يقفُ محمود أحمد (55 عاماً) بمحاذاة خيمته التي بالكاد تتسّع لأربعة أشخاص. هرب مع عائلته المؤلفة من 12 شخصاً من مدينة تلعفر غربي الموصل، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عليها، ليجدوا أنفسهم في مخيم النبي يونس الذي أقيم حديثاً في شرق بغداد. كان يراقب الشارع الرئيسي. تعبره ست عائلات جديدة هُجّرت من مناطق مختلفة كل ساعة تقريباً.
في هذا المخيّم نحو 500 نازح، جاء معظمهم من مناطق شمال البلاد. يقول أحمد إن "حالات الانتحار التي كنا نسمع عنها في مخيمات أخرى، بدأت تحصل هنا أيضاً. منذ نحو شهر، انتحر ثلاثة أشخاص بطرق مختلفة. أحدهم سكب البنزين على ثيابه وأحرق نفسه، فيما شنقت فتاة نفسها بعد منصف الليل، مستعينة بعمود الخيمة التي تسكنها". يضيف: "كل شيء هنا ميّت، والحكومة عاجزة عن نقلنا إلى أماكن أخرى"، محمّلاً المنظمات المحلية مسؤولية عدم وصول المساعدات إليهم. يضيف: "نشعر بغربة في وطننا. نجوع كثيراً. بقاؤنا على هذا الحال عار".
تجدر الإشارة إلى أن انخفاض درجات الحرارة في العراق إلى ما دون الخمس درجات، واستمرار هطول الأمطار، أدى إلى وفاة 18 طفلاً وست نساء، بينهم ثلاثة حوامل، فضلاً عن وفاة رجلين مسنّين، وفقاً لمنظمة السلام العراقية المعنية بحقوق الإنسان وشؤون النازحين.
في السياق، يقول مدير المنظمة محمد علي لـ "العربي الجديد" إن "ارتفاع عدد النازحين داخل البلاد إلى نحو 3 ملايين شخص، هو وصمة عار على الحكومة وجميع الأطراف المتصارعة". يضيف: "من بين هذا العدد المخيف، يوجد أكثر من مليون وربع المليون شخص يعيشون في ظروف غير إنسانية". يتابع: "ازدادت حالات الوفاة نتيجة البرد، بخاصة في الجزء الشمالي من البلاد، عدا عن الموت الناتج عن المرض والجوع ونقص التغذية".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة العراقية خصصت في سبتمبر/أيلول الماضي خمسة مليارات دينار (4.5 مليون دولار) للنازحين، علماً أن هذا المبلغ لا يكفي لسد حاجة ربع عدد النازحين الموزعين على محافظات أربيل ودهوك والسليمانية والأنبار وبغداد وكركوك. عمر خالد العبيدي (38 عاماً) فقد ابنه الرضيع أحمد (6 أشهر) قبل نحو عشرة أيام، بسبب موجة البرد التي ضربت مدينة شقلاوة شرقي أربيل. لا أمل له بالعودة قريباً إلى بيته. فالصواريخ تمطر بلدته الفلوجة. يقول: "يبدو أنني أخطأت بخروجي من الفلوجة. فالموت هو الموت. ربما لو بقيت في بيتي لم يكن ابني أحمد ليموت من البرد".
يضيف العبيدي: "حتى الشتاء لم يرحمنا. لا عتب على الحكومة أو الأمم المتحدة أو الناشطين الحقوقيين. دفنت ابني وعدت إلى الخيمة. كانت زوجتي وأطفالي في انتظاري. أقسمت ألا أبقى دقيقة واحدة فيها. ذهبنا إلى حظيرة للحيوانات كونها أكثر دفئاً من الخيمة".
من جهته، يقول وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد لـ "العربي الجديد" إن "إحصائيات الوزارة الأخيرة سجلت 469 ألفاً و749 عائلة نازحة منذ أحداث العاشر من حزيران عام 2014، ما يعني أن عدد النازحين تجاوز مليونين و800 ألف". يضيف: نحتاج إلى نحو 3.8 مليار دولار لتأمين مأوى للنازحين بحلول عام 2015".
في العراق اليوم 30 مخيماً للنازحين و420 تجمعاً سكنياً في مختلف المناطق، وفقاً لعضو منظمة "عطف" أحمد سلطان. يقول لـ "العربي الجديد": "نتوقع حدوث كارثة إنسانية إذا ظل الحال على ما هو عليه لشهر إضافي. الشتاء قارس، وتنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في المناطق الشمالية".
من جانبه، يقول رئيس لجنة النازحين العليا، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك لـ "العربي الجديد" إن "اللجنة التي شكلتها الحكومة قدمت مساعدات مالية بقيمة مليون دينار إلى أكثر من 368022 عائلة. وتعمل اللجنة من خلال وزارة الهجرة والمهجرين على تقديم المساعدات، وبناء كرفانات. لكن العدد كبير ونحتاج إلى وقت وجهد أكبر".
من جهته، يوضح مقرر اللجنة القانونية في مجلس النواب حسن توران لـ "العربي الجديد" أن "النازحين يعانون من سوء الخدمات وقلة المعونات المالية والطبية، ما يؤدى إلى تفشي الأمراض". كما أن احتشاد الآلاف أمام الهيئات الحكومية أو الإغاثية لتلقي المساعدات هو مشهد مؤلم. ويقول مقرر لجنة حقوق الإنسان في البرلمان لقاء وردي لـ "العربي الجديد": "يعاني النازحون من نقص في الغذاء والدواء. الأطفال لا يحصلون على حقهم في التعليم"، مضيفاً أن "نحو ثلاثة ملايين نازح أصيبوا بخيبة أمل كبيرة. القضية بلا شك مخجلة". حقوق الإنسان لم تعد أولوية.
في هذا المخيّم نحو 500 نازح، جاء معظمهم من مناطق شمال البلاد. يقول أحمد إن "حالات الانتحار التي كنا نسمع عنها في مخيمات أخرى، بدأت تحصل هنا أيضاً. منذ نحو شهر، انتحر ثلاثة أشخاص بطرق مختلفة. أحدهم سكب البنزين على ثيابه وأحرق نفسه، فيما شنقت فتاة نفسها بعد منصف الليل، مستعينة بعمود الخيمة التي تسكنها". يضيف: "كل شيء هنا ميّت، والحكومة عاجزة عن نقلنا إلى أماكن أخرى"، محمّلاً المنظمات المحلية مسؤولية عدم وصول المساعدات إليهم. يضيف: "نشعر بغربة في وطننا. نجوع كثيراً. بقاؤنا على هذا الحال عار".
تجدر الإشارة إلى أن انخفاض درجات الحرارة في العراق إلى ما دون الخمس درجات، واستمرار هطول الأمطار، أدى إلى وفاة 18 طفلاً وست نساء، بينهم ثلاثة حوامل، فضلاً عن وفاة رجلين مسنّين، وفقاً لمنظمة السلام العراقية المعنية بحقوق الإنسان وشؤون النازحين.
في السياق، يقول مدير المنظمة محمد علي لـ "العربي الجديد" إن "ارتفاع عدد النازحين داخل البلاد إلى نحو 3 ملايين شخص، هو وصمة عار على الحكومة وجميع الأطراف المتصارعة". يضيف: "من بين هذا العدد المخيف، يوجد أكثر من مليون وربع المليون شخص يعيشون في ظروف غير إنسانية". يتابع: "ازدادت حالات الوفاة نتيجة البرد، بخاصة في الجزء الشمالي من البلاد، عدا عن الموت الناتج عن المرض والجوع ونقص التغذية".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة العراقية خصصت في سبتمبر/أيلول الماضي خمسة مليارات دينار (4.5 مليون دولار) للنازحين، علماً أن هذا المبلغ لا يكفي لسد حاجة ربع عدد النازحين الموزعين على محافظات أربيل ودهوك والسليمانية والأنبار وبغداد وكركوك. عمر خالد العبيدي (38 عاماً) فقد ابنه الرضيع أحمد (6 أشهر) قبل نحو عشرة أيام، بسبب موجة البرد التي ضربت مدينة شقلاوة شرقي أربيل. لا أمل له بالعودة قريباً إلى بيته. فالصواريخ تمطر بلدته الفلوجة. يقول: "يبدو أنني أخطأت بخروجي من الفلوجة. فالموت هو الموت. ربما لو بقيت في بيتي لم يكن ابني أحمد ليموت من البرد".
يضيف العبيدي: "حتى الشتاء لم يرحمنا. لا عتب على الحكومة أو الأمم المتحدة أو الناشطين الحقوقيين. دفنت ابني وعدت إلى الخيمة. كانت زوجتي وأطفالي في انتظاري. أقسمت ألا أبقى دقيقة واحدة فيها. ذهبنا إلى حظيرة للحيوانات كونها أكثر دفئاً من الخيمة".
من جهته، يقول وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد لـ "العربي الجديد" إن "إحصائيات الوزارة الأخيرة سجلت 469 ألفاً و749 عائلة نازحة منذ أحداث العاشر من حزيران عام 2014، ما يعني أن عدد النازحين تجاوز مليونين و800 ألف". يضيف: نحتاج إلى نحو 3.8 مليار دولار لتأمين مأوى للنازحين بحلول عام 2015".
في العراق اليوم 30 مخيماً للنازحين و420 تجمعاً سكنياً في مختلف المناطق، وفقاً لعضو منظمة "عطف" أحمد سلطان. يقول لـ "العربي الجديد": "نتوقع حدوث كارثة إنسانية إذا ظل الحال على ما هو عليه لشهر إضافي. الشتاء قارس، وتنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في المناطق الشمالية".
من جانبه، يقول رئيس لجنة النازحين العليا، ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك لـ "العربي الجديد" إن "اللجنة التي شكلتها الحكومة قدمت مساعدات مالية بقيمة مليون دينار إلى أكثر من 368022 عائلة. وتعمل اللجنة من خلال وزارة الهجرة والمهجرين على تقديم المساعدات، وبناء كرفانات. لكن العدد كبير ونحتاج إلى وقت وجهد أكبر".
من جهته، يوضح مقرر اللجنة القانونية في مجلس النواب حسن توران لـ "العربي الجديد" أن "النازحين يعانون من سوء الخدمات وقلة المعونات المالية والطبية، ما يؤدى إلى تفشي الأمراض". كما أن احتشاد الآلاف أمام الهيئات الحكومية أو الإغاثية لتلقي المساعدات هو مشهد مؤلم. ويقول مقرر لجنة حقوق الإنسان في البرلمان لقاء وردي لـ "العربي الجديد": "يعاني النازحون من نقص في الغذاء والدواء. الأطفال لا يحصلون على حقهم في التعليم"، مضيفاً أن "نحو ثلاثة ملايين نازح أصيبوا بخيبة أمل كبيرة. القضية بلا شك مخجلة". حقوق الإنسان لم تعد أولوية.