ناشطون: #اشتباك.. فن المصالحة أم تمرير المذابح؟

01 اغسطس 2016
مشهد من فيلم اشتباك (فيسبوك)
+ الخط -
اشتباك شديد شهدته مواقع التواصل، حول فيلم "اشتباك"، الذي بدأت ضجته قبل عرضه بأشهر، بالتزامن مع مشاركته في مهرجان كان السينمائي. وما صاحبه من نقد وهجوم شديد من التلفزيون المصري الرسمي، وصل لوصف صانعه، محمد دياب، بالعمالة، بينما رحبت وسائل إعلام أخرى، مثل فضائيات "سي بي سي" و"أون تي ڤي" قبل بيعها من رجل الأعمال نجيب ساويرس.

وشهدت مواقع التواصل اشتباكاً بين روادها حول الفيلم، والذين انقسموا إلى ثلاثة: معجبين بالفيلم ومدافعين عنه، مشككين بمصداقية دياب ومتحدثين عن أنّ الفيلم ينحاز للنظام، وقسم ثالث، مؤيد للنظام، هاجم الفيلم منذ البداية، لمجرد ذكره ثورة يناير، أو بدعوى أنه يدعو لمصالحة مع جماعة الإخوان.

كرّر محمد دياب، كاتب ومخرج الفيلم، منشوراته على مواقع التواصل، التي تتحدث عن محاربة الدولة للفيلم، ومنع أفيشاته. ونشر دياب خطاباً من النجم العالمي توم هانكس يشيد فيه بالفيلم، حيث حشد له بمشاركة ناشطين عبر وسم "#ادعم_فيلم_اشتباك"، كان على رأسهم منتجه، الداعية معز مسعود، والناشط وائل غنيم، والإعلامي المصري باسم يوسف، والفنان السعودي فهد البتيري.

وكان فيلم دياب السابق، "الجزيرة 2" مؤيداً للنظام ورؤيته، ومدافعاً عن الداخلية، لحد جعل مراقبين يصفون الفيلم بـ"المخابراتي"، ما دفع بعض المشكّكين في مصداقية دياب، للتساؤل عن وجود ما يناهض النظام في الفيلم، بينما سأل آخرون "لو النظام مش عاوز الفيلم كان منعه بسهولة؟". كما ربط آخرون بين مشاركة داعية الأذرع الإعلامية، الشاب معز مسعود في إنتاج الفيلم، وهو معروف بعدائه لتيار الإسلام السياسي. 

كما نشر البعض العبارة التي كتبت في بدايته "بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، الإخوان قاموا بمظاهرات لمنع نقل السلطة سلمياً"، معتبرين أنّها تتبنى وجهة نظر الدولة، بينما حاول دياب التبرؤ منها.

فقال المحامي سامح سمير: "أنا رحت دعمت فيلم اشتباك لقيته بيدعم الداخلية! الحقيقة أن الفضول هو إللي جرني عشان أعرف إزاي محمد دياب بتاع الجزيرة 2 بيبيع بإنه بيمثل الثورة! بس نقول إيه ماهي ثورة ملهاش أهل يسألوا عنها".

وقالت سونيا: "محاولاتهم محمومة لوأد الحقيقة وإخفاء ماعشناه ورأيناه #لن_ننسى عربة التراحيل، جريمة شنعاء من أبشع جرائمهم لن يمحوها التاريخ ولا فيلم #اشتباك".

واعتبر البعض أنّ الفيلم يُحمّل الأخوان مسؤولية كل ما أفشل الثورة، خصوصاً مع تلميح البعض إلى أن الفيلم مستوحى من حادثة سيارة الترحيلات الشهيرة، والتي حمّلها دياب للإخوان في أحداثه، بتحميلهم مسؤولية إلقاء القنبلة التي تسببت في اختناق أبطاله داخل سيارة الترحيلات.

وعبر قاسم عن غضبه: "يعني الإخوان طلعوا هما اللي قتلوا الإخوان فالعربية! إنا لو شوفت مشهد كده هقوم افرتك السينما باللي فيها". وعبرت إيمان عن دهشتها البالغة: "كله كوم وقنبلة الغاز اللي الإخوان حدفوها من فوق الكوبري فدخلت جوة العربية خنقت اللي فيها! (..) والـ ٣٥ واحد اللي ماتوا مخنوقين؟"، ووافقها محمود: "ده لو أحمد موسى اللي كاتب الفيلم مش هيكتب كده".

من جهة ثانية، قال عضو فرقة "كايروكي" أمير عيد للتساؤل "فيلم اشتباك لا يوجد فيه أي شيء ضد الدولة وبالرغم من كده الدولة حطت الفيلم في دماغها وعاوزه تعتم عليه وطبعا بتستخدم سياسة خالتي الكياده".

ودافع عنه آخرون، مثل المخرج عمرو سلامة الذي قال "فيلم اشتباك صنع كمجرد فيلم يرصد واقعا ويمتع جمهورا لا ليكون أكثر من ذلك، من حوّله لأكثر من فيلم ليس صنّاعه بل الخائفين منه، وهم من يجب لومهم".

المساهمون