ويواجه النازحون موجة الحر التي تضرب المنطقة التي بلغت درجات الحرارة فيها خلال اليومين الماضيين 40 درجة مئوية.
وقال النازح من ريف حماة، محمود توفيق، المقيم في مخيم الجويد، لـ"العربي الجديد": "الحرارة شديدة لدرجة لا تطاق، وليس لدينا وسائل للاحتماء منها. نبلل ملابسنا بالماء، ونكرر هذا حتى مغيب الشمس. اللاجئون الذين يعانون من أمراض تنفسية كالربو، متضررون من الحرارة ورائحة البلاستيك بشكل كبير".
يقيم النازح من بلدة كفرنبودة، سالم خليل، برفقة أفراد عائلته في المخيم منذ خمس سنوات، وقال لـ"العربي الجديد": "يكاد البرد يقتلنا في فصل الشتاء، والسيول تجرف خيامنا وتدمر منازلنا المؤقتة، وفي الصيف ترتفع درجات الحرارة بشكل لا يطاق، والأغطية البلاستيكية وأسقف الصفيح تجعل من المنازل والخيام أفرانا".
وجد خليل حلا يخفف عن أطفاله، وهو عبارة عن ألواح طاقة شمسية تغذي بطاريات موصولة بمراوح تحرك الهواء، فتخفف نوعا ما من شدة الحرارة، ومثله يحاول المقيمون منذ سنوات في مخيمات الشمال السوري التغلب على ارتفاع درجات الحرارة، بينما الوافدون الجدد الذين يخوضون تجربة الصيف للمرة الأولى ما زالوا يعانون.
تعيش فوزية سليمان، النازحة من ريف حمص الشمالي، مع عائلتها في مخيم قريب من بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "الحرارة في المخيم لا تطاق. اليوم عرفت من ابني أن درجة الحرارة بلغت 42 درجة مئوية. لا شيء نفعله سوى الانتظار، وتكاليف الحصول على ألواح طاقة شمسية لتشغيل المراوح باهظة. الخروج من البيت المؤقت الذي نعيش فيه مغامرة حقيقية، وابني وزوجي يعملان تحت هذه الحرارة، وأتمنى أن لا يمرضا أو يتعرضا لمكروه".
وحذرت جهات طبية الأهالي من التعرض لأشعة الشمس في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يتسبب لهم بضربات شمس، إضافة إلى أن الحرارة العالية قد تتسبب بالتهابات معوية، وخاصة للأطفال وكبار السن، وناشدت مصادر محلية المنظمات الإنسانية توفير ألواح الطاقة الشمسية أو اشتراكات الكهرباء للنازحين في المخيمات العشوائية، وتوفير مراوح ليتمكنوا من مواجهة الحرارة الشديدة.