نازحون من ريف إدلب يعودون إلى بلداتهم وسط آمال الاستقرار

20 سبتمبر 2018
يحلم أهالي إدلب بأن يتواصل الهدوء (عمر خضور/فرانس برس)
+ الخط -


تسود حالة من الهدوء مناطق ريف إدلب الجنوبي التي كانت تعتبر ضمن الخطوط الأولى لمعركة استيلاء النظام على المحافظة، ما جعل مئات العوائل النازحة إلى منطقة معرة النعمان تعود إلى قراها وبلداتها، بعد توقيع اتفاق "سوتشي" بين تركيا وروسيا بخصوص التسوية.

وأوضح رئيس المجلس المحلي في بلدة جرجناز، حسين الدغيم لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي لاحظوا تغيرا في الوضع الأمني، وكثير من العائدين استقروا في الأماكن التي كانوا فيها قبل النزوح، وعادت حركة الأسواق التي عاد لها الأمان بعيدا عن القصف. الأهالي متفائلون بالاتفاق الأخير، وهذا يمكن لمسه في الشارع، وفي آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأشار إلى أن "تأثير الاتفاق على الأهالي كان أكثر وضوحاً على من لديهم أطفال في المدارس بعد أن شهدت جرجناز جموداً كاملاً حين كان هناك تهديدات بضربة عسكرية. تغيرت الأمور الأن، وباتت أفضل من ذي قبل".

وعانى أهالي المنطقة طويلا من هجمات نظام الأسد، كما يوضح زكريا حمادي (42 سنة) لـ"العربي الجديد": "خرجنا من بلدة جرجناز مع اشتداد القصف والغارات الجوية عليها، وتوزع الأهالي بين الأراضي الزراعية، أو لدى أقرباء لهم في بلدات أخرى، ومنهم من ذهب باتجاه مدينة إدلب والمخيمات الحدودية خوفا من قصف مكثف كما حدث مطلع العام، حين دمرت منازل كثيرة في البلدة، وبقينا خارجها لمدة شهر تقريبا".

وأضاف: "نزحت من منزلي أكثر من خمس مرات هذا العام، والفترة الأطول كانت مع هجمة بداية العام، وهذه المرة عدت وفي نفسي نوع من الاطمئنان، وأرجو أن ينفذ الاتفاق كي لا نهجر أو ننزح مجددا، لأن النزوح بحد ذاته عذاب، ونحن في جرجناز دائما في مقدمة البلدات المستهدفة".

وأكدت رجاء أم محمد (47 سنة) لـ"العربي الجديد"، أنها سعيدة بالاتفاق، وقالت: "عندما عدنا للبيت وجدناه متضررا، والآن نحاول ترميمه لأنه لم يعد هناك مكان للنزوح، فالناس ملت من هذه الحالة، قصف وغارات ونزوح، ثم نعود فنجد منازلنا مدمرة، إن لم تقتل القذائف أقاربنا أو أبناء لنا".

وأضافت: "8 سنوات من القصف والحرب أتعبتنا، ونريد حلا لهذا الأمر، وكل الدول لا تبالي بما يحدث لنا كشعب مظلوم، وتتجاهل طغيان نظام الأسد، وندعو الله أن يدوم هذا الاتفاق وننعم بشيء من الأمن والاستقرار في مناطقنا".


وقال ياسر حسن أبو عبدو (52 سنة): "نزحت أنا وأولادي إلى قرب بلدة أبو مكي، ريثما يتوقف القصف، وكان هناك خوف أن تستمر الطائرات المروحية بقصف البلدة بالبراميل المتفجرة كما حدث نهاية العام الماضي وبداية هذا العام، وأذكر أنه مع بداية القصف سقط ثلاثين برميلا على البلدة، وحتى الطيور فرت منها لشدة القصف".

ويردف: "عدنا إلى البلدة على أمل عدم المغادرة مجددا، ويمكن أن نتعرض لغارات جوية، لكن البقاء سيكون خيارنا، فلدي أشجار مثمرة سأعتني بها لأجني محصولها، وقد أتمكن من ذلك دون خوف، إضافة لمردود جيد أتوقعه من محصول الزيتون. مجرد التفكير بأنك قد تخسر كل شيء أمر مخيف فعلا، ونحمد الله على عودتنا إلى أرضنا ومنازلنا".

المساهمون