بدأ كثير من الأسر النازحة بمغادرة مدينة دمت جنوب اليمن إلى مناطق أخرى، هرباً من المواجهات العسكرية الأخيرة، بعد أن استقرت فيها خلال السنوات الثلاث الماضية، باعتبارها من المدن الآمنة في محافظة الضالع ولم تتضرر من الحرب.
وتسببت المواجهات المسلحة بين القوات التابعة للحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين، على مشارف مدينة دمت، بموجة نزوح مئات من سكان المدينة والنازحين فيها، وتوجهوا إلى قرى ومناطق آمنة مجاورة.
وأوضح النازح عبد الولي خميس أنه اضطر إلى مغادرة مدينة دمت والاستقرار في محافظة إب المجاورة لها. وأضاف خميس لـ"العربي الجديد" أنه نزح من محافظة تعز قبل ثلاث سنوات واستقر في مدينة دمت،. إلا أن المواجهات في قرية الحقب وبيت اليزيدي وعند مشارف دمت جعلته يغادر المدينة. وتابع: "تعبنا من هذه الحرب، نريدها أن تنتهي حتى نعود إلى منازلنا ونستقر"، مشيراً إلى أنه في إب يعيش حاليا عند أحد أقربائه، ويبحث عن مأوى له ولأولاده.
وقال الناشط في المجال الإنساني الدكتور صقر المريسي إن عدداً كبيراً من الأسر النازحة، غالبيتها من المهمشين من مدينة دمت ومنطقة المضامير وغيرها من القرى التي تشهد مواجهات مسلحة، وصلت إلى قرية الحذذ، وبيت الطوي، وبيت مهدي وضواحيها، من جراء المواجهات.
وأضاف المريسي لـ"العربي الجديد" أن أكثر من 400 أسرة من سكان مدينة دمت نزحت وتعيش أوضاعاً إنسانية صعبة، وتفتقر إلى مقومات الحياة، مؤكداً أن "تلك الأسر تعاني من انعدام الغذاء والدواء ولوازم الإيواء وغيرها من الاحتياجات". وأشار إلى أن النازحين يعتمدون على مدخراتهم ومساعدات أقاربهم أو مساعدات يقدمها المغتربون في الخارج. ويضيف: "أكثر من 50 أسرة نزحت أخيراً إلى قرى ريفية، وهي بحاجة إلى الدعم والمساعدة للتخفيف من معاناتها، ولم يلتفت إليها أحد، حتى المنظمات المحلية والدولية الإغاثية".
وأكد المريسي أن عدد الأسر التي سبق أن نزحت إلى مدينة دمت من مختلف المحافظات خلال الفترات الماضية يتجاوز الـ700 أسرة.
وعن مساعدة النازحين، أكد المريسي وجود مساعدات يقدمها "أهل الخير لتوفير بعض الاحتياجات الأساسية للنازحين. وقدم بعضهم أدوية للمركز الصحي في منطقة الحذذ وبيت طويل وبيت مهدي، كي تتمكن من علاج النازحين مجاناً تقديراً لظروفهم، كما تم تسليم 50 بطانية كدفعة أولى للأسر النازحة، وهي مساعدات بسيطة بحسب الإمكانات المتوفرة لدينا".
واندلعت مواجهات عنيفة بين القوات التابعة للحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين، في الحقب واليزيدي، وعلى مشارف مدينة دمت السياحية.