يعاني النازحون السوريون في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، من تردي الوضع الطبي يوماً بعد أخر، في وقت تزداد فيه صعوبات الوصول إلى النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة الموجودة على الجانب الأردني، وهي المسؤولة عن إحالة الحالات الصحية إلى المشافي.
وقال رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، أبو أحمد درباس، في حديث مع "العربي الجديد"، "أمس الأول أسعفت طفلي الذي لم يكمل عامه الثالث، بعد أن وضع بطارية صغيرة في أنفه تسببت في انسداده، وعدم تمكن نقطة شام الطبية الموجودة في المخيم من إخراجها، لعدم توفر الكادر والإمكانات اللازمة، إلا أن جيش العشائر المسؤول عن بوابة الوصول إلى النقطة الطبية منع دخوله".
وأعرب عن اعتقاده بأن "منع طفله من الوصول إلى النقطة الطبية أتى نتيجة خلافات حول دعم فصيل العشائر للوفد المفاوض مع النظام حول تفريغ المخيم من سكانه، وانتقالهم إلى مناطق سيطرة الأخير".
وذكر أن "كثيرا من الأهالي الذين يحاولون مراجعة النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة يتعرضون للابتزاز، إلا أنهم يخشون من التحدث خوفا من تعرضهم لأفعال انتقامية من قبل جيش العشائر".
واعتبر درباس أن "هذه التعقيدات تأتي كإحدى أدوات الضغط على سكان المخيم للخروج منه إلى مناطق سيطرة النظام، ضمن سياسة الحصار التي تتم على المخيم".
من جهته، قال الناشط الإعلامي في مخيم الركبان عماد غالي، لـ "العربي الجديد"، "النقطة الطبية الواقعة مقابل المخيم في الأراضي الأردنية، تم إنشاؤها من قبل منظمة العون الصحي الأردنية الدولية، وكوادرها هم العاملون بهذه النقطة بشكل رئيسي، إضافة إلى وجود كوادر من منظمات الأمم المتحدة مثل يونيسف".
وأضاف أن "جيش أحرار العشائر هو المسؤول عن الممر الحدودي بين سورية والأردن، وهو الذي يقوم بإدخال الأشخاص الراغبين بمراجعة النقطة الطبية وإعادتهم إلى المخيم".
وأوضح أن "جيش العشائر لا يعرقل دخول المدنيين، إلا أن الموافقات الأمنية من الجانب الأردني التي يشترط على المريض الحصول عليها قبل مراجعة النقطة، هي التي تتسبب بطول انتظار المريض أو منع دخوله".
وقال الناشط الإعلامي في المخيم، عمر الحمصي، لـ "العربي الجديد"، إن "النقطة الطبية منذ زمن طويل لا تستقبل إلا الحالات الحرجة التي تهدد حياة المريض، على أن تكون من الأطفال والنساء وكبار السن نوعا ما، أما أن تقبل المريض الشاب فالأمر صعب جدا".
ولفت إلى أن "جيش العشائر ينظم عملية دخول المدنيين وخروجهم، أما تقييم الحالات الطبية ومدى حاجتها للوصول إلى النقطة فتعود للقائمين على النقطة".
وبّين أن "عشرات ألاف المدنيين في الركبان يعانون من قسوة الروتين المعتمد من قبل النقطة الطبية، في وقت يجهلون الأسس التي يتم اعتمادها لقبول الحالات وتحويلها إلى المشافي الأردنية".
يشار إلى أن مخيم الركبان يشكو من عدم وجود أي طبيب، في وقت تعتمد النقاط الطبية على أشخاص غالبا كسبوا خبرتهم من التجربة، كما هناك نقص في الأدوية والأدوات الطبية، الأمر الذي تسبب في حدوث عدة وفيات جراء نقص الرعاية الطبية.