بعد مرور نحو شهر ونصف شهر على الهدنة التي أعلنتها روسيا من طرف واحد في إدلب شمال غربي سورية، يواصل النازحون العودة إلى مناطقهم في الريف الجنوبي للمحافظة، رغم القصف المدفعي من قبل قوات النظام، على مدنهم وبلداتهم.
الناشط الإعلامي خضر العبيد، أوضح لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّه، خلال الأيام العشرة الماضية، كثير من أهالي بلدات ريف إدلب الجنوبي ومدنه عادوا، خصوصاً باتجاه مناطق حاس وسراقب ومعرة النعمان. واليوم، هناك تراجع في عدد العائدين بعد القصف الذي تعرّضت له، أمس الجمعة، منطقة حاس التي تتبع ناحية كفرنبل في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب.
وعن العائدين، قال العبيد: "هناك أهالٍ من بلدة حاس عادوا إليها، لكن في الوقت ذاته تركوا ممتلكات عائدة لهم في مخيمات المناطق الحدودية، وحتى بعض النازحين ممن استأجروا منازل لهم، خلال الفترة الماضية، ما زالوا يستأجرونها وأبقوا أغراضهم فيها، والسبب أنّ الأهالي متخوفون من تجدد القصف واستهداف مناطقهم، فتركوا أمامهم مجالاً للعودة إلى المناطق التي نزحوا إليها".
وتابع العبيد: "بالنسبة إلى النازحين ممن يملكون سيارات، عاد قسم منهم لكونهم تمكنوا من نقل جزء من أغراضهم، وهناك قسم كبير ممن لا يملكون سيارات بقوا في مناطق النزوح، وذُكر أنّ الدفاع المدني نقل عدداً كبيراً من النازحين بسياراته من مناطق ريف إدلب الجنوبي نحو الشمال. وهؤلاء لن يعودوا حتى تستقر المنطقة".
وفي آخر إحصائياته، أشار فريق "منسقو استجابة سورية"، إلى أنّ نحو 60 ألفاً من نازحي ريف إدلب الجنوبي، عادوا إلى مناطقهم، فيما بقي 966 ألف نازح خارج مناطقهم، ولا سيما أهالي ريف حماة الشمالي بسبب سيطرة النظام على بلداتهم.
من جهته، أوضح النازح من بلدة كفر سجنه مصطفى أحمد، لـ"العربي الجديد"، أنّه في الوقت الحالي لن يعود إلى بلدته، لأنّه متخوف من انتهاء الهدنة، ويترقب حتى يمضي عليها شهر آخر، فيعود مع بداية فصل الشتاء.
ويبدو أحمد متفائلاً بشأن العودة، قائلاً: "منذ فترة كنت هناك برفقة أخي، شعرت براحة بالغة، دخلت بيتي وتفقدته، تعرض لقذيفة، لكنه ما زال بحالة جيدة، تذكرت أنني كنت أستيقظ صباحاً وأجلس في حديقة المنزل، وأهتم ببعض الأشجار المثمرة لدي. أتمنى العودة بوقت قريب، وأن أستقر وأرتاح من حالة النزوح التي تشبه التشرد".
في المقابل، أشار النازح أحمد خطيب، إلى أنّه يتجهز للعودة إلى بيته في كفرنبل، لكون إيجار المنزل في بلدة كفر تخاريم قد أنهكه. وأوضح، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ العودة مع فصل الشتاء قد تكون أفضل، فالمصاريف التي يتكبّدها حالياً إضافة إلى إيجار المنزل كبيرة ومن غير الممكن تحمّلها.
وأعلنت روسيا في 30 أغسطس/ آب الماضي، عن هدنة من جانبها في إدلب، ودخلت الهدنة حيّز التنفيذ في 31 من الشهر ذاته، بعد أن سبّبت الحملة العسكرية لقوات النظام السوري بدعمها، قبل ذلك، نزوح نحو مليون نسمة من مناطق ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الشمالي والغربي.