع الموزعة في الأماكن العامة، من بينها مقهى دمشق وأحد محلات الحلوى وأماكن أخرى في المدينة، ما زالت مغلقة.
واجتاحت قوات الاحتلال مدينة جنين، بحثاً عن المطارد أحمد نصر جرار، المتهم بتنفيذ عملية فدائية في التاسع من الشهر الجاري، على طريق "يتسهار" قرب قرية صرة غربي مدينة نابلس شمالاً، أدت إلى مقتل حاخام صهيوني.