ينشغل النازحون السوريون في مخيم "صابرون التل"، قرب بلدة حلزون في الريف الغربي من حلب، بتأمين ما يسد جوعهم يومياً، في ظل انقطاع المساعدات الغذائية عنهم منذ نحو سبعة أشهر، في حين يعانون من الفقر المدقع وعدم توفر فرص العمل.
إلى جانب خيمة مهترئة، تقف أم محمد العبد (37 سنة)، وهي أرملة نازحة مع أطفالها الأربعة، تحاول إشعال النار في موقد بدائي مصنوع من صفيحة معدنية تحرق بداخلها ما استطاع أولادها جمعه من أكياس النايلون وبعض الأعواد الخشبية، وإلى جانبها قِدر للطبخ مصنوع من الألمنيوم، يضم ما يبدو أنه حساء معجون الطماطم.
وقالت السيدة السورية لـ"العربي الجديد": "طبخة اليوم هي ذاتها طوال الأسبوع، صلصة (رب البندورة) التي أضع فوقها قليلاً من الخبز. لا أعلم ماذا سأطبخ للأطفال عندما ينفد من عندي رب البندورة خلال الأيام القليلة القادمة".
وأضافت: "منذ أشهر لم تصلنا أية معونات، وليس لدي معيل، ولا يوجد عمل في المنطقة، وأرجو أن يصل صوتنا إلى المنظمات الإنسانية لتدعمنا بسلة غذائية".
ليس وضع النازحة أم عمار أفضل من أم محمد، فعلى موقد بدائي مشابه، تستعد لتحضير إبريق من الشاي، قائلة لـ"العربي الجديد": "غداء أطفالي اليوم هو شاي مع الزيت والزعتر". تلتف العائلة المكونة من خمسة أفراد حول صحن من البلاستيك بداخله زعتر مخلوط بالزيت، بانتظار إبريق الشاي، ليستطيعوا بلعه مع الخبز الجاف.
وتوضح: "الوضع المعيشي صعب جدا، ولا ندري لمن نشكو حالنا. كانت هناك منظمات تعطينا بعض المساعدات، لكن منذ بداية العام تقريبا لم يصلنا شيء. نريد العودة إلى بيوتنا، فالخيام لا تقينا الحر، ولن تقينا برد الشتاء القادم".
وقال مدير مخيم صابرون، أبو شهاب، لـ"العربي الجديد": "الوضع كارثي في المخيم، ومنذ أكثر من سبعة أشهر لم تصلنا أية معونات إنسانية، والناس يعانون لتأمين ما يستطيعون أكله، حتى العائلات التي كانت تستدين من المحال التجارية القريبة من المخيم لم يعد أصحاب المحال يملكون إعطاءهم شيئا بالدين بعد أن وصلت ديون العائلات الفقيرة إلى أرقام كبيرة".
وأضاف: "في المخيم أكثر من 450 شخصاً، وغالبيتهم من الأرامل والأطفال، ولا معيل لهم، وكلهم يبحث عن الطعام. أحدهم جاء يسألني عما يأكله، فلم أجد إلا قليلاً من دبس الفليفلة الحارة، فأخذها حتى يأكلها مع أطفاله".
ويشار إلى أن مئات آلاف النازحين السوريين يعيشون في مخيمات عشوائية في الشمال الغربي، ويعانون من الفقر المدقع في ظل توقف المساعدات الإنسانية.