أصدرت مجموعة من النساء الليبيات وناشطات في المجتمع المدني وحقوقيات بياناً، رفضاً لقرار الحاكم العسكري للمنطقة الشرقية، عبد الرزاق الناظوري، القاضي بمنع الليبيات من السفر بدون محرم.
ومع الجدال الواسع الذي تشهده الأوساط الليبية إزاء قرار الناظوري المفاجئ، كثف الأخير من ظهوره، ليل أمس الأحد، عبر الفضائيات الليبية للدفاع عن قراره، مؤكداً أن القرار ساري المفعول ولن يلغى.
وأوضح خلال إحدى مداخلاته، أن القرار جاء "من أجل الأمن القومي"، مضيفاً "سيكون هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة لتطبيقه قريباً".
وعن خلفيات وأسباب القرار، قال "رصدنا محاولات خارجية لتجنيد النساء الليبيات، خصوصاً الناشطات ضمن المجتمع المدني". وكشف أن "جهة خارجية وجّهت الدعوة لثلاثين امرأة ليبية ودفعت تذاكر سفرهن وإقامتهن في سويسرا، وبالفعل اكتشفنا أن هناك نساء ليبيات يعملن مع المخابرات الأجنبية، بعلمهن أو دون علمهن". وأضاف "لن أناقش دوافع القرار عبر الإعلام".
ولا يسيطر الناظوري في منطقته العسكرية الممتدة من درنة إلى بن جواد، سوى على مطار الأبرق القريب من مقر حكومة البرلمان في البيضاء، شرق البلاد، والذي أعلنت إدارته أنها بصدد التواصل مع وزارة داخلية حكومة البرلمان للاطلاع على تفاصيل تطبيق القرار.
وفي الوقت الذي أطلقت فيه نساء ليبيات أكثر من "هاشتاغ" على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عدد من العناوين، قالت الناشطة الحقوقية، آمال بوقعيقيص، على صفحتها "القرار يجعلنا نفقد الثقة في الجيش (قوات حفتر)، فبعد أن قدمت نساؤنا التضحيات، وفقدن أولادهن من أجل نصرة الجيش، الآن يصدرون قرارا بحبسنا في البيوت ومنعنا من حقوقنا".
وأشارت الناشطة هدى العبيدي إلى أن "القرار مخالف لنص الإعلان الدستوري الذي يكفل الحريات"، مضيفة أن "القرار يتعدى صلاحيات الناظوري المستمدة من قانون التعبئة العامة، ما يعني أن الناظوري صلاحياته في هذا الجانب باطلة وقراره والعدم سواء".
— D.Albarghathy (@ABargathy) February 19, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما شكك عضو اللجنة التشريعية في البرلمان، زياد دغيم، في "صحة تكليف الناظوري حاكما عسكريا". وقال "قرار تكليف الناظوري صدر من رئيس البرلمان بمفرده، وصفة القائد الأعلى للجيش التي تمنح هذه التكليفات هي لرئاسة البرلمان مجتمعة، لذا قرار تعيينه وما يترتب عليه من قرارات باطلة ومنعدمة".
— يحيَى بِن زَايد (@Yahiabenzaied91) February 19, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— وريدة ♏ (@WraidaElGadi) February 19, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأشار إلى أن قرار الناظوري جاء بعد أيام من تلميحات وردت في خطب ودروس الداعية السعودي أسامة العتيبي، أبرز تلاميذ زعيم تيار المداخلة، ربيع المدخلي، المتواجد في ليبيا منذ فترة بدعوة من قيادة حفتر.
وتشير تعليقات معترضين على قرار الناظوري إلى أنه جاء استجابة لمطالب التيار السلفي الذي يطبق آراءه الدينية بحرية كاملة في شرق البلاد، مقابل استثمار زعامات هذا التيار في تجنيد أكبر عدد من الشباب في صفوف قوات حفتر.