نازحون من المعنى إلى العراء

28 نوفمبر 2016
فريد بلكاهية / المغرب
+ الخط -

مجرد قبس

لدي هاجس.
يحتاج الأمر إلى خيال خلاق
وإلى تواطؤ
أو مؤامرة.
سأصبغ بالأسود
غرفة الحبِّ،
هذا سيثير غيرة المصباح المعلق
بينما لعينيك بريق،
وللجسد نور.
ولدي هاجسٌ مضادّ،
سأعطر بالبنفسجيّ
هواء القلبِ،
هكذا أكونُ في غير حاجةٍ إلى شكل محدد
من الخيال،
وتكونُ باباً إلى الجنة
غرفةُ الحبّ.
الجنة بيضاءُ
قاب قوسينِ
إلى الأعلى،
وهذه الروح المعلقة في شجرة الأمسِ
تقرأُ كتابها.
هناكَ ما يجعل الخيالَ حارساً لفارس في العتمة
لا أتحدثُ مطلقاً عن الشاعرِ،
هو ينسجُ نشيده الخاص ويبتعدْ
أتحدثُ عن نافذة يطل منها على حديقة من نورٍ،
وأذكّره بالأسود في غرفة الحبُّ،
بالحروفِ مثل أقنانٍ في حقل من الشهوة،
وبغرفةِ البنفسج تملأ عينيه فيعبرُ
لا يرى إلا ما يشعُّ:
نور على نورْ
شجرة توقد من زيت القلبِ
وهذه النجومُ التي تكسو السماواتِ
قبسْ
مجرد قبسْ !


***


الشجر العاري

لم يعد هناكَ ظلٌّ.
النازحونَ من المعنى إلى العراءْ
الصاعدونَ من لهبٍ
إلى سطح القصيدةِ
كانوا، بلا سبب يذكرُ، يطبخون أحلاماً
على نار هادئةٍ
بينما المحيطُ بركانٌ
مما يشبهُ الغضب الأسودَ.
هؤلاءِ،
يمضونَ إلى الغياب بلا نشوةٍ،
لم يعد هناك ظلّ ليظلهمْ،
ينهبونَ المعنى،
وينشلونَ أغصانَ الكلامْ.
يا شجرا عالياً
يا شجراً عارياً
يا حطبَ اللاجئينَ إلى جنةٍ في المتخيلِ

القادمينَ منْ غموضٍ في التأويلِ،
أي الطرقِ يسلكُ السالكونَ من النهر
إلى البحر؟

عندما تبدأُ،
لا تنتهي،
المعرفةُ.

هناكَ أكثرُ من تأويل للعالمِ
بينما النازحونَ من المعنى
يصعدون فقط،
إلى سطح الحياة!


* شاعر من المغرب، والقصيدتان من مجموعة "أتعثر في الغيمة فتبكي" الصادرة هذه الأيام عن دار أبي رقراق في الرباط.

المساهمون